رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
338   مشاهدة  

صفقة تجارية مع الرب ..” أرض الميعاد “بين تضارب آيات سفر التكوين

أرض الميعاد
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



صفقة تجارية مربحة بين الله و من يسمون أنفسهم شعب الله المختار، وعُرفت هذه الصفقة بـ ” أرض الميعاد”، وجاء في الأدبيات اليهودية لاسيما الواردة في سفر التكوين أن الله وعد نبيه إبراهيم بامتلاك هذه الأرض حتى تكون السيادة لذريته من بعده على الأرض.

وبحسب الاعتقاد اليهودي فإن السكان السابقين لأرض المعاد قد طُردوا منها بسبب خطاياهم، وقد وعدهم الرب بالعودة لهذه الأرض إذا ما التزموا بتعاليم التوراة واتبعوها.

والسؤال هنا لماذا أرض فلسطين هي الأرض الذي وقع عليها هذا الاختيار لتكون وطن ووعد لليهود، الإجابة من الكتاب المقدس الذي أشاد بأرض فلسطين وجمالها وعقد مقارنة في سفر التثنية بينها و مصر، فمصر تعتمد على مياه النيل، وأرض فلسطين تعتمد على مياه الأمطار، والأمطار في العقيدة اليهودية ترمز للعناية الإلهية، وحسب قصص الكتاب المقدس فالدول النهرية الكبر سيتم السيطرة عليها وعلى مصيرها، ويكون فيها نظام استبداد وعبودية أما الدول التي تعيش على مياه الأمطار يكون الإنسان فيها أكثر أمانا واستقرارًا هذا يعني أن المطر بالنسبة لليهود جزء أساسي من الحياة الروحية.

ومن الطرائف التي روجت لأسطورة أرض الميعاد، خطبة وزير الخارجية لدولة الإسرائيلية” إبا إيبان” أمام الأمم المتحدة، إذ كان معاه كتاب مقدس، وأعلن وقتها أمام العالم كله أن صك ملكية الشعب اليهودي لأرض فلسطين، في يده ولوح بيده، وقال هذه هي الوثيقة عمرها أكتر من ٣٠٠٠ سنة، وهذا العهد المبرم المذكور في التوراة بين الله وشعبه المختار.

حدود أرض الميعاد

اختلفت التوراة في تحديد موقع أرض الميعاد، منهم من يقول أنها تقع بين القوى النهرية العظمى بين مصر وبابل، ومنهم من يقول بين الصحراء والبحر ؛ أنها الأرض الوسطى وهذا ما ذكر في سفر التكوين الإصحاح الـ ١٥:”فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلًا: “لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ.” وفي سفر التكوين أيضا الإصحاح 8:17 “وَأُعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ، كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ مُلْكًا أَبَدِيًّا. وَأَكُونُ إِلهَهُمْ”

وكما اختلفت الآيات في تحديد حدود “أرض الميعاد”، اختلفت التفاسير فيها أيضًا، فالمقصود بنهر مصر هي منطقة العريش إلى منطقة الحدود مصر مع ليبيَا، والمقصود بنهر الفرات هو نهر الأردن ، أمّا أرض كنعان هي أرض فلسطين فاليهود قالوا إن المقصود فلسطين وسوريا والأردن ولبنان وجنوب شرق تركيا.

أرض الميعاد و الحركات الصهيونية 

قامت الحركة الصهيونية على أساس أن اليهود ليسوا جزءً من حضارات أوروبا، بل هم شعب الله المختار والجماعة المقدسة التي يجب أن تستوطن في فلسطين، لذلك عرفت الدعوة التي نادت بتهجير اليهود المشتتين إلى فلسطين بالدعوة الصهيونية، التي تقوم على تأسيس دولة قوام ثقافتها ودينها اليهودية، كما تعمل هذه الدولة على عودة مملكة داود وإعادة بناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى ثم اتخاذ فلسطين مركز انطلاق للسيطرة على المناطق التي ذكرنها سالفًا.

بعد تأسيس الحركة، وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني حينما كانت فلسطين تحت السيادة العثمانية كان اليهود من رعايا السلطان الذين ينتقلون بحرية في فلسطين كونهم أقلية دينية، ومع نظام الحماية التي منحتهم إياه الدولة العثمانية عاشوا في مساواة تامة بينهم و المسلمين.

وتزايد عدد اليهود في فلسطين بعد فرمان 1896م  إذ أعطيت لليهود الوافدين من أوروبا الحقوق الكاملة في التملك والعمل على الأراضي العثمانية عدا الحجاز، وقد تزايد عدد اليهود بشكل ملحوظ ولم تلحظ الدولة العثمانية هذا بل اعتبروه فرارًا من المحارق والاعتداءات التي كانت تُنظم ضدهم في أوروبا.

إقرأ أيضا
القطاع الصحي في السودان

بعد تزايد عدد اليهود القادمون من أوروبا في فلسطين والصدام الواقع بينهم و العرب سجلت الدولة العثمانية ممثلة بالسلطان عبد الحميد الثاني أول موقف رسمي معلن من الهجرة اليهودية إلى فلسطين في نيسان/أبريل عام 1882 إذ أعلنت أنه لن يسمح لليهود المهاجرين إلى أراضيها بالاستقرار في فلسطين؛ بل يمكنهم الهجرة إلى داخل أي ولاية عثمانية أخرى وأن يستقروا فيها كما يريدون بشرط أن يصبحوا رعايا عثمانيين.

سقطت الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية ، وكانت فلسطين من نصيب الاحتلال البريطاني ، وأصرت الحكومة البريطانية على عصبة الأمم إدراج وعد بلفور في صك الانتداب لتصبح السياسة البريطانية في فلسطين داعمة لهجرة اليهود تحت غطاء دولي، ومن هذه اللحظة أقيمت دولة الاحتلال الإسرائيلي على حركة صهيونية خالصة وما زالت المنطقة إلى الآن تعاني من هذا.

اقرأ أيضًا : الإسرائيليات ومنشأ اقترابها من التراث الإسلامي

الكاتب

  • أرض الميعاد مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان