“مهارة” .. إحياء الحرف اليدوية من الاندثار
تجسد مهنة الحرف اليدوية هوية مصر التراثية والاجتماعية، فهي من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان البدائي كفن فطري اعتمد عليه في احتياجاته اليومية، ولكن مع مرور الزمان وزحم الحياة بالآليات الحديثة تضأل الاهتمام بها رغم امتلاك مصر مقومات تاريخية وثقافية تؤهلها لتميز في صناعتها، بالإضافة إلى أن منتجاتها تستحوذ على إعجاب الملايين من دول العالم من شأنه أن يساهم في علاج مشاكل اقتصادية عديدة وتوفير فرص عمل متنوعة.
من هذا المنطلق كانت فكرة مشروع تخرج دشنه 6 طلاب من جامعة الأزهر من خلال تناولهم لمشاكل المهنة المهددة بالاندثار، وتقديم حلول إبداعية من أجل النهوض بها في مصر، كل ذلك دونوه بأيديهم كطلاب إعلام قسم صحافة في مجلة “مهارة”.
وتواصل “الميزان” مع محمد عبد التواب أحد أعضاء المشروع ليكشف سبب تقديم تلك الفكرة، وما مدى أهمايتها إذ تم تطبيقها على أرض الواقع بالحلول التي تناولها مع زملائه.
بداية.. ما الفكرة التي يدور حولها المشروع؟
إن فكرة المشروع تدور حول الحرف اليدوية البسيطة المهددة بالاندثار، مثل: الفخار، النقش على النحاس، تشكيل الخوص، الموبيليا، السجاد اليدوي والخرز وغيرها من الحرف، وتقديم حلول لنهوض بها في مواجة الصناعات الحديثة.
وتتناول مجلة “مهارة” كل تلك الحرف عن طريق التحدث مع الأشخاص العاملين بها على مدار عشرات السنين فضلًا عن المبدئين في تعلمها ومنهم الأطفال، بالإضافة إلى التحدث مع المسؤولين.
ما الدافع وراء تقديم تلك الفكرة؟
الحرف اليدوية لم تعد كهوايات يعمل بها الحرفيين مثل ما كان يحدث من قبل، فقد أصبحت وجهات حضارية وتراثية مشرقة تتميز بها البلدان، ومثل ما نرى حاليًا في أن السياح يترددون كثيرًا على الأسواق الشعبية والبازارات التي تعرض المنتجات اليدوية، والتي بدورها تعود بالنفع على اقتصاد البلد، كما تؤدي إلى توفير مئات من فرص العمل وإظهار مهارة وأصالة عمالها.
حدثني عن فائدة تقديم فكرتك أنت وأصدقائك في مثل ذلك الوقت؟
الفائدة التي ستعود على المجتمع، أنه سيتم النظر للأشخاص اللذين يعملون في تلك الحرف، وتقديم الدعم لهم من قبل الدولة، مما سيساعد ذلك على تشجيعهم بالاهتمام بالمهنة والحفاظ عليها من الاندثار، وفي النهاية سيعود ذلك بالنفع على الاقتصاد المصري خاصة أن المنتجات اليدوية تجذب السياح بسبب جودتها وجمال منظرها.
هل لفت نظر أحد المختصين بتلك الفكرة؟
نعم.. وزارة الثقافة كم قمنا بإجراء حوار مع مستشار الغرفة التجارية عادل رزين بمحافظة الجيزة.
وضمت مجلة “مهارة” عددًا من الفنون الصحفية في حول الحرف اليدوية، فقد احتوت على حوارات صحيفة مع المتخصصين والحرفيين وشيوخ المهن، بالإضافة إلى تقارير وتحقيقات تعكس رؤيتهم ورؤية المسؤولين في تناول المشكلات التي تواجه الحرف.
كما تضم المجلة ضمن عددها مقالات كتبها الطلاب بأنفسهم عن المعاناة والتحديات التي تواجها الحرف والعاملين بها، وعرض آليات لتطويرها وطرح الحلول التي تساعد على النهوض بها.
ما علاقة اختصاصك في الجامعة بذلك المشروع؟
نحن كطلاب بقسم الصحافة تحتم علينا مهنتنا تسليط الضوء على القضايا المجتمعية والتي تخص الدولة وتناولها من كافة الزوايا ومحاولة إيجاد الحلول للمشاركة في حالها.
في النهاية.. ما هدفك أنت وفريقك من خلال مشروع التخرج؟
هدفنا أن يتم النظر إلى الحرف اليدوية وتحقيق مطالب أصحاب المهنة، فعند تحدثنا معهم أول ما يقولونه: نريد الدعم وزيادة المعارض الثانوية لتشجيع الحرفيين على الاستمرار في الانتاج، وأن نحقق ما نريد من تلك الحرف بعيدًا عن حياتنا المحصورة في التكنولوجيا.
اقرأ أيضًا..
سماح الفقي.. هوية امرأة وأم صعيدية برعت في الحرف التراثية