“صور” هنا عاشت زوجة حسن الصباح أيامها الأخيرة

وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

أضفى مسلسل الحشاشين أبعادًا من خيال المؤلف على شخصية زوجة حسن الصباح في آلموت، وجميعها من الناحية المنطقية مقبولة، ولا يمكن رفضها بالكلية لأسباب تاريخية.

المعلومات المتوفرة عن زوجة حسن الصباح أقل من المعلومات عن أفكار زوجها مؤسس الحشاشين، ويعود ضياع تاريخ تلك المرأة وغيرها من تراث الباطنية في آلموت، بسبب تدمير القلعة على يد المغول.

ما هو مصير زوجة حسن الصباح

المدون في كتب التاريخ أن قلعة آلموت زمن السلطان محمد بن ملكشاه حوصرت من السلاجقة حصارًا عنيفًا وعلى إثره قام حسن الصباح بإرسال زوجته وبنتيه إلى قلعة كردكوه؛ ويذكر الجويني في تاريخه أن حسن الصباح وقت الحصارة الذي استغرق 8 سنوات أرسل زوجته مع ابنتيه لقلعة كردكوه وكتب لرئيسها «إذا قام هؤلاء النسوة بالعمل على المغزل من أجل الدعوة فأعطهن أجر حاجتهن»[1]؛ وذلك هو الأثر الوحيد الباقي عن سيرة زوجة حسن الصباح، ولا يعرف ما الذي جرى بعدها.

وقلعة كردكوه هي أحد الحصون المهمة لإسماعيليي آلموت وتقع في دامغان على بعد 15 كيلومتراً من مدينة دامغان بالقرب من قرية حاج آباد رزوة، ويبلغ ارتفاع الجبل الذي عليه القلعة إلى 1000 متر، وقد كانت القلعة ذات أهمية أساسية بالنسبة للحشاشين، فبشكل العام تمثل تمثل إحدى النتائج التي نتج عنها التنظيم الديني والسياسي والعسكري للباطنية وكان الهدف الأساسي من كل هذه القلاع هو بناء الدولة، أما بالنسبة لقلعة كردكوه، فهي تشرف على الطريق الرئيسي بين خراسان وغرب إيران، وتقع بالقرب من المراكز الباطنية وبالتالي صارت عظيمة القيمة من حيث دعم المركز الإستراتيجي للحشاشين[2]، وقد ظلت هي آخر قلاع الباطنية التي قضى عليها المغول؛ وهذه صور للجبل وأطلال القلعة

[1] الجويني، تاريخ فاتح العالم، ترجمة: محمد السعيد جمال الدين، تحقيق: محمد بن عبدالوهاب القزويني، ج3، ط/1، المركز القومي للترجمة، القاهرة ـ مصر، 2015م، ص189.
[2] علي ناجي حسن، الحسن الصباح ونزارية آلموت، (رسالة ماجستير)، معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا، الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب، جامعة الدول العربية، 1413هـ / 2010م، ص218.

إقرأ أيضا