هدف رودريجيز الذي أشعل الحرب بين سلفادور وهندوراس وتسبب في مقتل 3000 شخص!
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
تذكرني حرب كرة القدم التي اندلعت بين سلفادور وهندوراس وكيف عمى التعصب مشجعي المنتخبات الكروية، ما حدث في عام 2009: 2010، حيث عاش كلاً من الشعب المصري والشعب الجزائري في مشادات وخلافات حوطتها نيران التعصب الكروي، وكان ذلك بسبب مباراة جمعت بين منتخب الفريقين، والتي كانت هي المؤهلة أيضًا للمشاركة في كأس العالم، أتذكر جيدًا هدف متعب الذي أهلنا للعب المباراة الفاصلة في مدينة أم درمان وكيف خرجت جارتنا المحافظة تصرخ في الشرفة (تحيا مصر) حقًا كانت فرحة كبيرة من الصعب أن ينساها أي مصري.
ولكن كما قال الممثل محي إسماعيل” لم يكن يعلم أن فرحته لم تكتمل” وانتهت المباراة التي فاز بها منتخب الجزائر بكارثة، وقام الإعلام “الرشيد” في البلدان بإشعال النيران بين مواطني الدولتين الشقيقتين، حتى أن الأمر وصل إلى مطالبات بدخول حرب ولكن بالتأكيد هذا لم يحدث وانتهى الأمر.. نعم حكما قرأت رب بسبب التعصب الكروي، وإذا كنت عزيزي القارئ ترى أن فكرة دخول دولتين في حرب بسبب مباراة قدم فعليك أن تعرف أكثر عن حرب (السلفادور وهندوراس) أو كما تسمى حرب المائة ساعة.
حرب كرة القدم بين السلفادور وهندوراس (آلاف الضحايا بسبب هدف)
في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم عام 1979، لعب منتخبين السلفادور وهندوراس ثلاثة مباريات في رحلة التأهل، وجاءت نتائج المباراة الأولى بفوز الهندوراس 1:0 في مباراة الذهاب التي لعبت على أرضها، وفي مباراة العودة أيضًا فازت السلفادور بالمباراة التي لعبت على ارضها بنتيجة أكبر 3:0، ولكن كلا المباراتين شهدت أعمال شغب وعنف بين جماهير المنتخبين.
واختارت اللجنة المنظمة أن تلعب المباراة الفاصلة على أرض المكسيك في يوم 27 يونيو عام 1969، ولكن قبل انطلاق المباراة زاد العنف بين مواطنين البلدان المتجاورتان، وبالفعل بعد انتهاء المباراة الأخيرة التي انتهت بفوز السلفادور2:3 على السلفادور التي قام بتأمينها حوالي 1700 رجل أمن مكسيكي وتأهيلها للمشاركة في كأس العالم 1970، وللأسف لم تكن صفارة حكم كافية لانتهاء الشغب بين الجماهير.
فبحسب تصريح اللاعب السلفادوري (رودريجيز) لشبكة BBC في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب “عندما أحرزت الهدف لم أكن اعتقد أن هناك مزيدا من الوقت أمامهم للتعادل، فقد كنت على يقين أننا فزنا وانتهى الأمر”، فبعد انتهاء المباراة وفي خلال أسبوعين قامت السلفادور بغزو هندوراس، وأعلنت الحرب عليها، ولكن لم تكن المباراة والشحن الشعبي لمواطني الدولتين هو السبب الوحيد لهذا الحرب، بل أنها كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
أحداث حرب الأربعة أيام بين السلفادور وهندوراس
في اليوم التالي للمباراة التي لعبها المنتخبان في المكسيك، أعلن وزير داخلية السلفادور في ذلك الوقت، عن إجلاء نحو 12 ألف مواطن سلفادوري كانوا قد هاجروا إلى هندوراس للعمال في شركات الفواكه الأمريكية هناك، وذلك على خلفية تسريحهم من عملهم كا مزارعين في سلفادور بعد سيطرة الإقطاعيين هناك على الأراضي الزراعية، والحقيقة أنه في عام 1969 الذي لعبت فيه المباراة بلغ عدد مهاجري دولة سلفادور الذين يعيشون في هندوراس إلى 300 ألف شخص.
وأرجع وزير داخلية سلفادور هذا الإجلاء أنه حدث بعد معاناة مواطنيه من العنصرية والعنف من سكان هندوراس، وتتالت المناوشات بين الدولتين الجارتين، حتى وصل الأمر إلى حدوث معارك على الحدود بين البلدان، وفي يوم 14 يوليو 1969 أمرت حكومة السلفادور بغزو هندوراس وشن غارات جوية عليها.
منتخب مصر يهزم إيطاليا بأربعة أهداف .. ويخسر للأبد بعد ذلك
واستمرت الحرب لمدة أربعة أيام متواصلة، واسفرت عن مقتل 3000 شخص إلى أن نجحت منظمة الدول الأمريكية في إقناع حكومة سلفادور في وقف إطلاق النار، وعلى الرغم من أن هذه الحرب مر عليها أكثر من خمسون عام، إلا أنه حتى اليوم هناك توترات مستمرة بين البلدين حتى اليوم.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال