همتك نعدل الكفة
159   مشاهدة  

ملف الأغنية الشعبية في مصر (8): جيل الوسط في الأغنية الشعبية المصرية

جيل الوسط
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



شكل ظهور أحمد عدوية انقلابًا كبيرًا في المشهد الغنائي المصري وبالأخص المشهد الشعبي، بدأت ثورة الكاسيت الأولى التي بنيت على اكتاف نجاح أغنيته “السح الدح أمبو” وانفتحت شهية المنتجون نحو الاتجاه إلى هذا اللون تحديدًا في ظل تغير الأوضاع الاقتصادية ونمو طبقة اجتماعية جديدة شكلت النسبة الأكبر من جمهور هذا اللون الشعبي.

حرر عدوية الأغنية الشعبية من براثن المشهد الرسمي المتكلس جدًا وبدأ تلمع أسماء جديدة يمكن أن نطلق عليها جيل الوسط في الأغنية الشعبية وهو نفس جيل الأغنية البديلة الذي توسط الفترة ما بين الأغنية الكلاسيكية بمفاهيمها التقليدية وبين الأغنية الشبابية الحديثة والسريعة.

شكل الثلاثي “عبد الباسط حمودة، حسن الاسمر، رمضان البرنس” نجوم هذا الجيل “جيل الوسط” وكان يسير بخطوات بطيئة أحيانا وسريعة في أحيان أخرى بجانب الأب الروحي للأغنية أحمد عدوية الذي كان يستحوذ على الشعبية الأكبر.

“حسن الأسمر “مايكل جاكسون مصر.

ظهر حسن الأسمر في منتصف الثمانينات بشكل أغنية مستوحاة من أغنية عدوية مع بعض التغييرات حيث اضاف عليها طابع الحزن والأسى والدراما الشعبية، شكلت أغنية “كتاب حياتي” انطلاقته الكبرى في سواء الغناء تبعها بأغنية “الواد الجن” التي جعلته يطلق على نفسه مايكل جاكسون مصر، وبالطبع أي صوت شعبي ناجح لابد من استغلاله في الدراما سوا المسرح أو السينما كعادة متكررة منذ الأربعينات.

في منتصف التسعينات تغيرت مسيرة حسن الأسمر قليلًا بعد أن انضمامه إلى شركة “فري ميوزيك” حيث حرره نصر محروس قليلًا من فلك الأغنية الشعبية المحضة وجعله منافسًا قويًا في سوق البوب التقليدي مستعنيًا بأهم أسماء تعمل في هذا المضمار مثل “طارق عاكف،حسن دنيا، أشرف عبده، بهاء الدين محمد”، كسب حسن الأسمر جمهورًاجديدًا في أغاني مثل “بحلم وانا صاحي، اتخدعنا” بجانب جمهوره الشعبي وظل يعمل حتى مع ظهور الجيل الجديد “محمد رحيم” الذي قدم له آخر نجاحاته الفنية “ادلع يا حلو”.

YouTube player

عبد الباسط حمودة “حكمدار الأغنية الشعبيه”

لو مررنا على تجارب جيل الوسط وهي كثيرة جدًا سنجد أن عبد الباسط حمودة هو أنجح تجربة في هذا الجيل لقدرته على الاستمرار في الغناء حتى الأن، بدأ مسيرته بخطوات صعود بطيئة غير متعجلة، لم يكن الرقم الأول بين أصوات جيله لكنه كان يعمل بكد محافظًا على تواجده على الساحة، ضربت له أغنيات مثل “قوليلى يا خاينة، اديني قلبك” الأخيرة أصبحت من الكلاسيكيات المحببة إلى الجمهور حاليًا حتى مرحلة “أنا مش عارفني – الجو هادي خالص” والتي شكلت نجاحًا فارقًا تخطى فيه نجوم عديدة في سوق البوب التقليدي.

مع رحيل معظم أبناء جيله واعتزال البعض الأخر، أصبح عبد الباسط حمودة هو الورقة الرابحة في سوق الأغنية الشعبية المصرية، لفت الأنظار إليه بقدرته على التعاون مع أصوات كثيرة ومختلفة في توجهاتها الفنية على سبيل المثال كايروكي حيث جذب إليه جمهور الأندرجراوند الذي فتح المجال أمامه بعد ثورة يناير وأصبح يقيم حفلات شبه ثابتة في أماكن نخبوية مثل “ساقية الصاوي” والأهم من ذلك أنه حافظ على مكانته حتى مع سطوة أغاني المهرجانات وقدرته على منافستهم بطريقة ادائه المميزة وصوته القوي جدًا والأن يجني ثمار تلك المسيرة بالظهور المكثف في الإعلانات والأغاني الدعائية للأفلام فاستحق أن يكون أنجح أبناء جيله.

YouTube player

ملف الأغنية الشعبية في مصر (7) : عبده الاسكندراني عميد الموال

عبد الباسط حمودة “ابن الموت”

لو  وضعنا تجارب جيل الوسط في الأغنية الشعبية في جانب سنضع على الجانب الأخر تجربة المطرب “رمضان البرنس” لانها كانت تجربة مختلفة جدًا عن السائد في الأغنية الشعبية في التسعينات، وعلى الرغم من انها كانت تجربة قصيرة جدًا إلا أنها لازالت تحمل صدى واسع لدى جمهور الأغنية الشعبية.

إقرأ أيضا
عصام عمر

رمضان البرنس واحد من أدفى واحلى الأصوات الشعبية التي صنعت لنفسها هوية فنية مستقلة أداء منضبط جدًا يحمل شجنًا محببًا إلى الجمهور وكان له تأثير قوي على اختياراته التي يغلب عليها طابع الحزن، ضربت له أغنية “عودي” والتي كانت تحمل سمات فنية خاصة بعيدًا عن الأغنية الشعبية التقليدية في المفردات وفي طريقة الأداء.

مسيرة رمضان البرنس ضمت اثني عشر ألبومًا غنائيًا وهو رقم ضخم جدًا بالمقارنة بعمره الفني القصير، حققت أغلبها نجاحات ضخمة وكان نجمًا للأفراح الشعبية في كل مصر ولم يتم استيعاب حجم جمهوره الضخم إلا بعد رحيله في حادث مأساوي قبل أن يرى نجاحًا كان منتظرًا في سوق البوب المصري حيث تعاقدت معه شركة “هاي كواليتي” إحدى كبرى شركات الإنتاج في التسعينات قبل وفاته بفترة قصيرة لكن يظل تأثيره كبيرًا جدًا حتى الأن حيث يتم استعادة أغنياته بكثرة بين المطربين الجدد منها “عودى” أو موال “الاستاذ والتلميذ” أو “بتناديني تاني ليه” التي كانت تريندًا لفترة على مواقع التواصل الاجتماعي.

YouTube player

على نفس سياق جيل الوسط كانت هناك أسماء أخرى حققت بعض النجاحات لكنها لم تستمر لفترة طويلة مثل “حمدي بتشان” الذي نجحت له أغنية “إيه الحكاية” التي عرفت فيما بعد بـ “الأساتوك” أو عادل الخضري في أغنية “فين كلامك”، احمد الشوكي في أغنية “أعملك ايه” و”مجدي طلعت” في “اللي عايزني يجيني،برافو عليك” ورغم تلك النجاحات التي حققوها إلا أنها لم تسلم من الانتقادات واتهمهم البعض بأنهم رموز الأغنية الشعبية المبتذلة لكنها ظلت تجارب لم تحقق أبعد من نجاح واحد أو اثنان فقط.

YouTube player

الكاتب

  • جيل الوسط محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان