همتك نعدل الكفة
116   مشاهدة  

عن رقص المقرىء ممدوح عامر وتحفيظي الأطفال للقرآن دون حجاب

ممدوح عامر
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بجانب الكتابة التي أعشقها والصحافة التي أجلها، أعمل كمدرسة للغة العربية للأجانب وخاصة الأطفال بين فترة وأخرى. وفي يوم قررت الذهاب للجامعة الأمريكية والتقديم في الدورة التدريبية لتعليم الأجانب اللغة العربية.

إلى هنا هذا إنجاز كبير، ولكن كنت في مشكلة حقيقية عندما قررت خلع الحجاب، وهذا الأمر ليس سرًا، فمن يبحث عن مقالاتي السابقة بمواقع مختلفة أو يكتب اسمي على موقع جوجل سيجد صورا بالحجان وبدون حجاب.

كنت في صراع كبير مر بعد أزمة نفسية كبيرة، وخاصة أنني كنت مدرسة لأبناء صديقة عزيزة متدينة كانت تعلم بالصراع الدائر داخلي حول تفكيري في خلع الطرحة.

وأكرر دائما نزع الطرحة؛ لأن الناس حصروا الحجاب الذي يمثل الاحتشام ككل في تغطية الرأس فقط، فيطلقون على من ترتدي الملابس الضيقة  التي تفسر جسدها محجبة!…فيما من تخلع الطرحة ينهالون عليها بالهجوم ولو احتفظت بالاحتشام الكامل.

المهم يا سيدي رأت هذه الصديقة منشورا لي على الفيس بوك أتحدث فيه عن تفكيري في خلع الحجاب (غلطة وندمان عليها هذا المنشور والله) وتعلمت بعدها ألا أشارك الناس والشارع والجيران وجيران الجيران ما أفكر فيه من اتخاذ قرارات.

فكانت هذه الصديقة تؤنب ضميري دائما بأن مدرسة اللغة العربية ومحفظة القرآن لا ينبغي لها خلع الطرحة؛ لأن الأطفال سيتأثرون.

لا أعلم بماذا سيتأثرون؟…إنسان وغير من مظهره ما شأن الطفل في ذلك؟…بل على الطفل أن يتعلم قبول الآخر بكل ما يتخذه من قرارات طالما لن تضره.

هل يجب على الطفل تعلم أن الإنسان كامل نبي مرسل؟…أم أن الإنسان كائن ضعيف متقلب المزاج ويمر بمراحل مختلفة  وكائن حر لذلك سيحاسبه الله وحده بالآخرة؟

أليس من الأفضل للطفل أن يعي جيدا أن كل إنسان يختار طرقه الخاصة للتقرب من الله وحسب مقدرته وظروفه؟…وأن الإنسان علاقته بالله تتغير وتقوى وتضعف حسب كل مرحلة من حياته كما علاقاته بالآخرين ولله المثل الأعلى.

على كل فقد قابلت أناس متفتحي الذهن يتمتعون بصفاء النفس قبلوا تحفيظي أولادهم القرآن وبالأخص الأجانب الذين يا عزيزي يتركون كل واحد في حاله ولهم فقط نتيجة ما تفعله المدرسة وأخلاقها مع أطفالهم.

وبهذه الأيام هاجم الناس المقرىء ممدوح عامر على رقصه وغنائه بفرح أخيه، ومن نفس المنطلق أن المقرىء ومحفظ القرآن يجب أن يكون  بقالب محدد.

وعلى الرغم من أن الله حرم الرهبانية في الإسلام وقال أنها بدعة إلا أن الناس يصرون أن يضعوا كل من كان يحاول التقرب إلى الله في خانة الرهبان الذي يجب عليهم الانعزال عن ملذات الحياة، بل والتعبير عن أنفسهم وفرحتهم أيضا.

اقرأ أيضا…كيف يرى الجمهور مذيعة البرامج الدينية

بجلابية بسيطة تعبر عن تراث هذا البلد وأهله الطيبين رقص المقرىء ممدوح عامر فرحا بفرح أخيه. والرقص في الأفراح فعل متكرر يعبر عن السعادة ولا يقلل من قيمة الإنسان فيه، ولم يرقص المقرىء بشكل مستفز عشرة بلدي، فقد رقص الرقص الأفراح الذي نعرفه جميعا.

ولكن كعادة الناس أصحاب الحكم على الآخر الجلادين لم تعجبهم الفرحة وتعاملوا مع ممدوح عامر أنه خرج من الملة ولا يحترم القرآن الذي يحمله، فيما هو بالنهاية إنسان يريد أن يعيش حياة طبيعية بسلام، ولكل وقت أفعاله، فهو لم يرقص بجنازة، ولم يرقص أثناء قراءة القرآن كي يتهمه الناس بأنه لم يحترمه.

إقرأ أيضا
فيلم وش في وش

منذ فترة هاجم الجمهور الإعلامية دعاء فاروق ومازالت التعليقات المستفزة تنهال عليها من الذين يراقبونها، ولكنها تقف لأصحاب الحكم على الآخر بالمرصاد وترد على الفئة (الجلياطة) بصبر أتعجبه ولكنها تستحق التعبير عن غضبها، وهم يستحقون أن يردعهم أحد عن أفعالهم.

ورددت حينها ساخرة أن الناس يكررون أنهم صدموا فيها من أجل قميص كاروهات أو أن بنتها غير محجبة. بعض المكياج يجلب لها الإساءة، صورها مع صديقاتها غير المحجبات تجلب لها الهجوم، بل اهتمامها بمظهرها يجلب لها الهجوم.

فنتعلم من هذا أن الناس ببلدنا لا يتركون متدين بحاله، ولا يساعدونك على التدين، بل يضعونك في خانة دائما ملائكية و يراقبونك لإخراج (القطط الفاطسة) فيما لا يراقبون أنفسهم التي سيحاسبون عنها.

فكلما وقع أحد المتدينين في خطأ يقول له نطع من الأنطاع (يا عم الشيخ) ساخرا منه أو من لحيته ، وهذا ما يمارس فئة كبيرة مع أي من يحاول التقرب إلى الله أو أي متدين.

بالنهاية هؤلاء حماة الدين قد نسوا أن الله قال في كتابه “إن الحكم إلا لله” ولو آمنوا أن الهجوم على الناس وأذاهم سيئة وأن حساب الناس عند الله لأراحوا أنفسهم وأدمغتنا معهم.

الكاتب

  • ممدوح عامر إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان