الألعاب الخطيرة وشراب الواسيل.. طرق العصر الفيكتوري للاحتفال بالكريسماس
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يرتبط شهر ديسمبر في العالم بأكمله باحتفالات عيد الميلاد، حتى يبدو الأمر وكأنه كان دائمًا هكذا، ولكن في الحقيقة، لم يكن هذا هو الحال دائمًا، فقبل العصر الفيكتوري، كان الاحتفال بعيد الميلاد مقتصر على بريطانيا والدول الأخرى الناطقة باللغة الإنجليزية فقط، وحتى في تلك الدول، كانت مظاهر الاحتفال باهتة، لا تعرف معنى البهجة، ولم يكن لعيد الميلاد طعم حتى عهد الملكة فيكتوريا وزوجها الألماني الملك ألبرت، حيث أصبح عيد الميلاد هو ذلك الشكل الذي نعرفه اليوم، وهكذا، بفضل العصر الفيكتوري، تأسست معظم تقاليد عيد الميلاد المحبوبة لدينا، مثل بطاقات عيد الميلاد والهدايا، ومع ذلك، كان ذلك العصر مسؤولًا أيضًا عن بعض التقاليد الغريبة قليلاً، معظمهما ـ لحسن الحظ ـ لم يبقى على قيد الحياة حتى يومنا هذا.
شراب الواسيل
شراب الواسيل هو مشروبًا شتوي شهير، مصنوع من خليط من الفاكهة وعصير التفاح وبعض البهارات، اعتاد الفيكتوريون شربها أثناء وقت الترانيم، الذين كانوا ينتقلون من منزل إلى منزل، وهم يغنون ترانيم عيد الميلاد، وبعد غناء جميع الترانيم، يبدأون في زيارة جيرانهم وأقاربهم لمشاركتهم في شراب الواسيل، وفي الحقيقة تم استعارة هذا التقليد الخاص بدعوة الترانيم لرشف رشفة من الواسيل من العصر الإليزابيثي، وتفاوتت وصفات مشروب الواسيل من عائلة إلى أخرى، ولكن كان من المهم أن يُقدم ساخنًا، وتعتمد العائلات ذات العرق القديم في تحضير الواسيل على البيرة أو عصير التفاح، والتي يتم تسخينها حتى تصبح سميكة وذات رغوة، وكانوا يطلقون على تلك الرغوة التي تكونت على قمة البيرة أو عصير التفاح اسم صوف الخروف، وكان البعض يضيفون جوزة الطيب الطازجة، والقرفة، والقرنفل، وشرائح الليمون، والتفاح المحمص لتعزيز نكهة الثمرة.
الألعاب الترفيهية الخطيرة
كان الفيكتوريون مُغرمين جدًا بالترفيه والألعاب، ولم يكن هناك وقت أفضل لذلك من عيد الميلاد، كانت الألعاب الجماعية مسلية للغاية، وساعدت على قضاء الوقت وتمضيته بشكل لطيف وممتع، ومع ذلك، كانت هذه الألعاب في بعض الأحيان خطيرة ومتهورة، على سبيل المثال، هناك لعبة خطيرة كانوا يكررونها باستمرار، خلال هذه اللعبة، يتم تكديس حفنة من الزبيب في وعاء مع مشروب الرم، ثم يقومون بإشعال النار في الوعاء، وكانت مهمة اللاعبين هي انتزاع الزبيب من الوعاء وأكله بينما لا يزال مشتعلًا، كما كانت الرماية إحدى العابهم المفضلة، وهي لعبة عظيمة بالفعل، ماعدا أنهم كانوا يستخدمون أهداف بشرية، وأسلحة حادة، وهكذا، العشرات من الألعاب الخطيرة التي كانوا يتجمعون كل عام للعبها في عيد الميلاد.
المحار هو الطبق الرئيسي وليس الديك الرومي
يعتمد نوع اللحم الذي يقدمه الفيكتوريون على المائدة إلى حد كبير على ثروة الأسرة ومكانتها الاجتماعية، بينما اختار الأثرياء لحم البقر والديك الرومي، خاصةً في مناسبات مثل عيد الميلاد، لم يكن الفقراء قادرين على شراء مثل هذه اللحوم باهظة الثمن، وبدلاً من ذلك اضطروا إلى الاكتفاء بشيء أقل سعرًا، مثل الإوز، ومع ذلك، كان سعر الإوز في بعض الأحيان، باهظًا للغاية، وفي مثل هذه الحالات، كان على العائلات الفقيرة أن تُقبل على عشاء احتفالي أرخص، وفي ذلك العصر، كان المحار وفيرًا ورخيصًا، وغالبًا ما يُباع المحار الصغير كوجبات سريعة في الشوارع، إما يوضع في اليخنة والفطائر أو يؤكل بمفرده، وكان يُعرف باسم “بروتين الرجل الفقير”، لذا فبالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون شراء أي لحوم أخرى، كان المحار وليس الديك الرومي هو العنصر الرئيسي في عشاء عيد الميلاد.
المصدر
(1)
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال