الإمام السابع للأزهر .. الشافعي الشاعر
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مجلدات لا تكفي في مفتتح الحديث عن الإمام السابع للأزهر الشيخ عبد الله الشبراوي، فهو شخصية فذة جمعت بين جُلّ العلوم الإنسانية بالإضافة إلى مواهبه المتعددة التي حدثنا عنها ” الجبرتي” في كتابة فيقول عنه ” الإمام الفقيه المحدِّث الأصولى المتكلِّم الماهر الشاعر الأديب”.
مولده ونشأته
وُلد الشيخ عبدالله بن محمد بن عامر بن شرف الدين الشبراوي الشافعي عام 1681 م، في بيت عُرف بالعلم والإيمان والتقوى، فنَمَت معارفه، وأصبح فجر عصر نهضة جديد ، حفظ القرآن الكريم ونال الإجازة دون العاشرة من عمره، التحق الشيخ ” الشبراوي” بالأزهر وتلقى علوم اللغة العربية والشرعية من صرف ونحو وبلاغة و أدب على يد كبار مشايخ الأزهر .
شيوخه
تأثر الشيخ ” الشبراوي” بأستاذه الأديب الشاعر الشيخ حسن البدري، ـ من الأساتذة المرموقين ـ فدرس على يديه علم الحديث ، وتأثر به وبأدبه تأثر كبير، كما تلقي الفقه عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الشافعي المالكي ، وغيره من العلماء أمثال الشيخ عبد الله بن سالم البصري ، و الشيخ خليل اللقاني ، و الشيخ أحمد النفراوي ، والشيخ محمد الزرقاني.
اشتهر الشيخ ” الشبراوي ” بحبه لكل ما هو طريف، فاقتنى التحف النادرة والطرائف المستملحة والكتب النفسية، واتخذ لنفسه بيتا كبيرًا على بركة الأزبكية يلائم مكانته حيث كان هو والده من أثرياء القوم .
التف الكثير من طلاب الأزهر حول الشيخ، فكان يقوم بتوجيههم ومساعدتهم على الخروج من كل ضائقة لذلك عُرف بالأخلاق العالية بين طلابه ورجال الدولة ليكون المثل والقدوة لهم .
تلاميذ الشيخ الشبراوي الإمام السابع للأزهر
نبغ من تلاميذ الشيخ الشبراوي العديد من العِظام كالعلامة الشيخ علي بن شمس الدين الشافعي الشهير بـ ” الخضري” ؛ الذي أجازه الشيخ برواية الكتب الستة ، والوالي عبد الله باشا بن مصطفى باشا الكوبري ، الذي منحه الخليفة العثماني السلطان محمود ولاية مصر ، وقد أجازه الشيخ الشبراوى عام ١١٤٢ هـ، وقال في إجازته :” …. وقد استخرت الله تعالى ، وأجزته بما قرأه علي من ذلك وسمعه منى ، وبباقي تلك الكتب ، وبجميع ما تجوز لي وعني روايته مما قرأته على الأشياخ ، أو سمعته منهم ، أو رويته عنهم بإجازة خاصة ، أو عامة بشرطه المعتبر عند أهل الأثر”، والشيخ الإمام إبراهيم بن محمد عبد السلام الرئيس المكي الشافعي.
مشيخة الأزهر
ولمّا كان الشيخ السادس للأزهر على مذهب المالكية، فكان من الصعب أن يتخلى أصحاب المذهب عن كرسي المشيخة، إلا أن علم الشيخ عبد الله الشبراوي وأخلاقه العالية أجبرتهم أن يتنازلوا عن المشيخة لصالحه وبالتالي كان ” الشبراوي ” الإمام الشافعي الأول للأزهر وقد ولى الشبراوي مشيخة الأزهر عام ١١٣٧هـ = ١٧٢٤م .
الشيخ الشبراوي الأديب
كان الشيخ ” الشبراوي” أديب فذّ فالناظر لديوانه يرى رقة الأسلوب ورهافة الحس وعذوبة الشعور، كما أن الديوان متنوع بين قصائد المدح والغزل العذري والشعر الوطني الذي تحددت ملامحه فيما بعد على يد محمود سامي البارودي .
من شعر الغزل
كتب الشيخ الشبراوي قصائد الغزل العذري ، حيث كان رقيق الحس ذا مشاعر فياضة لم يستطع إخفاءها مع هيبته ، وجلال
علمه، وعلو منصبه ومقطوعات الشعر الغنائي التي تغنت بها أم كلثوم :
وحقـك أنـت المـنـى والطـلـب
وأنـت المـراد وأنـت الأرب
ولى فـيـك يـا هـاجـرى صبـوة
تحير في وصفـها كل صب
أمـولاي باللـه رفـقـا بـمـن
بذل الغـرام إليـك انتسـب
أشاهد فـيـك الجمـال البـديـع
فيأخذني عـنـد ذاك الطـرب
ويعجـبـنـي مـنـك حـسـن القـوام
ولـيـن الكـلام وفــــرط الأدب
المدح
ومن أشعار الإمام السابع للأزهر أشعاره في مدح الوالي عبد الله باشا فيقول:
محبـك يا شقـيـق الروح يرجـو
مجـيـنـك للتـأنـس والسـرور
ولا تـتـرك مـحـبـك في انتـظـار
فما يقوى على البعد الكثير
وقال أيضًا :
عـريـق المجـد مـولي كل مـولى
كـريـم الطبع والأصل الشهير
تـوشـحـت الـوزارة مـن عـلاه
بعـقـد صـانـهـا عـن كل زور
أقـام العـدل في مصـر وأحيـا
معـالمـه بـهـا بـعـد الـدثـور
سجـيـتـه إقـالـة مستـقـيـل
وهـمـتـه إجـارة مستـجـير
سجـايـاه الشـريفـة ليس يحصى
محاسنها سوى المولى القـديـر
وكان الشيخ مُولعًا بحب مصر لدرجة جعلته يتغنى باسمها ، ولا يترك مجالاً إلا وذكر فيه شيئًا عن مصر ، وكان لا يتحمل الغياب عنها ، فإذا اضطرته الظروف إلى البعد ظل على عهده وحبه لها .
مؤلفات الشيخ عبد الله الشبراوي
ترك الشيخ عبد الله الشبراوي الإمام السابع للأزهر مؤلفات أثرت المكتبة العربية تنم عن غزارة علمه وتنوع ثقافته في علوم الأدب والتاريخ والنحو والبلاغة والحديث .
ومن مؤلفاته :
1 ـ الاتحاف بحب الأشراف.
2ـ مفاتح الألطاف في مدائح الأشراف [ ديوان شعری ] .
3ـ عروس الآداب وفرحة الألباب في تقويم الأخلاق ، ونصائح الحكام ، وتراجم
4ـ الاستغاثة الشبراوية لنظم بحور الشعر وأجزائها
5ـ عروس الآداب وفرحة الألباب في تقويم الأخلاق ، ونصائح الحكام ، وتراجم
الشعراء .
6 ـ عنوان البيان وبستان الأذهان في الأدب والأخلاق والوصايا والنصائح .
7ـ – شرح الصدر في غزوة بدر .
8ـ – شرح الرسالة الوضعية العضوية ؛ وهي رسالة من تأليف القاضي عضد الدين
عبد الرحمن بن أحمد المتوفى عام 765 هـ .
9ـ منظومة في علم النحو ، وهي منظومة لامية .
10 – العقد الفريد في استنباط العقائد من كلمة التوحيد .
11 – عنوان البيان في البلاغة
وفاته
توفي الشيخ الشبراوي صبيحة يوم الخميس السادس من ذي الحجة عام 1171 هـ = ١٧٥٧ م عن عمر يناهز ثمانين عاماً ، وصلى عليه بالجامع الأزهر في مشهد عظيم ، ودفن بقرافة المجاورين
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال