حين صدرت بنها الطين إلى ألمانيا واستوردت بلغاريا الحنة من الشرقية
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
خالف محمد الهواري بسبب بنها تفسير حلم الطين الذي أورده بن سيرين في تفسيره للأحلام، فالأخير رأى فيه 8 تأويلات لكن عالم الطرق جعله عاملاً لتحقيق حلم مستقبلي باليقظة لا منامًا.
اقرأ أيضًا
الميزان .. اعتراف متأخر
في أيامٍ ربيعيةٍ من شهر مارس لعام 1964 م وبسبب طين منطقة بنها كانت نفسية الدكتور محمد الهواري أسوأ من الخريف؛ فالروتين سيقتل حلمه في نيل الدكتوراة من جامعة ألمانيا، إذ أن رسالته قبل أن تُكْتَب لابد لها من دليل علمي يدعمها والدليل الأوحد المتوفر هو طين بنها.
طموح كاد أن يقتله الروتين لولا طين بنها
اختمر في ذهن الدكتور محمد الهواري «عضو بعثة جامعة عين شمس والمعيد في كلية الهندسة» الحلم القومي المصري في ستينيات القرن الماضي، فقرر أن يجعل رسالة الدكتوارة في تخطيط النقل حول تربة أرض المطارات، ويأخذها من برلين.
راسل محمد الهواري من برلين إدارة البعثات في القاهرة طالبًا منهم إرسال 30 كيلو من التربة المصرية إلى مقره، لكن إجراءات الروتين حالت دون ذلك وكاد حلمه أن يموت وأحس بأنه سيعود إلى مسقط رأسه في الفيوم وهو يجر أذيال الخيبة؛ فألح في الطلب دون ردٍ إلى أن قرر مخاطبة رئاسة جامعة عين شمس حتى قررت منحه 3 أشهر يطير فيها من برلين إلى القاهرة ويأخذ الطين.
نجح طين بنها في 11 إبريل عام 1964 م كما أعلنت جريدة الأهرام أن يجعل محمد الهواري ينال رسالة الدكتوراه بمجال هندسة النقل، وفي منتصف سبعينيات القرن الماضي تولى إدارة المعهد القومي للنقل لترشحه الوزارة في الإشراف الهندسي على أهم مشروعات النقل بمصر كتخطيط المدن الجديدة وطريق سيناء دمياط وكان ضمن المشرفين على مشروع مترو الأنفاق.
الشرقية .. بلاد تصدير الجمال إلى بنات البلغار
أيام قليلة مرت وعادت سيرة التربة مرة أخرى في وزارة الزراعة، كان الجميع معتادين على نمطية اليوم فإما عمل ببنك التسليف الزراعي أو استعداد لدفعة جديدة من قرارات التأميم، لكن عزت غيضان رئيس مجلس إدارة شركة بساتين الإصلاح الزراعي كان له قرار آخر.
أراد عزت غيضان نقل جماليات مؤسسة الإصلاح الزراعي للخارج بطريقة مغايرة، فاتجه إلى مزارع قرية الصوة مركز أبو حماد في محافظة الشرقية وهناك أشرف بنفسه على تصنيع الحنة ونجح في استخراج 100 طن منها وتصديره إلى دولة بلغاريا في 29 إبريل 1964 م، كون أن بنات الجبل تستخدم الحنة لطلاء أيديهن وأقدامهن إلى جانب استخدامها في صناعات الأدوية.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال