741 مشاهدة
رياضة أنتِ المخ وأنا العضلات!
رياضة أنتِ المخ وأنا العضلات مختلفة عن الرياضة التي نمارسها للحفاظ على صحتنا النفسية والجسدية، وسأحكي لكم حدوتة صغيرة عن تجربتي مع هؤلاء من وقعوا في هذا الفخ.
بعام 2019 كنت أنجذب وأجذب الرياضيين، رغم أنني كنت لا أميل لهؤلاء من يستعرضون فورمة الساحل والعضلات التي تنتفخ في خلال شهور قليلة بقدرة قادر، وأراهم يحاولون لفت أنظار الفتيات، بعضلات ضخمة وعقل سلحفاة.
ولكن لأنني أحاول قدر الإمكان عدم الحكم على الآخر قبل معرفته تخليت عن هذه الأفكار، ووضعتني الظروف المختلفة لمعرفة رجال يمارسون الرياضة بشكلِ يومي تقريبًا، ولكن الناس عن بعد يختلفون عمن نقترب إليهم بميكرسكوب الاحتكاك والتعامل المباشر.
أكثر من شخص ممن تعرفت عليهم يمارسون الرياضة، تحولت الرياضة بالنسبة إليهم لشيء هوسي!..يمارسونه بشكل مختلف وخاطىء لاستعراض القوة، ومنهم من مارس كل الألعاب تقريبًا كي تحدى البعض بأنه يقدر على المستحيل، فيما تغير شكله وأصبح منفرًا.
يوميات القلق..عن صديقك المتطرف.
كنت قبل إعجابي بأحدهم يمارس الألعاب الرياضية أصبت بوعكة صحية جعلت الطبيب ينصحني ألا أحترف الوهم وتضخيم الأمور، وابدأ في ممارسة الرياضة كي يساعدني جسدي على تحمل المجهود الذي أبذله.
كلمات طبيبي مع إعجابي بأحدهم هذا جعلتني شغوفة للعب الرياضة بالمنزل، ولأن الأشياء التي تنجذب لها بالحياة تنجذب هي لك، فقد تعرفت على أكثر من شخص يمارس الرياضة بجدية بهذا التوقيت!..وتشاركنا هذا الاهتمام.
المضحك بالأمر؛ على الرغم من ممارستي لرياضات تناسب المبتدئين بالمنزل، إلا أنني قد تحولت لما كنت أكرهه في المستعرضين عضلاتهم.
كلما تحدثت مع صديقة تحدثت معها عن جمال ممارسة الرياضة، ومتعة الأكل الصحي والامتناع عن تناول منتجات القمح، ففعلت بالضبط مثل حسن حسني في فيلم “غبي منه فيه” عندما فتح باب الشرفة لييبلغ الجيران بكونه حرامي، ولكن كان إعلانًا مختلفًا.
يا نيااازي أنا بالعب رياضة، وقول للجيران إني بالعب رياضة.
كنت حريصة كي يصل شغفي بلعبي الرياضة لمن أنجذب لهم من الرياضين، وإن يااااه كيف كانت حياتي قبل لعب الرياضة؟..وأن الرياضة تساعدني في الحفاظ على حالة نفسية مستقرة، والشهادة لله هي بالفعل تساعد على هذا.
اكتشفت أن الرياضة مهمة في اتزان الصحة الجسدية والنفسية، وتفرغ كل طاقة غضبي خاصة بالصباح، وحاولت التخلص من حالة الانبهار بممارستي لها، وكان الأمر طبيعيَا بالبداية، فكلنا نفرح بانجازتنا الصغيرة التي نصنعها بحياتنا، وجميعنا نسعد بكل جديد نفعله ونشاركه مع الأصدقاء.
ولكنني حاولت الهروب من الذي وقع فيه أخينا الذي أصبح مهوسًا، وربما لم ولن تجذبني صور عضلات أحدهم، ولكن يعجبني بالرجل اهتمامه بنفسه .
تحول أكثر من شخص من الذين توددوا لي للاهتمام بالرياضة كمصدر وحيد للثقة بالنفس حتى ضاعت ملامح شخصيتهم وسط صالات الألعاب الرياضية والحقن المنشطة والصور التي يبرزون فيها العضلات.
“أنتِ المخ وأنا العضلات” لا يصلح هذا الشعار بالنسبة لي في علاقة عاطفية آمنة، ولكن أن يشجعني من أحب على الحفاظ على ممارسة الرياضة، وأستشعر أنه ناضج بما يكفي كي يتولى مسؤولية أسرة.
أن نتشارك محاولات جادة للحفاظ على نظام صحي، وأن يكون بالتأكيد ناضجًا بما يكفي ولا يعتمد أبدًا أنني المخ وهو العضلات، أو العكس أبدًا.
استعراض العضلات بلا نضج لا يبهرني، والحياة تحتاج لنضج وذكاء كي نتعامل مع ضغوطاتها ونحقق ما نريد من أحلام، ونقدم واجبتنا برضا، ونعرف حقوقنا جيدا، وعقلية الرجل بالتأكيد أهم من عضلاته.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
