1٬081 مشاهدة
هل الحب من أول نظرة حقيقة أم وهم؟
الكثير من الأفلام والأغنيات والأعمال الأدبية تناولت موضوع الحب من أول نظرة، حيث ترى الشخصية الرئيسية في العمل شخصا تشعر بالانجذاب له وتقع في حبه من أول نظرة، ثم تمضي الأحداث في التطور.
فهل تؤمن بالحب من أول نظرة؟
إذا فعلت ذلك فأنت لست وحدك، فمعظم الرجال والنساء يقولون إنهم يؤمنون بهذه الظاهرة المدهشة، لكن العلماء ليسوا على يقين من أنها شيء حقيقي.
ومع قول الكثير من الناس أنهم يؤمنون ويختبرون الحب من النظرة الأولى، فقد حان الوقت لمعرفة هل هو موجود أم لا؟
ما هو الحب الحقيقي؟
الإعجاب يختلف عن الحب، ولكنه غالبا ما يكون شرطا أساسيا للوقوع فيه، فعندما تحب شخصا ما، فأنت تريد أن يحبه أصدقاؤك وعائلتك، وتسعد وتحتفل بانتصاراته، حتى عندما تفشل أنت، وتفتقده عندما تكون بعيدا، كما ينمي إحساسك بذاتك من خلال معرفتك لمن تحب، وأيضا يشعرك بالغيرة عليه دوما.
ما هو الحب من أول نظرة؟
إذا كنت قد اختبرت ذلك، فربما تعرف بالفعل كيف يبدو الأمر، ولكن حتى نكون جميعا واضحين فالحب من أول نظرة يعني أنك:
- تريد أن تعرف كل ما تستطيع عن الشخص الآخر
- ترى أنه الشخص الوحيد في الغرفة
- تشعر وكأنك قابلته من قبل
- تنجذب لكل ما يفعله
- تريد لفت انتباهه بأي طريقة
- تنسى كل ما مواصفات حب أحلامك
- تشعر أنك تريد أن تكون معه طوال الوقت
- تكون متأكدا من أن هذه ستكون أفضل علاقة على الإطلاق
لماذا لا يمكن أن يحدث الحب من أول نظرة؟
يقول الاستشاري الأسري السعودي خالد سندي، إن الحب عملية معقدة، فهو حالة انسانية متشابكة، فيها عناصر بيلوجية وعاطفية، وليس من السهولة أن نطلق اسم الحب على أي موقف يقع فيه الإنسان.
لا شك أن هناك مجموعة كبيرة من الهرمونات تلعب دورا كبيرا في هذا الأمر، وقد يتأثر الإنسان بالنظرة الأولى التي تنشيء حالة من الإعجاب، بينما يبدأ الإنسان بالميل العاطفي عند التعامل مع الشخصية، وهذا الميل العاطفي قد يأخذ وقتا طويلا أو أقصر، عندما يتأكد الشخص أن من يتعامل معه مناسب له، ويملك نفس الفلسفة الحياتية ونفس القيم والنظرة الإنسانية لمكونات الحياة.
أما ما يقال عنه الحب من أول نظرة، فهو مجرد انجذاب لحظي، ففي أول 200 جزء من الثانية يستطيع العقل أن يحدد هل الشخص الآخر مناسب له أم غير مناسب، وأحيانا نقابل إنسانا ونشعر من اللحظة الأولى إن كنا سنتمكن من التعامل معه أم لا، ومن الممكن حصول حالة الميل العاطفي، بسبب ذلك، لكن الانتقال إلى كامل حالة الحب صعب من أول نظرة.
وهم الحب من أول نظرة
في جامعة “جرونينجن” الهولندية، حقق علماء النفس علميا في هذه الظاهرة لمحاولة معرفة ما إذا كان نطاق الحب من أول نظرة حقيقيا أم لا، والحقيقة أن النتيجة جاءت مخيبة لآمال الرومانسيين الحالمين.
أجرى الباحثون دراستهم على 396 مشاركا، حوالي 60 في المائة منهم من النساء، وكان معظمهم من جنسين مختلفين، وكانت الغالبية العظمى من الطلاب الهولنديين والألمان الشباب، ومن خلال استطلاع عبر الإنترنت، سألوا المشاركين أسئلة حول علاقتهم الرومانسية الحالية (إذا كانوا في واحدة)، ثم عرضت عليهم صورا لأشخاص غرباء عنهم، وطلب منهم تقييم انجذابهم إليهم، وسئلوا أيضا عما إذا كانوا يشعرون أنهم “يختبرون الحب من النظرة الأولى” أم لا.
وكشفت نتيجة التجربة عن أن هناك العديد من الأمور التي تجذبنا إلى الآخرين، غير الحب، أبرزها تفاصيل الجسد وشكله.
حيث أوضحت نتائج التجربة أن من أجريت عليهم الدراسة شعر معظمهم بالانجذاب إلى بعض الصور من النظرة الأولى، لكن الأمر لم يكن حبا، وإنما إعجابا بشكل أصحاب الصور، وهو ما جعل الباحثين يقررون أن الحب من أول نظرة ما هو إلا مجرد وهم.
هل الأمر حب أم شهوة؟
لم تكن دراسة جامعة “جرونينجن” الهولندية وحدها التي تحدثت عن وهم الحب من أول نظرة، فقد بينت دراسة أجريت في جامعة “شيكاغو” أن سهم كيوبيد قد لا يكون حادا وفعالا كما نعتقد.
أكدت الدراسة أن الحب من أول نظرة غير موجود، وأن والسرعة التي نقع بها في الإعجاب بشخص ما، تتحكم بها منطقة في الدماغ تسمى العزل الأمامي.
واختبر الباحثون في تلك الدراسة الأمر عن طريق إجراء تجربة على مريض بالسكتة الدماغية يعاني من تلف في منطقة العزل الأمامي، بحيث جعلوه يتخذ قرارات تتعلق بالشهوة، وأخرى تتعلق بالحب، وكانت النتيجة أنه استغرق وقتا قصيرا عندما تعلق الأمر بالشهوة، ولكن عندما تعلق الأمر بالحب، كان بحاجة إلى وقت أطول للتفكير.
وقال الباحثون لمجلة Current Trends in Neurology إن هذا “يجعل من الممكن فصل الحب عن المحركات البيولوجية الأخرى”.
كان على الرجل أن ينظر إلى 40 صورة لنساء “جذابات” في أزياء مختلفة، ويجيب عما إذا كان يعتقد أن كل واحدة منهن تجذبه جنسيا، أو أنه يشعر تجاهها بالحب، وقد استغرق الرجل وقتا أطول كلما اختار الشعور بالحب.
مخاطر وهم الحب من أول نظرة
في النهاية علينا أن نعلم أن الحب من النظرة الأولى هو في الواقع تجربة يملكها الناس، لكنها ليست “حبا” بالضبط، على الأقل ليس على الفور، وعلينا أن نحذر من أن عقلية الحب من النظرة الأولى تجعلنا نعتقد أن علاقتنا مميزة ومختلفة عن العلاقات الأخرى، وهذا يقودنا بعد ذلك إلى الاعتقاد بأن حبنا لا يقهر، وأنه سيستمر إلى الأبد دون بذل الكثير من الجهد، وهو ما يجعلنا نتجاهل العمل الشاق الذي يستغرقه لجعل العلاقة تستمر لفترة طويلة، ويؤدي بنا إلى طريق مسدود في النهاية.
إقرأ أيضاً
الكاتب
ما هو انطباعك؟
