حيوانات شكلت التاريخ بجانب البشر.. حكاية “الوز” الذي أنقذ روما من الغزو العسكري
-
أحمد ماجد
كاتب نجم جديد
لم تكتف الحيوانات بالمشاركة في الحروب فقط، بل ساهمت في تغيير التاريخ في كثير من المواقف، سواء قامت بتأثيرات إيجابية، أو سلبية، لنتعرف على أبرز المواقف، التي غيرت بها الحيوانات مسار التاريخ:
أوز روما
تعرضت الإمبراطورية الرومانية للهجوم، من قبائل الغال، خلال القرب الرابع قبل الميلاد، وكنتيجة للهجمات قبائل الغال المتكررة، تعرضت الإمبراطورية للكثير من الهزائم، التي قرر بعدها الغاليون مهاجمة روما مباشرة، والسيطرة على قلب الامبراطورية.
وبعد تمكن الغاليون من التخفي من أعين الحراس، عن طريق تسلل هضبة قريبة من روما، ومنها التسلل لقلب المدينة لتنفيذ هجوم مفاجئ ليلاً، في أثناء نوم الكثيرين من الجنود الرومان، وبسبب خطتهم المحكمة، لم يتمكن أي شخص من ملاحظتهم، إلا الأوز، الذي كان يسكن المدينة ويقدسه أهلها، لينهال بعدها الأوز بالصراخ و”القوقأة”، حتى ينذر أهل المدينة من الهجوم، لينتبه الحراس للجنود ويردوا عليه، ويمنعوا الغاليين من اجتياح روما.
كلاب الفضاء
أما بالنسبة للتاريخ الحديث، شاركت الحيوانات في الكثير من الاكتشافات والإنجازات العلمية، حيث شاركت الكلبة “لايكا” في كتابة التاريخ، حينما سافرت للفضاء عام 1957، على متن المركبة الفضائية السوفيتية “سبوتنيك 2″، لتصبح بذلك أول حيوان يصل إلى الفضاء، ولكن مع الأسف، لم تتمكن لايكا من النجاة، بسبب عدم تحملها رحلة العودة ودخول الغلاف الجوي.
وفي عام 1960، ساهمت الكلاب مرة أخرى بمجهوداتها في السفر للفضاء، حيث سافرت الكلبتان “بيلكا” و”ستريلكا” للفضاء، عبر مركبة “سبوتنيك 5″، وتمكنت الكلاب من العودة بسلام إلى الأرض بعد نجاح رحلتهما، ليفتحوا مجال السفر للفضاء بعد ذلك للبشر.
النعجة دوللي
تعتبر من أشهر الأغنام على الإطلاق، وربما يكون اسمها مألوفاً بالنسبة لك، وسبب شهرتها يرجع لأنها ساهمت في تشكيل الكثير من المفاهيم العلمية، حيث تعتبر دوللي هي أول حيوان من الثدييات، نتج عن عملية استنساخ من خلية جسمية لحيوان آخر، حيث وُلدت عام 1996، وكانت الحالة الوحيدة الناجحة من ضمن 227 تجربة استنساخ.
وخلال حياتها، ساهمت دوللي بالكثير في مجال الاستنساخ، وذلك عن طريق دراسة العلماء لها، وظلت دوللي بكامل صحتها حتى توفت عام 2003.
الذئب لوبو
ساهمت الذئاب في تغيير الكثير من المفاهيم البشرية حول الحيوانات، ويرجع ذلك لنهاية القرن التاسع عشر، في ولاية نيو مكسيكو، حيث كانت الذئاب تصطاد المواشي لتتغذى عليها، لذلك حاول الكثير من المواطنين والصيادين التخلص من تلك الذئاب، وعلى رأسهم شخص يدعى السير “سيتون”، الذي استطاع صيد عدد كبير من تلك الذئاب عن طريق مصائده الذكية.
اكتشف “سيتون” بعد فترة، أن هناك من يقوم بتدمير تلك المصائد، ومن خلال مراقبته لها، وجد ذئباً يدعى “لوبو”، مع رفيقته “بلانكا” –الأسماء التي أطلقها السير سيتون عليهما- يدمران تلك الأفخاخ، حفاظاً على حياة قطيعهما، وبعد محاولات سيتون التخلص من لوبو ورفيقته، استطاع الإمساك بـ”بلانكا” وقتلها، أما عن لوبو، فتمكن من الهرب.
يحكي السير “سيتون” في كتابه عن تلك الحادثة، أن “لوبو” استمر في إطلاق عويله طوال الليل، ولكن تلك المرة كان صوته مليئاً بالحزن والخذلان لتركه رفيقته، وفي اليوم التالي، عثروا على لوبو بعد مصاباً بفعل الكثير من المصائد، حيث عرض نفسه لتلك المصائد بشكل انتحاري! لذلك تمكنوا من الامساك به بسهولة، ولكن في اليوم التالي، قرر الصيادون تركه بسبب تأثرهم بموقفه، ليجدوه ميتاً في قفصه.
تأثر الكثيرون بقصة لوبو وبلانكا بعد انتشارها في نطاق الولايات المتحدة، مما نتج عنه المطالبة بقوانين بيئية، تحافظ على الحياة البرية، وتمنع صيد الحيوانات في الكثير من المناطق، وبالفعل تم سن تلك القوانين الموجودة حتى يومنا هذا.
ذئاب الحرب العالمية الأولى
لم تكتف الذئاب بمشاركتها في التاريخ بهذا الفعل وحده، بل كان لهم حادثة شهيرة في الحرب العالمية الأولى، فأثناء أحد معارك القوات الألمانية والروسية بالقرب من البحر الأسود، أثناء شتاء 1916 و 1917، أجبر البرد القارس مجموعات من الذئاب الجائعة على مهاجمة الجنود من الطرفين، مما نتج عنه خسائر كبيرة في الفريقين، لتقرر كل من الجهة الألمانية والروسية عقد هدنة مؤقتة، وتوقف الحرب العالمية الأولى، حتى يتم التخلص من تلك الذئاب، ليعودا بعدها لقتال بعضهما البعض!
فئران أوروبا
استطاعت الفئران، في القرن الرابع عشر، القضاء على ثلث سكان أوروبا تقريباً، بسبب نقلهم لمرض الطاعون، أو ما كان يسمى وقتها بالموت الأسود، ونتج عن ذلك المرض مقتل أكثر من 25 مليون شخص، حيث انتشر لأوروبا في الأساس عن طريق انتقال الفئران من وسط آسيا إلى أوروبا، عن طريق السفن التجارية.
من المثير للدهشة في هذه الحادثة، أنه نتج عنها نقص في العمالة، بسبب موت الملايين، مما دفع الفلاحين للمطالبة بزيادة أجورهم، لتتحسن ظروف معيشتهم بعدها، كنتيجة لموت الملايين!
الكاتب
-
أحمد ماجد
كاتب نجم جديد