2٬137 مشاهدة
حكاية حقيقية كقصة مسلسل زيزينيا لشاب إيطالي أنهى عرس أخته من سكندري بعصابة ومسدس!
مسلسل زيزينيا كان حالة خاصة لمن شاهده وحالة مختلفة جدًا للاسكندرانية بالتحديد. عكس المسلسل الحياة بالمدينة الساحرة بنهاية فترة الاحتلال الانجليزي بمصر وعرض لنا قصصًا مٌتشابكة كأحداث فرعية وخيوط تربط الأحداث الرئيسية بالمسلسل.
وإحقاًقًا للحق هذا المسلسل يحتاج لعدة مقالات للحديث عنه، ولكن حكايتنا اليوم عن قصة حقيقية حدثت ببداية القرن الماضي بمدينة الإسكندرية تشبه كثيرًا قصة فرانشيسكا “ماجدة الخطيب” والحاج عامر “حمدي غيث” بالمسلسل.
قصة مقتل جاربيس أشهر صانع جيلاتي باسكندرية زمان
مسلسل زيزينيا والحدوتة الواقعية
عام 1922 وبتحديدًا بشهر يونيو ولدت بنت بحارة اليهود تُدعى زينب حسن البيضة. كانت هذه الطفلة جدتي التي عاشت حياتها بين حارة اليهود والإبراهيمية، وعاشت الكثير من الحكايات التي أظن حكيها فريضة.
حكت لي زينب _ رحمها الله _عن شابة إيطالية جميلة ذات شعر أسود طويل وقعت بحب شاب مصري بحارة اليهود، ولكن وقف بين حبهما أخوها.
تمامًا كما فعل ديلورنزي “جميل راتب” بعد زواج أخته من الحاج عامر بمسلسل زيزينيا، بل وتهجم على الحاج عامر وجعله يطلقها رغمًا عن أنفه وعن حبه لها.
فعلت الشابة الإيطالية كما فعلت فرانشسيكا بالضبط؛ هربت من عائلتها لتتزوج الشاب السكندري، و أعلنت إسلامها وأطقلت على نفسها “فاطمة”
أهل الشارع كان الحدث بالنسبة لهم كفيلم سينمائي وقصة حب استثانئية. فرحوا بالفتاة الإيطالية التي أصرت على موقفها للنهاية وتركت كل شيء من أجل حبيبها السكندري رغم علمها بخطورة ما تفعل.
انتظر الجميع الليلة الموعودة حيث موعد الفرح والتطوع بغناء أهل الشارع وحضور الليلة المنتظرة.
اسكندرية بتقولها سدق…يا ترى هي سدق ولا سجق؟
حضر الجميع ليشهدوا بداية دخول الحبيبة لعش الزوجية، وضمن الحضور كانت زينب الطفلة التي كانت تستمع لتفاصيل الحدوتة من أهلها وذهبت لحضور الفرح والاحتفاء بالفتاة الإيطالية التي سمت نفسها فاطمة.
وسط الغناء والتهنئة والزراغيط وعشرات ألف مبروك حدث ما لم يتوقع حدوثه. دخل أخو العروسة الإيطالي مع بعض الأصدقاء بدوا بغضبهم وتجمعهم كالعصابة، وكان غرضهم انهاء هذا الفرح بأي شكل.
لم يدخل الأخ بأصدقائه فقط بل وبمسدس في يده. وجه المسدس ناحية العريس وبدأ يصدر كلمات بالإيطالية بعصبية شديدة كالطلقات.
وجه الكلام للفتاة ونظرات للحضور ووضع العريس في مأزق تحت تهديد السلاح. تضحك جدتي أثناء حكي الحدوتة:
يا اختي ما فهمناش حاجة بس لقيناه هيموتنا قلناله خدها، الناس خافت كان لهم مدرك إيه عصابات
اختارت الفتاة حسب القصة أن تذهب مع أخيها حتى لا تتطور الأمور لمقتل العريس، أو اشتباك الشباب الإيطالي مع شباب المنطقة ويحدث ما لا يحمد عقباه
كان دوليرنزي بمسلسل زيزينيا أحد أفراد عصابة مقرها بإيطاليا، وكان يعتمد على قوة هذه العصابة، وتشابه قصة المسلسل مع هذه الحدوتة يقول أن الإسكندرية كان بها مئات القصص التي تدفع الكتاب للكتابة.
ولا نعلم هل سمع السيناريست أسامة أنور عكاشة عن هذه القصة وألهمته بوضعها بالمسلسل أم أن الأمر مجرد صدفة؟
انقطعت أخبار فاطمة وانتهت القصة عند هذا الحد، فيما هناك مئات من الحواديت التي حدثت بالإسكندرية تدفع أي كاتب للكتابة عنها.
مسلسل زيزينيا كان من إخراج جمال عبد الحميد وتأليف السيناريست أسامة أنور عكاشة، وبطولة يحي الفخراني، آثار الحكيم، هدى سلطان وكوكبة من نجوم أضافوا الكثير للدراما المصرية.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
