امرأة ينقذها شرب البول وأكل ورق الشجر وأمومتها من الموت وسط الجليد
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
تشكو أوروبا من برد الشتاء القارس هذا العام، لكن بعد قراءة هذا الموضوع ربما يخلع بعضهم ملابسهم للابتهاج وحمد الله على فضله، وتبدأ القصة في رحلة عائلية للسيدة كارين كلارين ذات الـ٤٦ ربيعاً والتي تعمل مدرسة والتي سافرت إلى لاس فيجاس بصحبة زوجها وابنها ذو السنوات العشر.
وفي محاولة لزيارة جبال الجراند كانيون يوم ٢٣ ديسمبر والوصل لحافته تتعطل السيارة في الغابات الكثيفة الغارقة في الثلوج.
ومع زيادة هطول الثلوج تغلق الحكومة الطرق فتضطر كارين الحاصلة على دورات في مواجهة الحياة البرية إلى ترك أسرتها والسير بحثاً عن انقاذ ما مع انقطاع اشارات هواتفهم المحمولة وعدم وجود أي بشري في دائرة قرابة الخمس كيلومترات.
فتقرر الوصول لمدخل الغابة على بعد حوالي ٢٠ كيلو متر.
ومع حلول الظلام ونفاذ زجاجة الماء والطعام الذي حملته لرحلة سيرها على الأقدام مع هبوط الظلام مع التفكير في زوجها الذي يعاني من اصابة شديدة في الظهر تمنعه من السير الطويل بدأت في البحث عن كوخ أو مكان يصلح للاختباء من البرودة الشديدة لكنها لم تجد شيئاً.
وبعد المشي التائه لمسافة تزيد عن ٤٠ كيلو متر والعطش الشديد والارتجاف والجوع بدأت كارين في شرب البول وأكل أغصان أشجار الصنوبر المنتشرة في الغابة، فبعد مرور ٣٠ ساعة من السير في الجليد كانت على وشك الإنهيار والتعرض لقضمات الثلج.
ظلت كارين تصرخ بصوت عال ” لا أريد ترك ابني بلا أم ولا زوجي بلا زوجة”وقبل أن تسقط بدقائق بعد انهيار قدرتها على المقاومة تهبط رحمة الله في كوخ مهجور به مجموعة بطاطين وأخشاب أشعلتها بسرعة للحصول على الدفء.
في الصباح تم انقاذ كارينوعائلتها بفرق إنقاذ المفقودين، ونقلت إلى المستشفي لتفقد بعض أصابع قدميها بتأثير البرودة ويؤكد الأطباء أنها بقيت على الحياة فقط لأنها شربت البول الخاص بها وأكلت أغصان الشجر وامتلكت إرادة أم في البقاء من أجل طفلها.
فعلت كل ما هو عكس المنطق من أجل الحياة تلك القيمة الغالية التي ننساها جميعا في خضم المعيشة وننسى أنها نعمة الله الكبرى علينا حتى لو كان ثمن بقاءها هو شرب بولنا
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال