الحياة بقى لونها بمبي .. كيف تؤثر حالتنا النفسية على رؤيتنا للألوان؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“الحياة بقى لونها بمبي” أغنية شهيرة للراحلة سعاد حسني، غنتها عندما كانت تشعر بالسعادة، ومما لاشك فيه، أننا جميعًا نرى الألوان أكثر بهجة ووضوحًا عندما نشعر بالسعادة، والعكس أيضًا، فعندما نشعر بالحزن، يصبح العالم من حولنا رماديًا، وتفضي الغيوم على الأجواء في نظرنا، فهل استعارتنا للألوان في وصف مشاعرنا، مجرد تشبيه، أو أن الحقيقة هي أن مشاعرنا تؤثر على رؤيتنا للألوان؟.
دراسات علمية لجمعية علم النفس العالمية
الدراسة الأولى
قام عدد من الباحثين وعلماء النفس بعمل دراسة على عدد من المتطوعين، وكانت النتيجة أن المشاركين الذين كانوا يعانون من الاكتئاب، لم يتمكنوا من التعرف على الألوان بدقة مثل غيرهم، خاصة مع اللونين الأزرق والأصفر.
وقد أوضح المشرف الرئيسي على الدراسة، أن الأبحاث التي تم عملها في مجال دراسة البصر، أوضحت أن الحزن بشكل خاص يمثل إعاقة في العمليات البصرية الأساسية التي تقوم بتفسير الألوان، وأظهرت النتائج أن العاطفة والمزاج العام بمقدورهما التأثير على الكيفية التي نرى بها العالم من حولنا.
أنا و عبد الحليم حافظ .. يرويها زكوة 11
شملت الدراسة 100 مشارك من طلاب الجامعات المختلفة، وقاموا جميعًا بمشاهدة مشهد عاطفي من أحد الأفلام، تم التحقق من صحة الآثار العاطفية له في دراسات سابقة، حيث أكد الباحثون نجاحهم في إنتاج العواطف المقصودة للمشاركين في هذه الدراسة، وقاموا بعدها باختبار عام لتقييم البصر، وبعد ذلك تم عرض مشهد كوميدي من أحد أفلام الرسوم المتحركة، وتم عمل اختبار عام لتقييم البصر مرة أخرى.
وبعد انتهاء عرض جميع المقاطع، تم عرض 48 بقعة غير مشبعة بالألوان على المشاركين بشكل متتالي، وطُلب منهم تعريف كل لون على حدة ما إذا كان أحمر أو أصفر أو أخضر أو أزرق، وجاءت النتائج صادمة، حيث ظهر أن المشاركين الذين شاهدوا المقطع الحزين كانوا أقل دقة في تحديد الألوان من المشاركين الذين شاهدوا المشهد الكوميدي، خاصة مع اللونين الأزرق والأصفر، بينما تساوت نتائج الرؤية بالنسبة للونين الأحمر والأخضر.
كيفية إجراء مكالمات الفيديو في انستجرام مع فرد أو مجموعة من أصدقائك
الدراسة الثانية
دراسة أخرى تم عملها، للوصول إلى نتائج أكثر دقة، اشترك فيها 130 متطوع من جامعات مختلفة، وتم عرض مشهدين الأول حزين ومثير للعواطف، والأخر مشهد درامي عادي غير مثير للعواطف، وبعد اختبارات البصر، كانت النتيجة أن هؤلاء الذين شاهدوا المقطع الأول الحزين، لم يتمكنوا من تحديد اللونين الأصفر والأزرق بدقة، بينما المجموعة الأخرى التي شاهدت المقطع الخالي من العواطف، تمكنوا من تحديد جميع الألوان بدقة، مما يوضح أن الحزن هو المسئول الأساسي عن التفريق بين بعض الألوان، ويتسبب الحزن في غلبة اللون الرمادي على الرؤية، لذا يشعر الشخص الحزين، بأن الألوان باهته والدنيا رمادية من حوله، على العكس من الشخص السعيد، فهو يرى الألوان بطبيعتها الزاهية الواضحة.
رأي العلماء في نتائج التجارب
أوضح العلماء أن النتائج كانت صادمة لهم، خاصة بعدما رُبطت النتائج النفسية مع النتائج العلمية، وأوضح أطباء البصر تأثير المشاعر على سير الناقل العصبي الدوبامين، وكيف أنه يتأثر فعليًا بالمشاعر الإنسانية خاصة الحزن، مع الألوان الأصفر والأزرق، وأوضح العلماء أن هذه الأبحاث أضاءت آفاقًا جديدة، وأن متابعة الدراسات شيء ضروري لفهم العلاقة بين العواطف وإدراك الألوان بشكل كامل.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال