همتك نعدل الكفة
16٬099   مشاهدة  

خدعوك فقالوا تأميم ناصر قتل فوزي.. تحقيق يثبت ان كل هذا غير حقيقي

محمد فوزي وجمال عبدالناصر
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تندرج قصة محمد فوزي وجمال عبدالناصر ضمن قائمة الشائعات التاريخية التي لا زال يتم ترديدها حتى الآن على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي.

ساهمت السوشيال ميديا في ترديد أن تأميم ناصر لشركة فوزي قتله، وساهمت السيطرة الإخوانية على وسائل التواصل في نشر شائعة ليس لها أي نصيب من الصحة، وهذا ما يتناوله هذا التحقيق.

نص الشائعات في قصة محمد فوزي وجمال عبدالناصر

محمد فوزي - جمال عبدالناصر
محمد فوزي – جمال عبدالناصر

تنص الشائعات على أن جمال عبدالناصر قرر وضع محمد فوزي في رأسه لأن المطرب العبقري رفض الغناء لجمال عبدالناصر وكان ميالاً للرئيس محمد نجيب.

اقرأ أيضًا 
كيف كذب علينا محمد نجيب لأنه غالبا لم يقتنع بكذبة أننا لم نعرفه رئيسا في كتب المدرسة؟

جرى الإضطهاد سنة 1961 م حينما تم تأميم شركة مصر فون وتجريده من كل ممتلكاته والإكتفاء بمبلغ ضئيل، فضلاً عن استيلاء الدولة على جهود شركة مصر فون في تسجيل القرآن الكريم، وكل هذه الضغوط نجمت في النهاية عن إصابة محمد فوزي بالمرض حتى مات سنة 1966 م، وقد اهتم المؤرخ عمرو صابح بتلك المسألة لنفيها أكثر من مرة، ومع نفيه تجيء شائعات أخرى.

محمد فوزي وجمال عبدالناصر .. التأييد والغناء

محمد فوزي وجمال عبدالناصر في أسبوع التسلح
محمد فوزي وجمال عبدالناصر في أسبوع التسلح

منذ السنوات الأولى للثورة والفنان محمد فوزي داعمًا للنظام الناصري ماديًا وفنيًا، فقد كان محمد فوزي من أوائل المتبرعين في أسبوع التسلح سنة 1955 م.

اقرأ أيضًا 
عندما انجذب رئيس الاتحاد السوفيتي إلى القرآن في مصر بحضور جمال عبدالناصر

من حيثية الغناء فقد غنى محمد فوزي أغنية غنوا لـ 23 يوليو عيد الثورة عيد الأحرار، كذلك غنى للقوات المسلحة أغنية كان وإنّ، وأغنية عامل من العمال دعمًا لقرارات يوليو الاقتصادية وقال فيها جمال عبدالناصر “الله يخلي اللي خلى راسنا في العالي أمِّن حياتنا وبلادنا بالاشتراكية”، وبعد تأميم مصر فون غنى أغنية رشوا الملح في عيد الثورة عام 1961 م.

للإستماع إلى أغنية غنوا لـ 23 يوليو

للإستماع إلى أغنية كان وإنّ

للإستماع إلى أغنية عامل من بين العمال عن أهمية الاشتراكية

للإستماع إلى أغنية رشوا الملح

ليس هذا فحسب بل إن الفنان محمد فوزي خاض غمار خلاف مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب سنة 1960 م على تلحين وغناء أغنية ناصر من تأليف الشاعر حسين السيد.

التنافس بين محمد فوزي ومحمد عبدالوهاب على أغنية ناصر
التنافس بين محمد فوزي ومحمد عبدالوهاب على أغنية ناصر

وعندما فاز عبدالوهاب بتلحين الأغنية وجه محمد فوزي إتهامًا له بأنه احتكر الأغاني الوطنية لنفسه.

للإستماع إلى حوار محمد فوزي 

تأييد محمد فوزي لجمال عبدالناصر امتد حتى في المرض ففي برنامج سهرة مع فنان في 5 سبتمبر 1966 أي قبل وفاته بأسابيع قليلة قال محمد فوزي «قبل بدء حديثي أريد أن أشكر بحرارة السيد الرئيس جمال عبدالناصر، كنت أقرأ الصحف المصرية أكثر من عشر مرات حتى أشعر أنني في بلدي، أما الإذاعة فأستمع إليها أحيانًا ولكن ليس دائمًا».

اقرأ أيضًا 
أجور قراء إذاعة القرآن الكريم بعد افتتاحها .. أزمة حلها جمال عبدالناصر

وعن خطب جمال عبدالناصر قال « خُطب الريس كنا بنسمعها كلها، معرفش بقى يظهر كان له تأثيره على الجو وبيخلينا نسمعه من كل مكان في العالم، مبيقولكش مثلًا أنت من مصر، لا بيقولك أنت من عند ناصر».  

منير محمد فوزي
منير محمد فوزي

أما منير محمد فوزي نجل الفنان الراحل فقال «لم أسمع أن أبي اشتكى من جمال عبدالناصر أو قال شيئًا سلبيًا عنه أو عن الثورة، ولم تتخلى الدولة عنه في مرضه وسفره إلى أمريكا وألمانيا لتلقي العلاج في آخر أيامه».

ممتلكات محمد فوزي والتأميم .. الحقائق والأساطير

جمال عبدالناصر - محمد فوزي
جمال عبدالناصر – محمد فوزي

بدايةً فإن إقران أزمات محمد فوزي المالية بقصة تأميم مصر فون لا تتسق مع الحقيقة، فقد كان المطرب الراحل على الصعيد الشخصي يعاني من أزمات مالية أدت في فترةٍ ما إلى حدوث طلاق بينه وبين سمراء النيل الفنانة مديحة يسري.

خبر طلاق مديحة يسري
خبر طلاق مديحة يسري

قبل قرارات التأميم سنة 1961 بعامين خرجت الفنانة مديحة يسري في 24 مارس سنة 1959 م لتقول عن سبب طلاقها من محمد فوزي بعد زواجٍ دام 8 سنوات، حيث ذكرت أن الطلاق راجع إلى أن فوزي لا يستطيع تنظيم أموره المالية.

اقرأ أيضًا 
شائعات عن جمال عبدالناصر والأزهر “حين تؤدي ويكيبيديا إلى الكذب”

بعد قرارات التأميم وعقب وفاة محمد فوزي كانت تركته تضم أرصدةً في البنوك و 200 بدلة وشقة في برج جاردن سيتي وشقة في عمارة الإيموبيليا وأخرى في منطقة المعمورة بالإسكندرية، وبمجرد دفن محمد فوزي بدأت مشكلات التركة بين الورثة تظهر.

تركة محمد فوزي
تركة محمد فوزي

البداية حين تعرض أبناء فوزي لمفاجأة في دولاب ملابس والدهم حيث رأوا عدم وجود أي ملابس له ثم استيلاء كريمة فاتنة المعادي زوجة فوزي على ساعة روليكس بـ 100 جنيه ورفضت أن تسلمها للورثة.

اقرأ أيضًا 
آمنة مهران .. حكاية أم تاجر مخدرات أرسل لها جمال عبدالناصر خطابًا

وعقب مضي 10 أيام من وفاة محمد فوزي لاحظت مديحة يسري أن زوجة محمد فوزي كريمة استأجرت سيارة نقل كبيرة لنقل محتويات شقة فوزي بالإسكندرية إلى مكان مجهول، فأوصلت مديحة يسري الأمر إلى الشرطة والتي تدخلت وأعادت الأثاث إلى شقة فوزي بالإسكندرية وتم وضعها تحت الحراسة لحين الانتهاء من إجراءات إعلام الوراثة.

اقرأ أيضًا 
خليفة عطوة المتهم باغتيال جمال عبدالناصر “اشتغالة وقع فيها الإعلام المصري”

وقبل حلول الأربعين قررت كريمة فاتنة المعادي زوجة فوزي رفع دعوى قضائية في حق أولاد محمد فوزي تتهمهم بالاستيلاء على منقولات شقة زوجها في جاردن سيتي، فيما اتهمها أولاده بسرقة ملابس والدهم.

اقرأ أيضًا 
نسف قطار القساوسة بقرار عبدالناصر “شائعات ستيناتية عن الكنيسة”

لم يكن الوسط الفني بعيدًا عن هذه الخلافات إذ تدخل الفنان فريد شوقي والموسيقار محمد عبدالوهاب التدخل لإصلاح الطرفين دون جدوى، فيما نأت هدى سلطان بنفسها عن هذا الشقاق الشرس.

تأميمات يوليو

إقرأ أيضا
اللوكندا الحمراء
محمد فوزي داخل شركة مصر فون
محمد فوزي داخل شركة مصر فون

تأميمات يوليو 1961 لم تكن موجهة إلى محمد فوزي فقط وإنما كانت شاملة لمئات الشركات الخاصة وذلك لسياسة الدولة الاقتصادية حين ذاك، وعندما تم تأميم شركة مصر فون عام 1961 جاء في قرار التأميم بالمادة الثالثة منه «تؤدي الدولة قيمة ما آل إليها من أموال المنشآت المشار إليها بموجب سندات اسمية على الدولة لمدة خمسة عشر سنة بفائدة 4% سنوياً، وتكون السندات قابلة للتداول بالبورصة»، وهذا يعني أن الشركة المؤممة أصبحت دينًا على الحكومة بموجب سندات بقيمة الشركة ويجوز لصاحبها (مالك السندات) أن يبيع السندات في البورصة أو يتصرف في جزء منها، وحصل محمد فوزي على قيمة أسهم شركة مصرفون ثم تم تعيينه مديرًا لها.

سرقة مجهود تسجيل القرآن الكريم

محمد فوزي وجمال عبدالناصر
محمد فوزي وجمال عبدالناصر

شائعة أخرى نشرتها صفحة الملك فاروق وتقول أن القرآن المسجل للشيوخ محمود خليل الحصري ومحمود علي البنا ومحمد صديق المنشاوي تمت في استديوهات محمد فوزي دون أن يتقاضى عليها أجر، وذلك قبل أن تأخذها شركة صوت القاهرة (مصر فون سابقًا) وتبيعها للناس.

منشور صفحة الملك فاروق
منشور صفحة الملك فاروق

لكن هذا غير صحيح إذ أن أول مرة أصدرت مصر فيها المصحف المجود المسموع بـ 4 قراء كان زمن جمال عبدالناصر وكان جزء من مشروع تطوير سوق الكاسيت في الستينيات، وبدأ المشروع أوائل سنة 1970 م وكان من المقرر إطلاقه في شهر رمضان بحضور جمال عبدالناصر لكن وفاة عبدالناصر جاءت بعد ظهور المصحف المجود لأول مرة بـ 3 شهور.

الأهرام عدد 2 رمضان عام 1390 هجري، الموافق 19 نوفمبر 1970 م
الأهرام عدد 2 رمضان عام 1390 هجري، الموافق 19 نوفمبر 1970 م

ومصدر المعلومة إعلان عن أول مصحف مجود من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف والإعلان منشور في عدد الأهرام يوم 2 رمضان عام 1390 هجري، الموافق 19 نوفمبر 1970 م.

الأهرام عدد 5 رمضان عام 1384 هجري الموافق 7 يناير سنة 1965 م
الأهرام عدد 5 رمضان عام 1384 هجري الموافق 7 يناير سنة 1965 م

ونواة مشروع تسجيل القرآن الكريم كان بالتعاون بين شركة صوت القاهرة ومصر فون، وبدأ بجمع تراث اثنين من القراء الراحلين وهما (الشيخ رفعت والشيخ النادي)،ومصدر المعلومة موجود في عدد جريدة الأهرام عدد 5 رمضان عام 1384 هجري الموافق 7 يناير سنة 1965 م؛ وبعدها بأيام صدر أول مصحف مجود مسموع بصوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد.

وفاة محمد فوزي وموقف جمال عبدالناصر

محمد فوزي في أواخر أيامه
محمد فوزي في أواخر أيامه

ويبقى السؤال لماذا تم تأميم شركة مصر فون التي صارت صوت القاهرة وكانت ملكا لمحمد فوزي وعدم تأميم شركة صوت الفن التي امتلكها محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.

ولدينا الإجابة، رأس مال مصر فون كان ١٠ ألاف جنيه وهو الحد الذي وضعته الدولة للتأميم، وكانت شركة فيليبس شريكة بنسبة ٥٠٪ في شركة مصر فون وهي شركة أجنبية لتستوفي الشرط الثاني في شروط التأميم، وأخيرا  معلومة بلا قيمة أن أم كلثوم كانت تمتلك ٢٥٪ من الشركة أي أن محمد فوزي لا يملك سوى ٢٥٪ من الشركة التي تم تأميمها، بينما كان رأس مال صوت الفن ٥ ألاف جنيه ويملكها حليم وعبد الوهاب بلا شريك أجنبي فلا تنطبق عليها شروط التأميم لكن الأهم أنها أنشئت بعد عام 1961

أي بعد نهاية التأميم.

محمد فوزي وجمال عبدالناصر

أصيب محمد فوزي عام 1965 بمرض سرطان العظام الخطير وأصدر جمال عبدالناصر في 9 ديسمبر سنة 1965 م قرارًا بعلاجه في الخارج على نفقة الدولة، وتوفي محمد فوزي يوم 20 أكتوبر 1966 ، وبعد رحيله قرر الرئيس جمال عبدالناصر إقامة جنازة رسمية له وأوفد الدكتور عبد القادر حاتم نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة نائباً عنه للمشاركة فى تشييعه.

الكاتب

  • محمد فوزي وجمال عبدالناصر أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

  • محمد فوزي وجمال عبدالناصر وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
61
أحزنني
6
أعجبني
24
أغضبني
9
هاهاها
6
واااو
12


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان