الفايكنج وباريس .. قصة النشأة والصدام
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تندرج شعوب شبه الجزيرة الإسكندنافية تحت طائلة الفايكنج والذين أخذوا شهرةً في القرن الثامن عشر الميلادي بصفتهم شعوبًا شديدة الشراسة ولا علاقة لهم بالتحضر.
الفايكنج في البحار ودوافع الرغبة في السيادة
رغم محاولة رغم محاولة الذين ترجموا قصة الحضارة لويل ديورانت حول البحث عن أصل ومعنى كلمة الفايكنج[1]، لكن لا زال حتى الآن التأكد من جذورها التاريخية مختلف فيه رغم الاتفاق على أن معناها القراصنة.[2]
اقرأ أيضًا
الفايكنج.. قراصنة أوروبا الذين ظلمتهم الأخطاء
أدت برودة المناخ وصعوبة الزراعة وعُسْر العيش إلى اتجاه الفايكنج للبحر، ومع الزمن صاروا ملاحين، وشيئًا فشيئًا كانوا رموز الرعب على امتداد شواطئ أوروبا الغربية، فبمجرد نزولهم للبر يقومون بنهب البلاد بشكل كامل.
إطلالة على سفن الفايكنج
مع القرن التاسع عشر تمكن رجال الاكتشافات البحرية من العثور على سفن لرجال شعوب شبه الجزيرة الإسكندنافية في شبه جزيرة يوتلاند وفي النرويج، وكانت السفينة المكتشفة هي سفينة جوكستاد والتي كانت كل سفن الإسكندنافيين تشببها، فقد كان طولها 78 قدمًا وعرضها 16 قدمًا وارتفاعها 4 أقدام، ومقدمتها عالية ومدببة، لكي تصلح لشق أمواج المحيط، وعلى متون سفن من هذا الطراز، تسنى لرجال الشمال أن يشقوا طريقهم في المحيط الأطلنطي إلى يوتلاند ووصولاً إلى كندا.
غارات الفايكنج وغزواتهم في باريس
مع نهاية القرن التاسع بعد الميلاد، توغل الإسكندنافيين في جزيرة آيسلندا، واندفعوا منها إلى جرينلاند وانجلترا وفرنسا، وأحدثت هجماتهم أضرار فادحة إذ كانوا يدمرون الكنائس والأديرة، ويقومون بقتل الرهبان.
كانت باريس هي أحد أكثر المدن التي تعرضت لهجمات الإسكندنافيين ففي القرن التاسع الميلادي استُهدفت باريس أربع مرات، وفي كل مرة كان الفايكنج يصلون إليها ليلاً ويقتربون منها بالسفن خلال نهر السين؛ وفي النهاية اضطر الملوك الفرنسيون إلى دفع مبالغ باهظة في مقابل انسحاب الغزاة من العاصمة الفرنسية.[3]
وفي عام 885م قام نحو 30000 إسكندنافي بفرض الحصار على باريس مرة أخرى، وفي هذه المرة دفع الملك الفرنسي 700 قطعة ذهبية للفايكنج الذين تركوا العاصمة، وإن لم يتركوا فرنسا بالكلية لكنهم استقروا أقدامهم في المنطقة المعروفة باسم نورماندي، وأصبحوا يُعرفون باسم النورمانديين، وبعد اتصالهم بالحضارة الفرنسية، نبذوا ديانتهم الخاصة وتحولوا إلى المسيحية، واستبدلوا بلغتهم الإسكندفانية لغة الأقاليم الشمالية في فرنسا، واحتذوا أنماط الحياة الفرنسية.
[1] مترجمون، قصة الحضارة، ويل ديورانت، جـ14، ط/1، دار الجيل، بيروت، 1408هـ / 1988م، ص313.
[2] محررون، فايكنج، الموسوعة الحرة.
[3] يوسف عبدالحميد بن ناجي، القرصنة وأثرها في التواصل الحضاري، مجلة المؤرخ العربي، مـ1، عدد:29، 2021م، ص ص10-14.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال