همتك نعدل الكفة
666   مشاهدة  

ذوي الاحتياجات الخاصة على جدران الفراعنة.. كيف نظر لهم المجتمع؟

ذوي الاحتياجات الخاصة
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تعد الدولة المصرية القديمة منذ نشأتها هي الأقدم تاريخيا والأكثر التزاما بحقوق الإنسان وذوي الاحتياجات الخاصة، من دون تفرقة في النوع أو الشكل أو البناء الجسماني فلم تفرق بين الإنسان السليم بدنيا وبين صاحب إعاقة من أي نوع.

بدأت أول مظاهر رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة عند القدماء المصريين عندما أكدوا على أهمية العناية بالفرد وأسرته في حالات المرض والعجز كأسلوب يدعم المجتمع، كما عرفوا علم الأعشاب لعلاج المرضى وأصحاب العاهات.

لم يخجل ذوو الاحتياجات الخاصة من تصوير حالاتهم على جدران المقابر فقد عثر على لوح جنائزي معروض بمتحف كارلسبرج فى كوبنهاجن يرجع إلى الأسرة التاسعة عشرة منذ حوالي 1250 عامًا قبل الميلاد، عُثر على رجل يعاني من حالة شلل أطفال فلم يمنعه شلله من الوقوف في أثناء تقديم القرابين، مستعيناً في ذلك بعصا يستند عليها ليستطيع الوقوف والإمساك بالوعاء الذي يقدم فيه القرابين .

لوحة فرعونية
لوحة فرعونية

تمتلئ كذلك مقابر الفراعنة بمناظر من فقدوا بصرهم من العازفين الذين تميزوا بالقدرة على حفظ الترانيم الدينية والجنائزية والمقامات الموسيقية، وبالإحساس الموسيقي، والأذن الموسيقية.

صورت المناظر المنقوشة على جدران المقابر والعديد من التماثيل الجيرية الصغيرة في المتحف المصري العازف الضرير دائماً ممسكاً بآلة موسيقية قديمة، عزف عليها الأناشيد الدينية الخاصة بالإله؛ حيث يتمنى أن تساعده تلك الأناشيد في البعث مع شروق كل صباح والبعث والخلود في العالم في العالم الآخر.

تلك النظرة لذوي الاحتياجات الخاصة من المصريين لم تختلف أيضاً عن النظرة لكل الأقزام الذين أصيبوا بتشوهات خلقية حيث كان يتم تكليفهم بِحِرَف أو أعمال معينة مثل الحياكة والصياغة والنحت أو تربية الحيوانات الأليفة أو تسلية الملوك بالإضافة لعمل بعضهم في الحقول كمشرفين زراعيين.

تؤكد بردية مكتوبة إبان الأسرة الـ 21 تحتوى على تعاليم الحكيم المصري أمينيموبي ، يتحدث فيها عن ذوي الإعاقة في الفصل الخامس والعشرين من التعاليم بقوله “لاتسخرن من أعمى ولا تهزأن من قزم، لا تسخر من الكفيف، ولا تفسدن قصد رجل أعرج، ولا تكون عابس الوجه حينما يكون قد تعدي الحدود، ولا يعلو صوتك بالصراخ عندما يخطئ.

سيتي الثاني
سيتي الثاني

لكن هناك نظرة أخرى لذوي الاحتياجات الخاصة لدى الفراعنة؛ تتمثل في قصة سا بتاح حفيد ملك مصر الفرعوني سيتي الثاني ـ في رواية أخرى نجل أخيه ـ  حيث كان مصاباً بإعاقةٍ في قدمه، وكانت تلك الإعاقة سبيلاً للتنافس حول عرش مصر من الملكة تا وسرت التي ادعت أنها الوريثة الشرعية لـ “سيتي الثاني”، إلى جانب عمره الصغير بالطبع.

تذكر الدكتورة زكية يوسف في كتابها “تاريخ مصر الفرعونية” أن المستشار الملكي باي، نجح في إجهاض حلم وصول تا وسرت لعرش مصر، وساعد في وصول الولد صاحب العشرة أعوام إلى الحكم تحت وصايته، ولكن بعد 6 أعوام توفي الصغير سا بتاح وحكمت تا وسرت وكانت آخر ملكات الأسرة التاسعة عشرة.

 

إقرأ أيضا
أفلام 1963م

إقرأ أيضاً

الفراعنة والإغريق والبوتانيون.. شعوب عبدت الأعضاء الجنسية

الكاتب

  • ذوي الاحتياجات الخاصة وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان