همتك نعدل الكفة
659   مشاهدة  

ماجد الكدواني .. الرجل الذي طار

ماجد الكدواني


في لقاء تلفزيوني قديم قال ماجد الكدواني (الكل فضل يقولي مش ها تعمل بطولة بقى مش ها تعمل بطولة بقى لحد ما عملت فيلم جاي في السريع والفيلم ما نجحش زي ما كنت متوقع) ذلك التصالح الإنساني العظيم مع النفس ربما كان الهبة الثانية لماجد الكدواني، الرجل الذي طار بموهبته ليصبح خالدا.

حلزونة.. مقدمة لم ينتبه لها أحد

عذرا على المقدمة المقتضبة، فلقد جلست طويلا أحاول أن أجد مقدمة مناسبة لواحد من أصحاب المواهب الاستثنائية في مجال التمثيل في العشرين عاماً الأخيرة، ولكن لم أجد أفضل من تلك المقدمة، ربما لأن فشل فيلم جاي في السريع على مستوى الجمهور والنقاد كانت هي النقطة التي أنطلق من بعدها ماجد الكدواني إلى فضاء أرحب، كأن هذا الفشل كان النصل الذي استطاع قطع ذاك الخيط الوهمي الذي ظل مقيدا لتلك الموهبة، وجعلها تنطلق.

دعونا نعود إلى الخلف، إلى عام 1996 حينما قدم ماجد الكدواني أول أدواره في السينما حسبما أذكر في فيلم (عفاريت الأسفلت) حيث تعرفت عليه من خلال (حلزونة) الشحات المصاب بإعاقة عقلية والذي يحوم في أرجاء موقف حلوان، وبعيدا عن دلالة الدور في الفيلم، فكانت الدهشة هي رد الفعل على أداء ماجد.

ماجد الكدواني

حينما شاهدت الفيلم للمرة الأولى كان ماجد الكدواني قد أصبح كوميديان واضح الحضور متميز في دور صديق البطل، وكان قد ثبت اقدامه في الساحة من خلال ثنائية الحرامية سواء كي جي 2 أو تايلاند، فكانت مشاهدته في هذا الدور مختلفة، لأنها أثبتت أننا أمام موهبة قوية لم يتم استغلالها بعد.

الأغرب أنه بعد ذلك استمر ماجد في أداء الأدوار الكوميدية حتى ظننت انه أصيب بداء القولبة الذي يصيب أغلبية الممثلين في السينما المصرية، أن تبرع في دور فتظل حبيس هذا الدور إلى أبد الأبدين، ولكن الأغرب أن تأتي الانتفاضة الأولى لماجد الكدواني عن طريق اسم يعتبره الكثير من النقاد -على رغم من مخالفتي لهم- سببا في انحدار السينما المصرية، تأتي الانتفاضة عن طريق السبكي.

الانتفاضة

قبل الانتفاضة كان ماجد قد ثبت اقدامه في منطقة صديق البطل الساذج طيب القلب، ليأتي أحمد عبدالله وسامح عبدالعزيز ومن خلفهم أحمد السبكي ليحملوه بعيدا عن تلك المنطقة للأبد، حينما تشاهد خميس في فيلم كباريه فأنت تقع في حيرة ومفاجأة إذا لم تكن قد شاهدت فيلم (عفاريت الأسفلت) تلك الحيرة والمفاجأة تأتي من سؤال كيف تحول ماجد الكدواني من كوميديان ذو حضور طاغي إلى ممثل ثقيل الموهبة؟ والإجابة بسيطة للغاية ماجد لم يتحول ولكنه ببساطة أزاح ذلك الغطاء الذي كان يخفي كل موهبته لتخرج لنا ونشاهدها كأنه يتمرد على كل ما قدمه سابقا.

بعد كباريه تغيرت تركيبة ماجد الكدواني حتى في أداء الأدوار الكوميدية، تلاحظ هذا التغيير بشدة فقط عليك أن تقارن بين شيكامارا وبين حد سامع حاجة أو قارن بين حرامية في كي جي تو وبين طير انت أو بين الرهينة وبين لا تراجع ولا استسلام (القبضة الدامية) فقط قارن بين كوميديا الكدواني قبل كباريه وبعد كباريه.

ماجد الكدواني

الاختلاف قائم على نوع الكوميديا بالأساس فلقد تحرر الكدواني من شخصية الساذج تماما، وأصبحت كل شخصية يلعبها تفرض كوميديتها المختلفة تماما، فمارد العفريت الساعي للنجاح والذي يحاول خدمة بهيج بالطريقة التي يعرفها مختلف كليا عن دكتور علوي الطبيب النفسي شبه المنحرف الذي يحاول مساعدة سامي، أصبح هناك الكثير من الألوان في بالته كوميديا ماجد الكدواني ولكنه لم يقف عند هذا الحد.

في تجارب ربما لم تلقى النجاح الجماهيري الكافي أو حتى لم تكن على المستوى الفني المطلوب كان ماجد يحاول ان يرسي دعائمه في منطقة جديدة، الشر، ذلك التناقض الذي يخرج من ملامح ماجد التي اعتدناها باسمة ضاحكة بشوش في دور شر، ربما كانت البدايات في (عزبة آدم) ولكن تلك التجربة توقفت في وقتها ربما لعدم نجاح الفيلم وقتها، ولكن هل استسلم ماجد؟

أرض جديدة

إقرأ أيضا
ممثل

الأزمة التي اعتقد انها واجهت كل ما حاول إعادة ماجد إلى ما كان عليه قبل كباريه أو حتى قبل عزبة آدم، وهي كيف تقنع مارد بالعودة إلى محبسه، توقف ماجد عن السذاجة وتوقف مؤقتا عن أدوار الشر ولكن كانت الدراما محطته التالية ليثبت صدقا أنه ياما في الجراب يا حاوي.

ماجد الكدواني

 الفرح و678 وأسماء وساعة ونص وديكور، كلها أفلام رسخت قدرات ماجد الكدواني كممثل ذو طاقة وموهبة جبارة في الدراما، مثلما كان في الكوميديا، فقط بقيت منطقة لم يتطرق لها ماجد الكدواني، الرجل الذي قدم الأدوار النفسية المعقدة وادوار أصخاب الإعاقات والأدوار الدرامية المعقدة مثل الفرح وساعة ونص وبالطبع عرفناه كوميديان فقط بقيت تلك المنطقة التي حاول الدخول إليها في عزية آدم ولكن لم يستطيع.

وأخيرا جاءت، ورغم الكثير من التحفظات على الفيلم إلا أن ماجد الكدواني استطاع غزو الأرض الأخيرة التي لم يكن غزاها بنجاح من قبل، لقد قدم دور شر، في فيلم تراب الماس أخيرا حلق الرجل بعيدا للغاية عن كل ما حوله، استطاع اثبات أنه يقدم كل الأدوار، أصبح جوكر لأي مخرج في أي دور يحتاج ممث3ل ذو قدرات فائقة، ويستطيع أن يحلق به مبتعدا عن القوالب، ماجد الكدواني هو الممثل الذي قرر تحطيم كافة القوالب أهمها قالب (نجم الشباك).

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
9
أحزنني
2
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان