المطر ..رزق الله المهدر حقه

مع كل شتاء أتأمل المطر، الشيء الذي يعلقني بهذا الفصل المشاغب. صوت بإيقاع سريع، تلاقي السماء مع الأرض عن طريق مياه الأمطار كحلقة وصل طيبة.

تغرق شوارع الإسكندرية التي أعيش فيها، تتوقف الحياة تمامًا حتى أن بعض الأيام الدراسية تتحول بقدرة قادر إلى إجازة، وأصبح التلاميذ ينتظرون الشتاء من أجل كثرة الإجازات.

تتعطل حركة المرور، وتتحول أهم المناطق الراقية مثل سموحة لبركة كبيرة من المياه وسيارات لا يعرف أصحابها كيف يحركونها من أماكنها.

وفي ظل هذه الأزمات التي نعانيها نحن أبناء الاسكندرية، أتأمل رزق الله المهدر من المطر.

في حين يخاف الناس من أزمة سد النهضة، يمتعنا الله كل عام بكم من المياه السماوي يختفي غدرًا باختلاطه بالتراب والشوارع ومياه صرف البلاعات.

هناك خطة يتم تنفيذها بصرف مياه المطر بالاسكندرية تنفذ على مدار عدة سنوات، ولكن ليس هناك معلومة وحيدة قوية حول مصير هذه المياه التي يعطينا الله إياها كهدية من السماء ولا نستوعب أهميتها.

اقرأ أيضًا…كيف تستعد الإسكندرية قبل الشتاء والأمطار

فمعالجة هذه المياه للاستفادة منها ستحل أكثر من أزمة؛ مشكلة الخوف من المستقبل بعد إنشاء سد النهضة، وتطهير الشوارع من أزمات الشلل المروري والغرق في المياه.

وبالعام الماضي قد تواصلنا مع أستاذ  هشام زيدان مدير المركز الإعلامي لشركة الصرف الصحي بالإسكندرية وحدثنا عن مشروع يتم على الكورنيش بعمل مصارف جديدة لمياه المطر.

وحدثنا عن استعدادات الشركة كل عام من تجهيز سيارات شفط المياه وتسليك البلاعات إلى حفر أماكن صرف هذه المياه من أجل حل أزمة المرور التي يصرخ أهالي الإسكندرية من أجلها.

إقرأ أيضا

إفطار المطرية.. “هنا لمة بطعم العيلة”

ولقد لاحظ أهالي الإسكندرية بالفعل بعض من الانفراجة في هذه الأزمة هذا العام، وقلت شكواهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن تبقى الأزمة الكبرى بلا حل، لماذا تهدر مياه الأمطار؟

لماذا وعلى أي أساس نتجاهل نعمة الله وهدايا الطبيعة؟…من مطر وشجر وطاقة شمسية في ظل أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي تكدر المصريين وخاصة بوقت ننتظر فيه شهر رمضان؟

أتمنى أن أعيش لهذا اليوم الذي نستغل فيه الطبيعة الطيبة التي حباها الله للإنسان كي تسهل عليه الحياة، ولكن مين يسمع؟