الكوبرا المصرية مصدر الرزق في أمريكا “قصة حقيقية جرت وقائعها سنة 1967م”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أخذت الكوبرا المصرية شهرةً في أوساط الصيدلية العالمية في علاج الروماتيزم بأمريكا، وعلى عكس ما ذهب له البعض أن الموضوع بدأ في التسعينيات إلا أنه أقدم من ذلك ويعود لعام 1967م، وكان أحد مصادر رزق واحد من المُصَدِّرِين في مصر.
الكوبرا المصرية ومصدر رزق قواص
في 2 ديسمبر سنة 1967م طار طرد يضم 50 ثعبان من نوع الكوبرا المصرية إلى نيويورك لحساب إحدى شركات الأدوية الأمريكية، وقد اتفقت الشركة على استيرادها عن طريق المصدر المصري محمد كامل قواس وذلك مقابل 750 دولار بمعدل 15 دولار للثعبان الواحد إلى جانب أجر الشحن بالطائرة، وقد اشتراها قواص من صيادي الثعابين في أبو رواش.[1]
اقرأ أيضًا
المياه الكبريتية .. هدية سيناء لأصحاب الأمراض الروماتيزمية
الثعابين طارت وكل فيها داخل كيس واتستخدمها الشركة الأمريكية في صناعة بعض أنواع أدوية علاج الروماتيزم، ولا زال موضوع استخدام سم الأفاعي في علاج الروماتيزم بأمريكا مستمرًا، إذ يشير تقرير موقع إيلاف ففي القارة الاميركية يعاني أكثر من مائة مليون شخص من هذا المرض، ويعالج الكثير منهم بواسطة مصل فعال فريد من نوعه اسمه توكسين مستخرج من سموم الأفاعي ويسمى علاج السم النقي ويستعين الأطباء بجزء من المائة من الملغرام منه ويمزج بمعالج آخر ويحقن به المكان المصاب ان كان الركبة او المفاصل، فيختفي التهاب المفاصل من تأثير استرخاء العضلات كما تقوي مادة انتوكسين جهاز المناعة؛ ولمعالجة التهاب المفاصل والروماتيزم يمزج بعض الأطباء في المكسيك والارجنتين سموم أفعى الكوبرا والأفعى الجرسية والأفعى الرملية وبهذا يمكن الاستعانة بمصل هذا السموم والاستغناء عن جرعات الكرتيزون الذي له عوارض جانبية مثل نقصان الكلس في العظام وقرحة المعدة. ويحتاج العلاج بسموم هذه الأفاعي حتى 12 جلسة وذلك حسب خطة العلاج وقوة الاصابة.[2]
الثعابين المصرية .. جزء من التاريخ
قبل قرن من الآن كانت الثعابين في مصر نوعين، ثعابين وحشية وثعابين منزلية ويعرفها من امتهن مهنة إخراج الثعابين من الشقوق، ففي تقرير صحفي قديم كانت الثعابين المنزلية لها عدة أنواع أهمها 4 هم الأرقم الجداري وهو رمادي قاتم اللون يميل للسواد وفيه عدة نقط منتشرة على جسمه ومن عادته عند الهجوم عليه أن ينفث بقوة يمينًا ويسارًا ثم يهجم للدغ بفمه؛ والثاني الأرقم الجداري الأحمر وهو مثل الرمادي لكن لونه أحمر، والثالث أبو السيور وهو لا يهوى سوى الحمام، والرابع هو الدساس الذي يهوى الفئران والعصافير.
أما الثعابين الوحشية في مصر خلال عشرينيات القرن الماضي فكانت تنقسم عند الصيادين ل3 أنواع الذبائي وهو رمادي اللون به عدة نقط منتشرة على جسمه وعند اصطيادة من مكمنه يلف نفسه كالكرة ثم يقوم بوثبة على الهجام، والثاني هو الدفان وهو لا يختلف كثيرًا عن الذبائي لكن لو رأى فريسته أو عدوه جرى وراءة دافنًا نفسه في الرمل ويزحف تحته بسرعة ويخرج من ناحية أخرى ويقتل عدوه وفريسته، والثالث الزحام وهو الذي يزحف في خط مستقيم وراء عدوه.[3]
[1] كمال الملاخ، 50 ثعبان كوبرا تصدر مصر إلى أمريكا، جريدة الأهرام، عدد 2 ديسمبر 1967م، ص7.
[2] نهي أحمد، استخدام سم الأفاعي لعلاج أمراض القلب وضغط الدم، موقع إيلاف، 28 إبريل 2016م
[3] محرر، أسرار الرفاعيين وجولة في عالم الزواحف، مجلة الدنيا المصورة، عدد 6 نوفمبر 1929م، ص ص6 –7.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال