كيف قتل الإتحاد المصري لكرة اليد وتمييزه الجنسي حلم طفولتي؟
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عندما كنت في سن الخامسة خيرني والداي بين ممارسة رياضة الإسكواش أو رياضة كرة اليد واخترت رياضة كرة اليد بدون حتى معرفة ما تكون، فقط الآن أتمنى إن كنت اخترت الإسكواش بعد عشرة أعوام من اتخاذ قراري في سن الخامسة عشر بسبب الإتحاد المصري لكرة اليد.
بدأت لعب كرة اليد في مدارس نادي الشمس قبل إنضمامي سريعًا لفريق “براعم 1999 ب” الذي كنت قائدته ليأتي العام التالي وأنضم إلى فريق “أ” الذي يضم لاعبات مواليد 1998 و1999 حين أصبحت من اللاعبات الأساسيات ونفوز بالمركز الثاني في البطولتين المقامتين لذلك الموسم.
يستمر فريقي في الفوز للموسم التالي ويبدأ حلمي وهو الإنضمام إلى المنتخب الأول لكرة اليد.
بدأت حياتي في التمركز حول كرة اليد حتى أن وظيفة أحلامي في الصف الخامس الابتدائي كانت لاعبة كرة يد. أكبر قليلًا في السن وأبدأ في ملاحظة كيف تختلف تدريبات الأولاد عن تدريباتنا وكيف يتلقى الولاد اهتمام أكبر منا بكثير، ثم أكبر مجددًا لأكتشف أن مصر لا تمتلك منتخبات بنات لكرة اليد ويتحطم حلمي.
أستمر في لعب كرة اليد لكن بدون “نفس”. أذهب للتدريب فقط لتعودي عليه كما يذهب رب منزل إلى عمل يكرهه لأنه يجب أن يكسب المال لبيته.
ثم تأتي 2014 ويعلن الاتحاد المصري لكرة اليد عن نيته في إقامة منتخب يضم لاعبات مواليد عام 1998 و 1999 وتقام الاختبارات لتكوين المنتخب. يذهب هذا المنتخب للفوز بأول بطولة أفريقية يخوضها وللحصول على المركز التاسع في أول كأس عالم يخوضوه. يحصل نفس المنتخب على ثاني أفريقيا في البطولة التالية والمركز الأخير في بطولة كأس العالم مع عدد إصابات غريب بعد إهمال شديد من الإتحاد المصري لكرة اليد.
في عام 2015 قام الاتحاد بتشكيل منتخب يضم لاعبات من مواليد عام 2000 و 2001 وكانت أختي حارسة المرمى الأساسية لهذا المنتخب ،يذهب هذا المنتخب أيضًا للحصول على أول بطولة أفريقية يخوضونها ليتلقوا نفس الإهمال ويحصلوا على المركز قبل الأخير في بطولة كأس العالم ليلغى المنتخب ويحرم من المشاركة في بطولة أفريقيا التي فاز بلقبها قبل عامين.
يتحجج الإتحاد المصري لكرة اليد بأن مستوى كرة اليد النسائية في مصر لا تسمح بإقامة منتخب سيدات أول لكرة اليد متناسيًا حصول منتخب 98/99 على تاسع بطولة كأس العالم للناشئات سنة 2016 وكون أختي فرح الشاذلي رابع أحسن حارس مرمى وزمليتها أية طارق تاسع أحسن جناح أيسر في كأس العالم للناشئات سنة 2018، متناسيًا إهماله لكرة اليد النسائية في مصر لسنين طويلة وتفريقه بين اللاعبيت واللاعبات حيث أن لوائح الإتحاد لا تعامل الفرق الأولى للسيدات كفرق محترفين كما تعامل فرق الرجال.
تفصلنا بضعة أيام عن 2020 ومازلت مصر لا تمتلك منخب أول سيدات لكرة اليد.
أنا في سن العشرين الآن ولا أندم على أي شيء في حياتي سوى اختياري لكرة اليد بدلًا من الإسكواش عندما كنت في الخامسة.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال