خيري بشارة..المخرج الذي يأتنس بضجيج شبرا
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
كان حلم خيري شلبي في البداية، أن يصبح ممثلًا، لكنه اكتشف أنه لم يمتلك هذه الموهبة، بل تأكد أنه ممثلًا سيئًا جدًا وبشع، ورغم ذلك لم يتخلص من هذه الرغبة، لابد أن يمثل، ففي أعماقه رغبة مكبوتة وفشل لا يستطيع أن يتخلص منها إلا بالتمثيل، لذا شارك كممثل في أفلام لبعض زملائه المخرجين.
في الدور الرابع من بيت متهالك، آيل للسقوط، من الممكن أن تنحدر بك السلالم إذا لم تكن حذرًا في صعودك أو هبوطك إلى المخرج خيري شلبي، أحد مخرجي ما سُمي بالموجة الجديدة، أو السينما الجديدة.
كان حلم والده، وجده، أن ينتقلا ييعش في الزمالك، لكنهما رحلا دون أن يحققا بغيتهما، فعاش الابن خيري بشارة في هذا المنزل مع زوجته البولندية “مونيكا”، في حوار صحفي حكى “بشارة”، عن منزله،وقال:”والدي لم يورثني هذا النوع من الأحلام والطموحات، لكني ورثت عنه أشياء أخرى أهمها حب اللغة العربية، كان والدي قارئًا ممتازًا للأدب ولديه مكتبه عامره بأمها الكتب، أورثني أبي أيضًا هذه التركيبة الفطرية التي لاتعرف أبدًا التعصب”.
يعشق خيري بشارة حي شبرا، بضجيجه، وصخبه، كان يعشر فيه بالحياة، وينام بعمق وسط هذا الصخب والضجيج الذي لاينقطع، رغم أن الحنين إلى الهدوء يباغته أحيانًا، وهذا مستحيل في شبرا.
كان حي شبرا حاضرًا في سينما خيري بشارة، ففي فيلم يوم مر ويوم حلو كان هناك لمحة من روح هذا الحي الشعبي، رغم أن جيله من المخرجين كان يقدم القرية، بخلاف المخرج محمد خان الذي انصب اهتمامه كله على المدينة.
يعترف خيري بشارة أن جيله أخذ الكثير من مخرجي السينما المصرية، أمثال يوسف شاهين، صلاح أبو سيف، توفيق صالح، شادي عبد السلام، حسين كمال في أفضل حالاته، بالإضافة إلى المخرج عباس كامل.
اتهم جيل “بشارة” بأنهم بعيدون تمامًا في أفلامهم عن الشارع، لكنه يرى أن الاتهامات يطلق لها العنان، الجميع يستطيع أن يتهم الآخر بسهولة، دون أن يتكىء أو يعتمد على أية إحصائية تعضد اتهامه، واستشهد خيري بشارة ردًا على هذا الاتهام بالإحصائية التي أعدها المخرج كامل القليوبي مع المنتج حسين القلا، التي كانت تؤكد على أنه إذا كانت السينما المصرية تنتج في العام ستين فيلمًا في العام، فإن أفلام جيلهم تقع في العشرة أفلام الأولى من ناحية الإيرادات، وهنا يثبت “خيري” أن أفلامهم لها جماهيرية كبيرة.
واجه جيل السينما البديلة، أو الموجة الجديدة، – أو كما يجب خيري بشارة أن يسميه تيارًا سينمائيًا نضج في الثمانينات، إلى أن أصبح تيارًا سينمائيًا-، نوعًا من الهجوم المنظم، بأنهم لا يقدمون سوى أفلًا للمهرجانات وليس للجمهور، وهو عطلهم لفترات ليست هينة.
ويعترف “خيري” بأن جيله واجه صعوبات عديدة، قال:”عانينا جميعًا، أنا وخان وعاطف وداود، وجدنا صعوبة شديدة ليس فقط في السفر للخارج، ولكن لمجرد أن نسافر إلى الإسكندرية، أحيانا تصبح هذه الرحلة نوعًا من الترف المستحيل، ورغم ذلك لا نجد حلًا آخر غير الانتاج حتى نقدم أنفسنا”.
يرى خيري بشارة أن المخرج الذي لايجيد كتابة السيناريو هو مخرج منفذ فقط، لذا يحرص على أن يشارك في كتابة معظم أفلامه، بل يصر على أن يكون عاملًا أساسيًا في ولادة العمل الفني على الورق.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال