حين أصيب “السادات” بأزمة قلبية أنقذت مستقبله السياسي من غضب ناصر
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
غاب الرئيس جمال عبدالناصر عن مصر تاركاً نائبه أنور السادات يتولى مهامه، وقضى عبدالناصر بروسيا 20 يوماً في رحلة علاجية داخل مستشفى برفيخا بالقرب من موسكو، وبعد انتهاء فترة العلاج عاد عبدالناصر ليجد أن نائبه متورط في مشكلة كادت تقضي على مستقبله السياسي بعد أقل من أشهر على توليه منصب نائب الرئيس سنة 1969 م.
كان هناك ضيق من جيهان السادات تجاه منزل زوجها نائب الرئيس الكائن في الهرم، حيث رأت أن الفيلا لم تعد لائقة بالسادات وهو في منصبه الجديد، خاصةً أن الرئيس جمال عبدالناصر يجري زيارة بين حين وآخر لمنزل نائبه.
يوثق محمد حسنين هيكل تفاصيل البحث الذي خاضته جيهان السادات عن الفيلا الملائمة دون علم السادات وعبدالناصر، فعرفت أن هناك فيلا بالقرب منها أفضل من سكنهما القديم، وهي مؤجرة للواء سابق في وزارة الداخلية باسم أحمد الموجي، لكن الأخير رفض بيع الفيلا.
أيام قليلة وفوجئ اللواء الموجي بوضعه تحت الحراسة، وهي نفس المفاجأة التي تلقاها جمال عبدالناصر عندما عرف من تقارير الاستخبارات المصرية أن نائبه وضع صاحب الفيلا تحت الحراسة، وانصب غضب جمال عبدالناصر على السادات وكان حينها غائباً، وعرف بأخبار غضب جمال عبدالناصر، فسافر من القاهرة إلى ميت أبو الكوم وهناك أُصيب بأزمة قلبية كانت هي حليفه في تلك الأزمة التي كادت تودي بمستقبله السياسي للأبد.
هدأ ضيق عبدالناصر وربما فهم ما كانت تريده جيهان السادات وهو اختيار منزل يليق برجل الدولة الأهم بعد الرئيس، فخصصت الرئاسة بيتاً لنائب الرئيس يطل على النيل، وكان مملوكًا لرجل أعمال يهودي اسمه “ليون كاسترو” وفُرِضت عليه الحراسة سنة 1961 م.
عن اختيار السادات لمنصب نائب الرئيس، تقول جيهان السادات، هو “لم يكن يحب أن يكون وزيراً، وعندما يكون هناك فكرة تشكيل وزاري جديد، كان يطلب من عبدالناصر دائمًا أن يبقيه خارج الوزارة لأن سنوات السجن و الاعتقال قد تركت أثراً كبيراً على السادات جعلته لا يريد أن يشعر أنه مقيد بأي شيء، و كان يريد دائمًا أن يعيش حرا فى كل شيء، و كان يحب الجلوس فى الشرفة دائمة لساعات طويلة مستغرقاً فى التفكير والتأمل حتى يشعر أنه مع السماء مباشرة.
وعن عبدالناصر يقول السادات، ناصر توفى إلى رحمة الله دون أن يستمتع بحياته كما يستمتع الآخرون، فقد أمضى حياته كلها بين انفعال وانفعال، و كان القلق يأكله أكلاً، فقد كان يفترض الشك فى كل إنسان مسبق، و كانت النتيجة الطبيعية لكل هذا أن خلف عبدالناصر وراءه تركة رهيبة من الحقد سواء بين زملائه أقرب الناس إليه او داخل البلد نفسه بجميع طبقاته.
إقرأ أيضاً
“الخزينة فاضية” .. عن الجانب الاقتصادي لحرب أكتوبر وتفاصيل الإرث الناصري لعصر السادات
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال