113 مشاهدة
هل يغلب الحب الأشياء الأخرى؟
عودة لمسلسلات الثمانينات حيث كتابة العظيم أسامة أنور عكاشة الذي تتميز بحوار فلسفي شيق يجعلك تتأمل كل مناقشة دارت فيه بعد انتهاء كل حلقة.
الحب وأشياء أخرى المسلسل الشهير الذي عرض عام 1886م من إخراج المخرجة أنعام محمد علي . مسلسل يعرض الحب بشكل مختلف من خلال حبكة رئيسية وهي علاقة هند -التي جسدت شخصيتها آثار الحكيم_ بسامح والذي جسد شخصيته الفنان ممدوح عبد العليم.
يعرض الحب وأشياء أخرى مشكلة الفروق الطبقية من خلال علاقة سامح بهند وهي العلاقة الرئيسة بالمسلسل، ثم من خلال علاقة إكرام بزميلها بالعمل وعلاقة الحسيني بإكرام.
اقرأ أيضا….رجل في زمن العولمة يهزم القلق بالحب
حلقة تعبر عن مأساة حقيقية لا يتخلص منها المجتمع مهما تقدم، بل هي أزمة في كل المجتمعات.
فهند طبيبة وتسكن في فيلا ووالدها شريك في مستشفى خاص كبير، فيما سامح لا يمتلك سوى فنه، فهو مدرس موسيقى في مدرسة حكومية بمرتب زهيد.
ورغم وقوف سامح وهند في وجه التيار المعارض لزواجهما، إلا أننا نتابع ما هي الأشياء الأخرى التي قصدها أسامة أنور عكاشة ويمكن أن تفسد الحب.
18 حلقة نتابع فيهم تطورات الأحداث المتصاعدة في صراع مرهص يتوقع فيه المشاهد نهاية هذه العلاقة ، ولكن من خلال وصول العقدة إلى ذروتها والتي سنتحدث عن أسبابها في مقال آخر.
أثناء متابعة المشاهد لمشكلة سامح وهند التي تتعقد بالوقت، يتابع على صعيد آخر أزمة إكرام التي ترفض الزواج من الحسيني والذي يعمل صنايعيًا بمحل أخيها فرج الترزي لنفس أسباب معارضة أهل هند لزواج سامح منها؛ انعدام التكافؤ والفرق في المستوى التعليمي والذي يخلق فرقا في المستوى الاجتماعي مع الأيام.
تهرب إكرام من زواجها من الحسيني وتقبل الزواج من زميلها بالعمل الموظف المتعلم والذي يعلو عن الحسيني في مركزه الاجتماعي، ولكن تصبح هي مكان الحسيني في تفصيلة شديدة الذكاء من أسامة أنور عكاشة.
فجميعنا إن كنا لسنا أغنياء يمكن أن نصبح في نفس الموقف، ونخاف الرفض فقط من أجل أزمة فروق الطبقات الاجتماعية.
إكرام متعلمة، وزميلها نفس الشيء بل وزميلان بعمل واحد، ولكن تخشى أن يرفضها من أجل الحي البسيط الذي تسكن فيه وعمل أخيها كترزي.
يضعنا أسامة أنور عكاشة أمام حقائق يجب أن نراجعها، فالحب ليس كل شيء، بل الأشياء الأخرى التي قصدها هي ما تتحكم فيه.
يمكن للإنسان التنازل عن التكافؤ الاجتماعي ولكن في مقابل مميزات أخرى وعقل يستطيع استيعابه وتعويضه عما تنازل عنه وشخص يثق بنفسه ولا تؤثر فيه هذه الفروقات.
الحب وأشياء أخرى يجعلنا نستوعب الجري وراء الحب وحده ليس كافيًا، بل علينا دراسة العلاقة من أكثر من منظور حتى نراهن على صمودها، وفي النهاية لا شيء مضمون بهذه الحياة.
لعشاق أسامة أنور عكاشة، وللجيل الجديد الذي لم يتابعه، الحب وأشياء أخرى مسلسل يستحق المشاهدة.
فقط كنت أتمنى لو كان 15 حلقة بدلا من 18 حيث تكررت بعض المناقشات في المسلسل بغرض الفلسفة ولكن هذه عادة أسامة أنور عكاشة الذي يسهب في المناقشات الفلسفية والتي تعبر عن مدى ثقافته وعلمه بطبيعة البشر ودرايته بشخصياته التي يبنيها بحرفنة.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
