رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
374   مشاهدة  

الجمهور المشيطن.. دعوة إلى اليأس من مساندة الجمهور للفن الجيد

الجمهور


تسود حالة من الدهشة والغرابة من إحاطة الجمهور لعدد من الفنانين والمطربين بحالة من القدسية، فيعترضون على انتقاده أو حتى مجرد الإشارة أو الاقتراب من نقد أعماله الفنية.

مؤخرًا، حقق بعض الفنانين الذين يراهم البعض يقدمون فنًا منحطًا أو رديئًا، من بينهم مطربي المهرجانات وبعض الفنانين الذي يحل في صدارتهم الفنان محمد رمضان.

الجمهور

في كتابه “سيكولوجية الجماهير”، يرى جوستاف لوبون أن الجمهور يسهل اقتياده من خلال الشعارات الحماسية، بغض النظر عن صدقها من كذبها، فالجمهور في حالة الاحتشاد لا يستطيع التفرقة بين مدلول الكلمات، وهو ما يؤكد انتشار “تريند” معين فالغالبية يشاركون في التدوين تحت شعار “التريند” دون التفكير فيما يدور حوله، بالإضافة إلى انتشار المعلومات والأخبار المزيفة التي تنحو نحو حشد الجماهير الذي لا يتمهل في تفحص الأمور جيدًا.

ورغم أن بعض النقاد قد انتقدوا أغاني المهرجانات وحذروا الجمهور من بعض الأفلام السينمائية والأغنيات التي يقدمها محمد رمضان، إلا أن الأمور يجيء على النقيض تمامًا، فالجماهيرية تزيد تباعًا، ويستفيد هو في النهاية.

بالرجع إلى جوستاف لوبون، الذي يوضح أن الجمهور لا يميل إلى من يقول له الحقيقة، ولا يلتفت له أبدًا، فالجماهير تحب الأوهام، كما أن الأمور قد يزداد سوءًا فيستطيع الفنان أن يقتاد الجمهور إلى الأمور الأشد فظاعة، إن أراد ذلك.

الجمهور

وهو ما نلاحظه مؤخرًا، رغم كل الاعتراضات والانتقادات، إلا أن الجمهور يلتف حول مطربي المهرجانات، لأن هؤلاء المطربين قد نجحوا في حشد الجمهور، من خلال أغنيات تخدر الناس من الوضع القاتم الذين يعيشون فيه، من خلال أغنيات تتماس معهم، وموسيقى صاخبة، وكلمات تبدو شعبوية للغاية.

وفي “التريند” الأخير الذي يطالب بمقاطعة الفنان محمد رمضان، خرج الأخير ونشر فيديو على صفحة الشخصية الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وهو يقف على المسرح بأحد شوارع الجيزة، بمنطقة العمرانية، ساخرًا ممن يطالبون بمقاطعته، وهنا دخل الجمهور يسانده، ويعلن وقوفهم بجانبه.

وطبقًا لسيكولوجية الجماهير ومنطق “لوبون” عند أول خطاب موجه ناحية الجمهور من الفنان محمد رمضان سيعودون لمساندته أو الإشادة بأعماله، والإعلان عن حبهم له.

الجمهور

وهو ما حدث مع الفنان أحمد عز في أزمته الأخيرة مع الفنانة زينة وقضية النسب بينهما، رغم أن القضاء حكم بثبوت نسبه لأولاده من زينة، وضجر البعض منه، إلا أن الجمهور بسخريته فرغ الأزمة من مضمونها.

سخر الجمهور من “أقسم بالله ما أولادي”، وكان هذا التصرف أول ما وقع فيه الجمهور من ذلل، تحول ارتكابه لجريمة في حق المجتمع والإنسانية إلى “نكتة”.

وبعدها نسى الجمهور العاطفي الأزمة كلها، وذنبه القبيح كله، وانتشرت الصور التي يبدو فيها وسيمًا بين معجباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وانهالوا عليه بكلمات المديح والإعجاب، لدرجة أن إحداهن قد كتبت “مش مهم، أحمد عز ما يترفضش”، ضاربة بعرض الحائط كل ما هو مفترض  أن تحارب من أجله، وأسقطت حق سيدة مثلها.

أما فيما يخص مطربي المهرجانات، يتعامل الجمهور معهم على أنهم “بياكلوا عيش” في حين أن هناك أزمة تدمير للأخلاق ستهوي بنا جميعًا على الجحيم.

الجمهور

إقرأ أيضا
أخويا

وبمنطق الضحك والسخرية، انتشرت فيديوهات مطربي المهرجانات، وترتب عليها انتشار أغنياتهم كالنار في الهشيم، واستغلها هؤلاء المطربين في تحقيق جماهيرية كبيرة، من خلال لغة الشارع التي يجيدونها بالفطرة، أكسبتهم عطفًا ومساندة من الجمهور في الشارع.

ويفسر جوستاف لوبون، إشكالية التفاف الجمهور حول الفنان مهما بدر منه، مهما ارتكب من جرائم، فيقول أن الهيبة التي يتمتع بها الفنانين تضيف لهم جاذبية يمارسونها على أرواح الفنانين، سواء كان الشخص أديبًا أو فنانًا، يستطيع بجاذبيته وهيبته أن يشل كل الملكات النقدية لدى الجماهير.

ولعل ما أحد يقول أن مطربي المهرجانات، لا يتمتعون بهيبة مثلما يتمتع بها الفنانين ونجوم السينما، نظرًا لشعبويتهم لكن “لوبون” يقول أن الهيبة المكتسبة أو الاصطناعية تكون أكثر انتشارًا بكثير.

وتضيف هذه الهيبة الاصطناعية أو المكتسبة من الجمهور، للفنان هالة وهيبة أيًا كانت هذه الشخصية منعدمة أو منحطة.

في النهاية، لا مفر، من اجتياح الفنانين والمطربين الذين نضيق من أعمالهم وسلوكهم وتصرفاتهم، للجمهور وروحه، وسيسطرون عليه، إلا أن تحدث معجزة ما!

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان