من القاهرة إلى مدينة النور.. إدمون كيراز يترك عالمًا أنيقًا بنسائه وألوانه
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
لمسة فريدة في منتصف القرن المنصرم أحدثتها كاركاتيرات رسام الكاريكاتير إدمون كيراز و تكاد تكون طبعت عصرا بأكمله ووضعت بصمتها شديدة الوضوح على حقبة مصرية شهدت فترات مغايرة في عالم الصحافة الساخرة خلال فترة منتصف القرن العشرين كان بطلها كيراز الذي ولد في ضاحية مصر الجديدة بـ القاهرة في أغسطس 1925.
رسومات من الكارتون أبهرت رجال ونساء باريس بعد أن أكمل مسيرته المهنية في مدينة مدينة النور ويلفت انتباه الحسنوات الأنيقات اللائي رسمهن في الصحف والمجالات الفرنسية واستطاع أدموند كيراز أن يترك رسوما صنعت تلك الذاكرة الإبداعية التعي تعكس عبق مصر وأناقة فرنسا بأجوائهما المميزة لذا وقف أمام ما رسمه باعجاب متذوقي للابداع وكل ما هو باريسي.
إقرأ أيضًا..عندما تنازل زياد الرحباني عن فنه بسبب سيارة كحلية اللون
قدم كيراز بعض الرسومات الكاريكاتيرية إلى المجتمع المصري في بدايات أعماله بمصر فالرجل الأرمني الأصل القاهري المولد تولت نشر رسوماته “مجلة الاثنين والدنيا” وهي مجلة أسبوعية كانت تصدر عن مؤسسة دار الهلال التي يديران تحريرها الأخوان أميل وشكري زيدان.
قضى كيراز سنوات تعليمه الأولي في مدرسة نوباريان الأرمنية ثم مدرسة الفرير وفي سن مبكرة برزت موهبته في الرسم وعندما بدأ في رسم الكاريكاتير كان عمره لا يتجاوز ال١٧ حينذاك بعدما أكتش الفنان صاروخان المقرب من عائلته موهبته وظهرت أعماله الفنية في مجلات مصرية عديدة منها المصور وايماج.
تطورت موهبته وريشته ومن خلال تردده على بعض الفنانين في مصر استطاع أن يجني ثمار ما سعى إليه ثم زار مدينة النور باريس للمرة الأولى عام ١٩٤٦ وعاش فيها عامين ثم عاد إلى القاهرة ليثير إعجاب النقاد والفنانين من جديد وفي عام ١٩٥٢ ذهب الى باريس لكن ليمكث فيها طوال حياته ومن هناك انطلقت شخصية كيراز إلى العالم وباتت رسوماته تثير إعجاب أهل وعشاق الفن والرسم في فرنسا وأوربا وأمريكا.
عالم أنيق بنسائه وألوانه أسسه كيراز على مجلة Jours de France “جور دو فرانس” الأسبوعية رفيعة المستوى في نهاية خمسينيات القرن الماضي والتي كان يملكها رجل الأعمال الفرنسي الشهير مارسيل داسو.
غيب الموت في منتصف أغسطس الماضي رسام الكاريكاتير الشهير الذي أثار انتباه الأوساط الصحافية في مصر وباريس تاركًا ما خلفته الذاكرة لرجلًا أرمنيًا ولد مصريًا ومات فرنسيًا.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال