همتك نعدل الكفة
828   مشاهدة  

“رسالة من الملك” رمسيس الثاني يعلق على نقل تمثاله في عربة قمامة بالشرقية

رمسيس الثاني


أسعد كثيرًا حينما يتردد اسم رمسيس الثاني بينكم وتتذكروني بقوة بينكم ويسبقه وصفي وأهميتي في مرحلة هامة من عمر مصرنا الحبيبة، بل إنني أكاد أطير فرحًا سواء أُطلق اسمي على ميدان أو محطة، أو حتى تمثال لا يمُت لي بصلة سوى أنه يُجسد حضوري وأهميتي في تاريخ البلاد.

الملك رمسيس الثاني

نقل تمثال رمسيس الثاني في الشرقية
نقل تمثال رمسيس الثاني في الشرقية

ربما تعرفونني جميعكم بهذا الاسم والصفة الملكية، وأحسد نفسي على أنني الوحيد الذي يُطلق عليه اللقب الملكي بين مُختلف أطياف المحروسة منذ رحيلي قبل أكثر من ثلاثة آلاف عامٍ، لكن ما يؤلمني حقًا روح السخرية التي باتت تُسيطر على بعضكم؛ فالجميع يعرف أن أهل مصر روحهم في “النُكتة” والكلمة المُفرحة، لكن ما حدث مؤخرًا وإن دل على شيء فإنه يؤكد زيادة الانحدار بكافة الأصعدة والمستويات، بدايةً من الوعي بقيمة الحدث وأهميته، وانتهاءً بحال ثقافتنا وتقديرنا للتاريخ وقيمة رموزه.

اقرأ أيضًا
مقلب رمسيس الثاني الذي شربه هواة المؤامرة

الجميع يتحدث عن نقل تمثال يحمل اسمي وصفتي وصورتي من أمام جامعة الزقازيق، ليلًا، في عربة من تلك العربات التي تُستخدم لجمع القمامة، وقد يكون لهم الحق هنا في السخرية بصورة أو بأخرى أن ينتهي تاريخ “الملك” بحمله في مكان لم تُفارق رائحة القمامة جنباته بعدْ، لكن قبل هذا وذاك هناك عدة حقائق عرفتها وأردت إطلاعكم عليها علكُم تشاركونني المعرفة وتنصحون أنفسكم ومن تعرفون.

نقل تمثال رمسيس الثاني في الشرقية
نقل تمثال رمسيس الثاني في الشرقية

في البداية تمثالي هذا لم يكُن تمثالًا من الأساس، بل إن عمره لم يتخطى الخمسة عشرة أعوامٍ منذ وضعه بموقعه هذا قبل نقله و”إزالته” إن شئتم دقة التعبير.

اقرأ أيضًا 
بين واقع نقل الكباش وزمن إنقاذ أبو سمبل “المقارنة لا تجوز”

أعود معكم لمطلع القرن الحادي والعشرين الذي تعيشونه لأقص عليكم قصة تمثالكم هذا الذي يحمل اسمي، وقتها كان الدكتور حامد شتلة، محافظ الشرقية، قضى عامه الثاني في منصبه، وإذا بإحدى الشركات المُهتمة بتطوير الميادين تعرض تصميم تمثالًا ليَّ يحمل اسمي ويتم وضعه في الميدان القريب من بوابة جامعة الزقازيق، لتلقى الفكرة حماسًا كبيرًا من الجميع، وبالطبع كان اسمي وصفتي الملكية ومكانتي في قلوب المصريين بمثابة جواز مرور وتطبيق أي شيء يحمل اسمي ويُذكرهم بي.

تمثال رمسيس الثاني على سيارة قمامة
تمثال رمسيس الثاني على سيارة قمامة

“جبس وفايبر جلاس وطين صلصال”.. هكذا أخبروني عن مواد بناء تمثالي هذا حينما سألتهم، وهي بالطبع مواد بسيطة لا ترقى لصُنع شيء يعيش لسنواتٍ وسنوات، الأمر الذي كان يؤكد وقتها على أن فترة مكوث تمثالي هذا لن تطول أو تصل بأي حال من الأحوال للفترة التي قضيتها بتمثالي الذي رأيته بعيني واستمر في الميدان الأشهر بوسط القاهرة قبل نقله إلى المتحف المصري الكبير.

انتهت أعمال تشييدي وظللت بموقعي هذا شاهدًا على أحداث عديدة وغريبة؛ كنت شاهدًا على قصص حب ولهوٍ بين كثيرٍ من الشُبان والفتيات، وكذلك رأيت غضب أهل الشرقية ونزولهم للاحتماء بميداني هذا في العديد من المواقف والظروف التي مرت على البلاد، وآخرها بالطبع فترة التظاهر والنزول إلى الشوارع والميادين لأجل تخليص الوطن ورسم مستقبله، وهي فترات ستظل محفورة في أذهان الجميع.

السنوات مرت على “نموذجي” هذا بكل ما تحمله من تقلبات وعوامل تعرية جردته من آمانه وبدأت ترسم في ملامحه الخطورة وتُنذر بسقوطه بين الحين والآخر بفعل تساقط أجزاء من التمثال وتأثر مواده “الهشة” أمام الأمطار والشمس الساطعة بمختلف الأحيان، ومعها كانت المحافظة بدورها تتوسع وتتطور كغيرها من سائر المؤسسات في الدولة، وعرفت وقتها بأنهم سيشييدون كوبري أطلقوا عليه اسم “شرويدة” لربط المنطقة بغيرها وفتح محاور مرورية جديدة من شأنها القضاء على الاختناقات المرورية وفتح طرقات تُسهل رحلة الماريين من وإلى المحافظات القريبة من المكان.

نقل التمثال
نقل التمثال

تزامن التطوير من تأخر حالة التمثال، ومعه كان رحيله من المكان أمر حتمي؛ فلا قدر الله إذا ما سقطَّ فجأة وتسببَ في إزهاق روح إنسانٍ أو حيوان سيكون الأمر وبالًا على الجميع، ووقتها قد يلعنني الكثيرون بدلًا من ذكري بصفتي الملكية، لكن مرحلة النقل شابها الكثير من الأمور السيئة على جبين أغلب المسئولين والجهات المعنية؛ فالنقل لم يسبق التنويه به، والمُعدات ظهرت كما لو كان التمثال و”نموذج المحاكاة” قمامة وشيءٍ بغيض حان آوان استئصاله، لكن ضخامة الأمر كما سبق وأشرت إليها نابعة من حُب المصريين لي وتقديرهم لقيمتي وتعلُقهم بذكرى وجودي وسط القاهرة بجوار محطة مصر.






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان