قصة هدية محمد علي باشا لملك فرنسا والتي أدهشت أوروبا بأكملها
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
رحلة صيد في جنوب السودان تقوم بها مجموعة من البكاوات عام ١٨٢٦، يصطاد أحدهم زرافة صغيرة عمرها ٣ سنوات فيقوم باهدائها لحاكم مصر محمد علي باشا.
كان حاكم مصر في هذا الوقت مهتماً بمد جسور التعاون مع فرنسا من أجل المزيد من التقدم العلمي، فاقترح عليه قنصل فرنسا إهدائها إلى ملك فرنسا شارل العاشر، اعجب محمد علي باشا بالفكرة وقرر تنفيذها وعبر النيل تم ارسالها إلى الأسكندرية، تماماً كما وصلت من جنوب السودان، ومن الميناء تم شحنها إلى مرسيليا .
وهناك في مرسيليا قاموا بمراعاة طبيعة الزرافة وعملوا على توفير سبل الراحة لها وتهيئة الأجواء التي لم تكن معتادة عليها كونها تعيش في الأصل في المناطق الحارة والغابات، حيث تم حملها على ظهر مركب مفروش بالحصير ويمتاز بعلو السقف ليراعي رقبة الزرافة الطويلة.
ووصلت الزرافة ميناء مرسيليا في أكتوبر عام ١٨٢٦ وتم وضعها في الحجر الصحي لكن ما لبث خبر وصولها أن انتشر في أرجاء المدينة وتناقل الفرنسيين خبر وصول مدينتهم وحش ضخم وطويل وشكله غريب فتجمع الناس لرؤيتها وهم في حالة ذهول شديدة.
وفي عام ١٨٢٧ انتقلت الزرافة من مرسيليا إلى العاصمة الفرنسية باريس سيرًا على الأقدام يقودها رجال محمد علي باشا وشرطة فرنسا، لمسافة وصلت إلى حوالي ٨٨٠ كيلو متر، قطعها الركب في ٦ أسابيع كاملة أي حوالي ٤٢ يوم، لتصل في النهاية إلى باريس ليستقبلها الملك شارل العاشر بنفسه ويطعمها بيده ورق الورد، لتصبح أول زرافة في قارة أوروبا بأكملها.
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال