يوميات غرائب رمضان زمان (4) السماء تمطر بطيخًا

نواصل عبر موقع الميزان نشر سلسلة يوميات غرائب رمضان زمان، وسنتناول في الحلقة الرابعة منها قصة واقعة مناخية في السماء سببت جدلاً في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 96 عامًا.

يوم نزول الثلج البطيخي

اعتاد الأوروبيون على تساقط الثلوج في فصل الشتاء بشكلها المعروف لكن في يوم شتوي 4 رمضان سنة 1345 هجري، الموافق 8 مارس سنة 1927 م استيقظ أهالي الولايات المتحدة الأمريكية على حدث غريب وهو تساقط الثلج بلون قرمزي أقرب للحُمْرة دون تحديد سبب علمي وراء ذلك.

علل الأهالي أن هذه الحادثة ناجمة عن غبار المواد البركانية الذي قذفته الرياح الشمالية، فيما فسرت هيئة الأرصاد الأمريكية هذه الظاهرة بتفسيرٍ غريب حيث قالت «إن الغبار كان دقيقًا وجاءت به الرياح الجنوبية وجعلته معلقًا في السماء حتى سقط مع الثلج»، وأخذ الكيميائيين يشتغلون بتحديد الدقائق التي تألفتها منها المادة الحمراء التي خالطت الثلج.

هذه الظاهرة موجودة منذ القدم، وهذا ما نسيته هيئة المركز الأمريكي لتوقعات المناخ، إذ أن ضابط البحرية الأمريكية جون روس كان أول من اكتشف هذه الظاهرة الثلجية في المنطقة القطبية الجنوبية وقال أنها موجودة منذ القدم وأن هذا الثلج سببه طحالب طحالب ثلجية تحتوي على صبغة كاروتينات لا زالت بعض الأماكن ينزل عليها هذا الثلج ويُعْرَف باسم الثلج البطيخي.

اقرأ أيضًا 
يوميات غرائب رمضان زمان (1) رسول الله في الأزهر وحركته بدأت من الدقهلية

وجون روس من مواليد عام 1777 ووفيات عام 1856م، التحق بخدمة البحرية وهو في سن التاسعة وترقى حتى رتبة أدميرال ومعناها أمير البحر، وقاد بعثة استكشافية علمية بريطانية عام 1818م، بحثًا عن الممر الشمالي الغربي إلى آسيا، وأبحر بالسفينة إيزابيلا في خليج بافن إلى أن وصل إلى مضيق لانكاستر، ولكنه قفل راجعًا، ظنًا منه أن الجبال تعترض طريقه؛ وفي عام 1829م، قاد بعثة استكشافية ثانية، ولكنه فشل مرة أخرى، وفي هذه البعثة، قام بمسح خليج بوثيا، وشبه جزيرة بوثيا، وجزيرة كنج وليام.

إقرأ أيضا

طريق الموت.. قصة أكثر الطرق دموية في حرب الخليج

حاليًا فإن علماء الأرصاد يشيروا إلى الثلج البطيخي باسم الثلج الوردي وقبل سنوات قالت مجلة «نيتشر كومينكيشن» أن الثلوج والجليد ذات الألوان الوردية، التي تزين الأنهار الجليدية في القطب الشمالي، تبدو مبهجة وتدعو للتفاؤل، إلا أن تأثيرها على المناخ يوحي بشيء من الكآبة، وأظهرت دراسة جديدة في منطقة القطب الشمالي لعموم أوروبا، أن هذه الطحالب الملونة تعزز ذوبان الأنهار الجليدية.