رحلة في عشق التصوير
“عندما تعشق التصوير ترى كل ما حولك جميل وتراه بعين أخرى غير التى كنت ترى بها وتجد في الصور تفاصيل لم تكن تلاحظها من قبل”.. قالها لي أحد زملائي وأدركتها عندما علمت أني أعشق التصوير، إذ أرى كل ما حولي جميلًا وأعتبر عيني كاميرا أحفظ بها كل التفاصيل، وأخرج هاتفي من حقيبتي وأبدأ في التقاط الصورة بالزوايا التي أرغب بها لتخرج بالنهاية بقصة صغيرة تحكي تفاصليها بنفسها دون الحاجة لمن يشرحها.
بدأ عشقي للتصوير من عدة سنوات ووجد بها حبًا لا ينتهي، وأدركت أن التقاط الصورة هو أكثر ما يجذب انتباهي ويخرجني من حالة الضيق التي تنتابني في بعض الوقت، لأبدء في التقاط صورًا للشمس وقت الغروب والسماء في أوقات اتخاذ السحاب أشكالًا ورسوماتًا وكأن فنانًا قد رسمها فسبحان الخالق، حتى تخرج الصور بالشكل التي أرغب بها وتحكي قصتها الخاصة.
زاد حبي للتصوير بشكل أكبر مع مرور الوقت لأذهب إلى بعض الأماكن الخاصة التي تتمتع جدرانها بقصص وأحاديث خاصة وتكون شاهدًا على تاريخ عريق، مثل الجامع الأزهر والحاكم بأمر الله وغيرها من الأماكن الأثرية وأبدء في التقاط الصور لأضع عليها بعض اللمسات التي تظهر جمالها بشكل أكبر.
تطور الأمر معي بشكل أكبر وأصبحت أحب توثيق كل الأماكن التي أذهب إليها وأضع لمساتي عليها، لأشعر وكأني روحي ترد إلي في تلك الصور، كانت زيارتي الأخير إلى أرض المحروسة التي تربطني بها علاقة حب لا تنتهي لأبدأ بتوثيق لحظاتي من بداية محطة الرمل وتصوير الصيادين أثناء تأدية عملهم والذهاب إلى منطقتي بحري وأبو العباس المرسي والذي يزوره المواطنين من مختلف محافظات مصر..
والذي تنظر من أمامه باتجاه البحر تجد المراكب أمامك تزينه كأنه عروس تتزين في يوم عرسها، والسباحين من حولها يسبحون في حلقات دائرية كأنهم يزفون عروسًا، لتنتهي مهمتي هنا في بحري وانتقل إلى الجهة الأخرى عند شارع فؤاد والذي كانت مبانيه خيرُ شاهدٍ على العصر الروماني، اتجول فيه وانظر يميني ويساري وعلامات الدهشة على وجهي رغم أنها ليست المرة الأولى التي ازوره ولكن في كل مرة أشعر وكأنها الأولى لالتقط بعض الصور التذكارية له لتلتقط عدسة هاتفي صور لمسرح دوريش الذي تقف أمامه لدقائق لتتأمله جماله، وبعد الانتهاء من التأمل في جمال الشارع، اتجهت إلى حي كود الدكة أحد أقدم الأحياء هناك والذي يضمن منزل سيد درويش وبعض البيوت الأخرى.
في إحدى تلك البيوت التقيط بطفلة يكاد لا يتعدى عمرها الـ 8 سنوات بملامح بسيطة وضحكة تغمر وجهها وتقتحم قلبك تنظر لي لأطلب منها التقاط صورة لتوافق وتغمر قلبي سعادة أكبر.
بعد انتهاء رحلتي كان قلبي لا يسعه الأرض ومن عليها من شدة فرحي بزيارة أحد الأماكن الأقرب إلى قلبي وتوثيق لحظات سعادتي لتتضاعف سعادتي وقتها.
إقرأ أيضًا.. سيرة الملكة أمينة .. رهينة الصورة الذهنية عن قارتها