سيد زيان ومظهر .. فنانون تركوا الميري من أجل عيون السينما

تعرضت السينما المصرية لكثير من الموضوعات التي تتناول شخصية «رجل الشرطة » وعمله ومظهره في جزء كبير من إنتاجاها على مر تاريخها الطويل.

ترجع العلاقة بين «الشرطة والسينما » في مصر إلى سنة 1928،أى بعد وقت قليل من بدء إنتاج الأفلام السينمائية الروائية الطويلة عام 1923.

كان أول فيلم عالجت فيه السينما المصرية شخصية «رجل الشرطة» وما يتصل به من خواص درامية في فيلم «البحر بيضحك» إخراج :استيفان روستي،1928. جاء فى إطار فكاهي حول شخصية رجل شرطة مسن وما يواجهه في حياته المهنية من متاعب.وهو يعتبر الفيلم الخامس في ترتيب الأفلام المصرية الروائية التي عرضت في مصر منذ عام 1923.

وكما اجتذبت الحياة الشرطية السينمائيين من المؤلفين والمخرجين ونجوم التمثيل . ففي المقابل اجتذبت السينما عددًا من رجال الشرطة .أدوا أدوارهم فى بعض الأفلام ليس على سبيل الهواية فحسب بل إحترفوا العمل السينمائي ، فأصبح رجل شرطة سابق وفنانًا سينمائيًا .بالإضافة لعمل بعضهم فى كتابة سيناريوهات بعض الأفلام وممارسة عمل الإنتاج السينمائي .

«صلاح ذو الفقار»

كان «صلاح ذو الفقار» ضابطًا ومعلمًا بكلية الرشطة إلى أن كشف شقيقه المخرج السينمائي «عز الدين ذو الفقار» عن الممثل الكامن بداخله وموهبته التمثيلية. فقدمه سنة 1956 ليقوم بدولة البطولة الأولى أمام الفنانة «شادية» في فيلم «عيون سهرانة»

قام «صلاح ذو الفقار» بدور طالب فى كلية الشرطة يتخرج ضابطًا ويجد نفسه مكلفًا من رئسيه فى العمل بالقبض على والد بنت الجيران وهي الفتاة التي كان على علاقة حب معها آملًا في الزواج منها. ويقوم بعدها بدور «شخصية طالب البوليس» في فيلم «رد قلبي»

ومن بعدها يترك «ذو الفقار» العمل الشرطي ويتفرغ تمامًا للعمل السينمائي. ويؤدى أدوارًا سينمائية كثيرة ومتنوعة ،ويتألق فى أدوار سينمائية كثيره منها «الناصر صلاح الدين» إخراج يوسف شاهين ،1963. و«الأيدي الناعمة» إخراج عز الدين ذو الفقار،1963.

«بدر نوفل»

ترك «نوفل» العمل البوليسي بعد وصوله لـ رتبة «لواء»،فبعد تخرجه من كلية الشرطة عام 1947إلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1951،وعمل بجانب التمثيل مدرس لمادة «التنكر» بالمخابرات العامة المصرية .

بعد تفرغه التام للعمل السينمائي،أدى أدوار متنوعة ما بين طبيب ومحامي ورجل شرطة .وكانت أول أدواره في فيلم «سجين أبو زعبل» عام 1957،حيث جسد دور «ضابط شرطة» الذي يقوم بمكافحة تجارة المخدرات. وأدى بعض الأدوار الهامة فى بعض المسرحيات منها مع الفنان عادل إمام في «شاهد ماشفش حاجة» وجسد شخصية خليفة خلف الله خلف خلاف عام 1976، وقدم دور «مغاوري السفرجي» خال «سيد» في مسرحية «الواد سيد الشغال» عام 1985.

كان له موقف مع الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر» بعدما أدى دور «سكير» في مسرحية «بين القصرين» وكان الرئيس جمال عبدالناصر ضمن حضورها، فتم وقف ترقيته لمدة ثماني سنوات ، لأن المسؤلين وقتها اعتبروا ان الدور لا يليق بضابط شرطة ،فرفع من جانبه إلتماس لـ«عبد الناصر» وقبله وسمح له بعدها بممارسة مهنة التمثيل بجانب العمل الشرطي،واستعان به فى بعض الأعمال المخابراتية داخل مصر وخارجها.

«سعد الدين وهبة»

استقال «سعد الدين وهبة» من عمله بالشرطة مبكرًا عام 1954،ليتفرغ بعدها للعمل الأدبي والصحفي ، لم يمارس مهنة التمثيل لكنه كان اسمًا بارزًا فى تاريخ المسرح المصري مثل مسرحيتي «سكة السلامة »و«السبنسة» حسبما ذكر «ناجي فوزي» في كتاب (الشرطة فى عيون السينما المصرية).

ويضيف «ناجي» ان «وهبة» كان له اسمًا كبيرًا فى السنما المصرية من خلال موقعيين رسميين تولى رئاسمتهم أولهم توليه لرئاسة أحدى شركات القطاع العام السينمائي بعد تحول السينما إلى هذا النظام الإقتصادي فى السيتينات.ثم وصوله إلى منصب «نقيب السينمائيين» ومن بعده رئيسًا لإتحاد النقابات الفنية بمصر في الثمانينات.

كما شارك «وهبة » في كتابة العديد من سيناريوهات الأفلام السينمائية منها «آه يا بلد آه» إخراج كمال حسين ،1986. وفيلم «أدهم الشرقاوي» إخراج حسام الدين مصطفى ،1964.

«ممدوح الليثي»

احترف «ممدوح الليثي» الكتابة السينمائية للسيناريو والحوار، بعد تركه العمل الشرطي،كما مارس إلى جانبهم عمل الإنتاج السينمائي. بالإضافة إلى وصوله لمنصب نقيب السينمائيين وعمله بقطاع الإنتاج التليفزيون المصري .

كتب «الليثي» سيناريوهات بعض الأفلام المصرية مثل فيلم «ثرثرة فوق النيل» إخراج حسين كمال،1971. وفيلم «امرأة سيئة السمعة» إخراج هنري بركات،1973وفيلم «أميرة حبي انا» إخراج حسن الإمام ،1974.

إقرأ أيضا

عندما أنقذ أحمد مظهر رقبة أديب نوبل بسبب “ثرثرة فوق النيل”

«أحمد مظهر»

تخرج «مظهر» من الكلية الحربية عام 1938 مع الرئيسين أنور السادات وجمال عبدالناصر، ثم التحق بعدها بسلاح المشاة، وانتقل لسلاح الفرسان وتدرج إلى أن تولى قيادة مدرسة الفروسية وشارك في حرب فلسطين عام 1948 ثم تفرغ للتمثيل وانتهت حياته العسكرية برتبة عقيد.

قدمه للمسرح زكي طليمات عام  من خلال مسرحية «الوطن» عام 1948،ثم دخل عالم السينما وقدمه إبراهيم عز الدين ليقوم بدور في فيلم «ظهور الإسلام» عام 1951إلا أن نجاحه وظهوره القوي في السينما لم يكن إلا من خلال دور البطولة في فيلم «رد قلبي» الذى جاء بترشيح من الأديب يوسف السباعي عام 1952.

كما قام بالتمثيل فى فيلم اجنبى عالمي مع الفنان بيتر جريفز صاحب أشهر مسلسلات السينما الإمريكية «مهمه مستحيله» وكذلك الممثل العالمي كاميرون ميتشل وشاركهم البطولة الفنان المصري الشاب عمرو سهم ومجدى وهبه وتدور احداثه في بدايات القرن العشرين والبحث عن البترول وهذا الفيلم من إنتاج المنتج العالمي تونى زارانداست اسم الفيلم guns and the fury.

« سيد زيان »

درس « سيد زيان » هندسة الطائرات ثم عمل بالقوات الجوية المصرية وبدأ مشواره الفني كممثل تراجيدي من خلال فرقة المسرح العسكري. بعدها انضم إلى فرقة الهواة مع الفنان«عبد الغنى ناصر» الذي أسند إليه أول دور كوميدي في مسرحية «إعلان جواز»

بدأ سيد زيان العمل في السينما والمسرح، منذ أواخر السيتينات، وشارك في مسرحية «سيدتي الجميلة» و«بمبه كشر» و«البلدوزر»

من أهم أعماله السينمائي: «الطماعين» و«شبح الماضي» و «العتبة جزاز» و«أرملة ليلة الزفاف» و«مدرسة المشاغبين»

بجانب تفرغ العديد من الشخصيات السابقة للعمل السينمائي وتركهم العمل الشرطي ،شارك بعض الشخصيات فى بعض الأفلام على سبيل إرضاء الهواية الشخصية من خلال الظهور فى بعض الأدوار السينمائية الصغيرة منهم «إلهامي فايد» و«شفيق الشايب» و«محسن الصفتي».