رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
96   مشاهدة  

الخطاب الديني المسيحي وعيد الميلاد .. خلاف قداسة البابا شنودة مع الصحافة

عيد الميلاد
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في عام 1992، كتب د. ميلاد حنا، خواطره في جريدة الوفد عن عيد الميلاد المجيد، ووثّق خلاف شهير لقداسة البابا شنودة الثالث، ضد كاتب إذاعي وصفه بأنه “مرموق”، وكان الخلاف حول الخطاب الديني المسيحي، وتدخل د . ميلاد حنا للتعليق على هذا الخلاف، مقارنًا بين استخدام الخطاب الديني المسيحي والإسلامي في المفردات الإذاعية والإعلامية .. وسرد في الآتي من سطور ما كوّنه من انطباعات عن هذا الخلاف الذي صدحت به صفحات الجرائد.

 

منذ عشرات السنين، جرى العرف على أن تتقابل الصحف القومية وصحف المعارضة معًا في مقالات ذات طابع ديني في مناسبتي عيد الميلاد وعيد القيامة، وبعض هذه المقالات يكتبها رجال دين “متخصصون” وبعضها الآخر يكتبها أفراد يستمدون أهميتهم في الحياة العامة من الانتماء الديني وحده، وفي لقاء أخير لدى قداسة البابا شنودة الثالث، مع بعض المفكرين المصريين، انتقد كاتب وإذاعي مرموق أن “الخطاب الديني المسيحي” قد أًبح وكأنه “نشاذ” لأنه يكتب بإسلوب وعبارات ومصطلحات دينية غير مفهومة أو متدوالة للكافة من المصريين.

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث

وكان ردي على ذلك بأن الإذاعة والتليفزيون تنشر “المفردات الإسلامية” بغزارة ولذلك يتقنها ويعرفها ويتداولها جميع المصريين، وهكذا تعرف أقباط مصر على وجهة نظر الإسلام في كافة شئون الدين والدنيا، ولكن وزارة الإعلام ربما لما تتوهمه إرضاء للدول الإسلامية، قد حجبت الثقافة والمفردات والمصطلحات المسيحية والقبطية عن الانتشار على “كافة المصريين”.

 

ومن هنا فإن رسالتي في هذا العيد المجيد هي التوجه للحكومة لكي تكون “معايدتها” للأقباط عملية ملموسة وليست شكلية عاطفية لأن كل ما يتم الآن لا يخرج عن حضور بعض المسئولين للمراسيم والصلوات الدينية في الكنائس ثم مقابلات مجاملة لدقائق مع رؤساء الكنائس ولكنناو نود أن نعطي الأقباط الإحساس بأنهم شركاء في الوطن بأن يكون لهم “مسطح” في أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة وذلك سوف ينشر المفردات والتراث والفكر والفن للعصر القبطي ضمن كافة البرامج المعتادة وسيكون لذلك فعل السحر في نزع فتيل الطائفية. والأمر كله يتوقف على شجاعة وإقدام المسئولين عن أجهزة الإعلام .

 

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

أما الرسالة إلى قيادة الكنيسة القبطية ممثلة في قداسة البابا شنودة، فهي أنه قد أنجز الكثير في مجال “النهضة الروحية” في العشرين سنة الماضية ولم يحدث أن ألتفت هذا القدر من الأقباط حول الكنيسة واجتماعاتها وصلواتها، وإننا تتبعني أن يتسع صدوركم لقبول “النقد” البناء والوجيه فهذه طبيعة المجتمعات “الحية” وآن الأوان لأن تكون للكنيسة أجهزتها التشريعية والتنفيذية والإدارية والرقابة من خلال قنوات ديمقراطية تصلح نفسها بنفسها، فقد اتسعت الأنشطة الكنسية داخل مصر وخارجها ولم يعد ممكنًا ولا ميسورًا أن تتجمع الخيوط كلها في قبضة واحدة، ولسنا في ذلك مبتدعين ولا منشئين لمبادئ جديدة، ففي سابق العصور كان لـ “أراخنة” الكنيسة أي رجالها الذين ليس لهم رتبة كنيسة، دور ملحوظ ومؤثر في شئون الكنيسة ذاتها، وفي العصور المتحضر رأينا ما جرى ويجري في “الفاتيكان” والذي يدار “كالساعة” من خلال عشرات الأجهزة والتنظيمات وتوزيع المسئوليات، وفي الختام، فإن عيد الميلاد للأقباط ليس عيدًا للمسيحيين وحدهم ولكنه عيد للمصريين جميعًا.

إقرأ أيضا
حسن خليل

 

 

الكاتب

  • عيد محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان