صداقة أسبوع تمتد إلى فلسطين
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
منذ شهر تقريبا مضى كنت أواصل عملي في مهرجان الاسكندرية المسرحي الدولي بالمركز الصحفي في المهرجان وكذلك أغطي فعاليته التي كانت تستحق المتابعة والإشادة.
وأكون في قمة سعادتي عندما يحاوطني الأخوة العرب والفنانين من كل مكان، فالمهرجان دولي ويستقبل عروضا أجنبية وعربية، ولكن الأغلب من البلدان العربية.
كنت أصادف المخرج إيهاب الزاهدة أحيانا بالمسرح وسط الحشود ولم أعرف أنه من فلسطين إلا مؤخرا، هذا ولأنه كان من الفنانين الذين ساهموا بهذا المهرجان على مر السنين الماضية بعروض مختلفة.
فكنت أحسبه مصريا، ثم تعرفت على الممثل الرائع رائد الشيوخي والذي حاز على جائزة أفضل تمثيل بهذا المهرجان مناصفة مع صديقه الفنان محمد الطيطي عن عرض “بيدرو والنقيب” إخراج الفنان المبدع إيهاب زاهدة.
يعلم جميع من يعرفونني جيدا أن قلبي مساكن شعبية كما غنى الكينج محمد منير، يسع من الحبايب ألف وأكثر.
فانتهى المهرجان بعدما كتبت عن العرض مقالا نقديا لروعته، وبعدما نشرت حواري مع الفنان رائد الشيوخي بعد فوزه بالجائزة أصبحنا أصدقاء.
وكنت قد أجريت الحوار قبل فوزه تقريبا بيوم واحد وسألته عن توقعه الجوائز، وفي نفسي تمنيت له جائزة لأنني أتذكر جيدا رد فعل الجمهور بعد انتهاء العرض.
اقرأ أيضا…بيدرو والنقيب عندما يتحول السجين إلى قاضي
العرض كان رائعا كما أصحابه، وانتهى العرض وانتهى المهرجان وبدأت صداقتي بصاحب خفة الظل طيب القلب رائد الشيوخي والإنسان الرائع المخرج إيهاب زاهدة.
أحب فلسطين جدا، حتى أن يوما ما زارتني صديقتي عفاف فلسطينية غزاوية تعيش بالأردن وتقابلنا بالقاهرة، وعندما شاهدت صورتي معها زوجة خالها قالت لها:إسراء فلسطينية…ملامحها تنطق بذلك.
فشعرت بسعادة كبيرة، رغم حبي لمصريتي ولكن فلسطين في النصف الثاني من القلب مباشرة.
شعوري أنني على صداقة بأصدقاء جدد من فلسطين جعلني سعيدة كالطفلة، فنتشارك ونتبادل الآراء ، ومن ثم حدث طوفان الأقصى وبدأ إجرام الاحتلال الذي جعلنا جميعا نشعر بالخجل بلا استثناء.
نار بغزة ونار بقلوبنا تشتعل فينا من العجز، لا ننام، ولا نمارس حياتنا بشكل طبيعي، وإذا فعلنا نشعر بألف ذنب.
هنا فقط شعرت أن رائد وإيهاب أخوتي وليسوا فقط مجرد أصدقاء رأيتهم على مدار أسبوع لدقائق بمهرجان مسرحي.
لي أخوة بالخليل ، يأكلني قلبي كي اطمئن عليهم، ولي أخوة في غزة لا أعرفهم ربما ولكن هذا هو شعوري الدائم نحوهم.
الأيام والوقت له سر والله وحده من يعرف سرها، فأنا أشعر أننا أصدقاء منذ زمن.
فخورة بهم…فخورة بثباتهم…فخورة بمحاولاتهم بمسرح نعم في الخليل الذين ساهموا في تأسيسه تحت خط النار وظلم الاحتلال.
اقرأ أيضا…الفنان رائد الشيوخي للميزن..لا مبرر للخيانة ولا للجلاد أن يصبح جلادا
فخورة بالجوائز التي يحصدونها، وفخورة بمحاولاتهم الدائمة.
فخورة أنهم أيضا كونوا عائلات_الله يحميهم-تحت ما يعانونه.
لدينا مثل مصري يقول:
“اللي إيده في المياه…مش زي اللي إيده في النار”
هكذا هو الشعور البشري، فلا يكون تعاطفك بقدر ما هم فيه، ولا كلمات تعبر عما يعانونه، ولا فيديوهات وصور تعبر عما يفقدونه.
يا أصدقائي قلبونا معكم على الرغم أنني على يقين بأنها لا تكفي
دعائنا معكم..ولابد أن يجيء النصر مهما طال الظلم
مؤازرتنا معكم ولو بمنشورات عن طريق الانترنت، فأنتم تدركون أهمية الكلمة.
فارقنا الحياة قبل هذا اليوم أم شهدناه، فستتحرر فلسطين وسيبقى الود دائما بين كل القلوب التي تعرف أن الصداقة لا تعرف مواعيد ولا يهمها المسافات.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال