كيف ترى الحيوانات العالم من حولها؟ تكنولوجيا جديدة تمكن البشر من الرؤية بأعين الحيوانات
-
أحمد ماجد
كاتب نجم جديد
هل تساءلت يومًا كيف ترى الحيوانات العالم من حولهم؟ وهل يختلف كثيرًا عن الطريقة التي نرى -نحن البشر- بها العالم؟ هل يختلف الجهاز البصري اختلافًا كبيرًا أم أن الفوارق ليست كبيرة، وهل يمكن أن نحاكي رؤية الحيوانات للعالم لنرى العالم بأعينهم حرفيًا؟ لنتعرف على ذلك سويًا.
كيف ترى الحيوانات العالم؟
يختلف الجهاز البصري للكائنات باختلاف أنواعها وفصائلها، ويتباين ذلك الاختلاف في طبيعة الجهاز البصري وكمية الضوء التي تلتقطها الأعين ودرجات الألوان نفسها والقدرة على الرؤية الليلية وغيرها من الخصائص الأخرى.
الكلاب
فعلى سبيل المثال، يختلف الجهاز البصري للكلاب عن الإنسان كثيرًا، ولكن ليس بالشكل المتعارف عليه أن الكلاب مصابة بعمى الألوان، بل هي ترى الألوان ولكن لا ترى درجاتها، فالإنسان يمتلك 5 أضعاف مستقبلات بصرية لرؤية الألوان لذلك نستطيع أن نرى الكثير من درجات اللون الواحد، بينما يرى الكلاب العالم بشكل أبسط من ذلك، بما في ذلك عدم قدرتهم على رؤية اللون الأحمر والأخضر، بل يرى الكلاب العالم بدرجات من الأزرق والرمادي والأصفر.
لكن بالرغم من قلة المستقبلات البصرية، تعتبر رؤية الكلاب أوسع من البشر بكثير بسبب مكان أعينهم، حيث يرى الكلاب 250 درجة حولهم، بينما يرى الإنسان حوله 190 درجة، كما أن أعينهم أكثر حساسية للضوء مما يقوي من رؤيتهم الليلية.
النحل
بالنسبة للنحل، فالنحل لا يرى اللون الأحمر، لكن في المقابل يتمكن النحل من الرؤية في طيف الأشعة فوق البنفسجية الذي لا يستطيع البشر رؤيتها. يتمكن النحل أيضًا من التمييز بسهولة بين الظلام والضوء، مما يساعدهم على تحديد الأشكال المختلفة، لكن قد يواجهون صعوبة في التمييز بين الأشكال المتشابهة مثل الدوائر والأشكال البيضاوية.
رؤية العالم بعيون الكائنات الأخرى
يصعب فهم كيف يرى الكائنات الأخرى العالم من حولهم، خاصة مع اختلاف الأنظمة البصرية مثلما ذُكر سابقًا، لذلك توصل الباحثون بجامعة كوينلاند وجامعة أكستر لتطوير تقنية تعمل على أساس تحليل نمط اللون الكمي QCPA، لتمكن البشر من رؤية العالم بنفس الطريقة التي يرى بها الكائنات الأخرى.
تعمل التقنية في البداية على التخلص من كل المعلومات (الألوان والأشكال) التي لا يراها الحيوان المختار، وتترك فقط تلك التفاصيل التي سيتمكن من رؤيتها من على بعد مسافة معينة، ثم تُقسم الصورة إلى مجموعة ألوان وأنماط وأشكال ليُعاد ترتيبها بالشكل الذي سيراه الكائن المُختار، ويتم كل ذلك بالاستعانة بفهم العلماء لكيفية عمل الأجهزة البصرية للكائنات الأخرى وكذلك فهمهم للأشعة فوق البنفسجية.
وكتطبيق على هذه التقنية، صمم العلماء كاميرا مُعدلة يمكنها أن تخرج صورًا بنفس الطريقة التي يرى بها الكائنات الأخرى العالم من حولهم.
ستساعد هذه التقنية الباحثين على فهم كيفية تأقلم الحيوانات والكائنات المختلفة مع البيئة، مما سيساعد مختلف العلماء على تطوير دراسات خاصة بفهم الأجهزة البصرية للحيوانات، خاصة أن التقنية متاحة ومجانية للباحثين.
المصادر
الكاتب
-
أحمد ماجد
كاتب نجم جديد