“نُفِّذَت بدعوة ملكية رسمية” قصة حملة التبرع بالدم في السعودية لجبهة حرب أكتوبر
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عَمَّت سمة في المجتمعات العربية بعد اندلاع أعمال معارك حرب أكتوبر وهي حملة التبرع بالدم والتي سادت أقطار كثيرة داخل وخارج مصر ومن ضمنها المملكة العربية السعودية.
قصة حملة التبرع بالدم في السعودية لجبهة حرب أكتوبر
كانت حملة التبرع بالدم في السعودية للجيشين المصري والسوري أيام حرب أكتوبر تقوم بإشراف كامل من الأمير فهد بن عبدالعزيز، وزير الداخلية في ذلك الوقت والملك لاحقًا، وحينها أصدر بيانًا طلب فيه من المواطنيين السعوديين والمواطنيين غير السعوديين المقيمين في المملكة بالانضمام لأكبر حملة تبرعات بالمال والدم دعمًا للقوات المسلحة المصرية والسورية.
لوحظ في نص بيان وزارة الداخلية السعودية(1)، التركيز على الوازع الديني بشكلٍ كبير واعتبار الحرب الدائرة جهاد مقدس حمايةً للدين ودفاعًا عن الإسلام والمسلمين.
اقرأ أيضًا
قصة الطائرات اللاجئة .. الهبوط في مطارات الخلاف بين مصر والسعودية في الستينيات (تحقيق)
قال بداية بيان وزارة الداخلية السعودية حينها «بتوجيه من الملك فيصل، تدعو وزارة الداخلية المواطنيين في السعودية وبقية المقيمين بداخلها للإسهام في نجدة الأخوة المقاتلين على الجبهتين المصرية والسورية، الذين يبذلون النفوس رخيص لمجابهة العدوان الإسرائيلي الغادر، مستجيبين لداعي الله لإعلان الجهاد المقدس، حماية لحوزة الدين ودفاعًا عن المسلمين وديارهم من عدوان صهيوني غاشم».
وتابع نص البيان « ولما كان الجهاد فريضة على المسلمين كافة، كما أن الله قد شد عزم الإخوة المجاهدين في هذا الشهر المبارك الذي تتجرد فيه النفوس من مطامعها الدنيوية متجهة للتضحية طمعًا في النصر، فقد حق على كل مواطن في هذا البلد الأمين، دعم الإخوة المجاهدين، وقد عُرِف عنكم أيها المواطننون دائمًا النجدة والشهامة، وقد كان لجيش الفيصل سبق في المعركة المستعرة الآن».
واستكملت وزارة الداخلية بيانها «ندعوكم للإسهام بالمال عن سخاء وبالدم عن رضا، لأنكم بذلك تشاركون فعلاً في الجهاد المقدس، وتحمون بعونكم مؤخرة جيوش المسلمين في حرب ضارية ضد الكفار والمشركين، وقد صدرت التعليمات لإمارات المناطق للعمل على جمع التبرعات بالدم والمال، راجين من الله أن ينصر المسلمين ويدمر أعداء الدين، ومن جهز غازيًا فقد غزا، والله الموفق».
منذ بداية الحرب انعقدت لجان فورية لجمع التبرعات لدعم القوات المسلحة المصرية والسورية وأهابت تلك اللجان بضرورة الاستجابة لتلك الحملة لأنها تعطي الصورة الحقيقية للمملكة العربية السعودية والمسؤوليين فيها من أنهم سباقون لنجدة المصابين وسندًا لكل محتاج ينشد الخير.
وكانت لجنة الرياض لجمع التبرعات يتولاها الأمير سلمان بن عبدالعزيز لما كان أميرًا على منطقة الرياض، بينما تولى رئاسة لجنة جدة الأمير فواز بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة.
(1) محرر، وزارة الداخلية تدعو للتبرع بالمال والدم للمقاتلين على الجبهتين المصرية والسورية، جريدة أم القرى، العدد 2495، السنة 51، يوم 30 رمضان 1393هـ / 26 أكتوبر 1973م، ص1 وص6
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال