هل سرق مصطفى محمود فكرة برنامج العلم والإيمان من أبو شوشة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
استحوذت فكرة برنامج العلم والإيمان على عقول وقلوب المشاهدين في مصر من التتر لعازف الناي محمود عفت حتى نهاية حلقات البرنامج بصوت وأسلوب مصطفى محمود، لكن هناك جوانب أخرى من تاريخ هذا البرنامج لم تُرْوَى بعد.
فكرة برنامج العلم والإيمان من الإذاعة إلى التلفزيون
حين بدأ الصحفي صلاح جلال «نقيب الصحفيين لاحقًا» طريقه في بلاط صاحبة الجلالة من جريدة الأهرام كمحرر علمي لديها، صب جام غضبه على قرار الإذاعة الذي قضى بإلغاء برنامج «العلم والحياة» لوفاة مقدمه الإذاعي المأمون أبو شوشة عام 1963 م.
رحل المأمون أبو شوشة وبعد موته بعام اختيرت الإذاعية مديحة نجيب لتكون بدلاً من الفقيد على أن يعاونها في المادة العلمية الموسيقار الدكتور يوسف شوقي «أستاذ الجيولوجيا في جامعة القاهرة» عام 1964 م.
ثمة عدة تشابهات بين فكرة برنامج العلم والإيمان وبرنامج العلم والحياة فالإذاعي المأمون أبو شوشة يقدم الكتب العلمية بصوته مع استخدام المؤثرات الصوتية للعواصف والبراكين والزلازل والأمواج مع شرح أدبي لشكل النجوم وتطور الحياة على الأرض؛ مع ربط كل هذا بعظمة الخالق في نشأة الأرض وتطور الحياة بها ودمجٍ لأي متغير جوي في الحياة.
قدم كذلك المأمون أبو شوشة مسائل متعددة عن الكرة الأرضية والملح فذكر أن كميته الموجودة في المحيطات تكفي إذا تم استخراجها لتغطية الكرة الأرضية بطبقة من الملح سمكها 45 مترًا.
اقرأ أيضًا
من سيشفع لي .. الله أم رسوله ؟
الأمر ذاته قدمه الدكتور مصطفى محمود بشكل تلفزيوني في برنامج العلم والإيمان منذ بداية السبعينيات وحتى آخر حلقة له بالبرنامج، إذ أنه يعتمد على مواد فيلمية مرئية كونية ويتكلم عنها.
ومثلما تناول برنامج العلم والإيمان موضوعات صحية متعلقة بجسم الإنسان، قدم أيضًا برنامج العلم والحياة في الستينيات إذاعيًا عدة حلقات سردها الصحفي صلاح جلال في مقاله بالأهرام عدد 8 إبريل 1964 م، عدة موضوعات صحية كحلقة تأثير الكعوب العالية إيجابًا على عضلات قدم وساق السيدات.
مفارقة أخرى تربط بين فكرة برنامج العلم والإيمان وبرنامج العلم والحياة، وهو إشراف الدولة على كلاهما مع اختلاف النافذة والرئيس؛ ففي العلم والحياة نجد أنه تم بدعم من الرئيس جمال عبدالناصر واستهل البرنامج جزءًا من خطابٍ رئاسيٍ قال فيه إن الثورة .. كل ثورة .. لا تستحق اسمها إلا إذا اعتمدت الأسلوب العلمي فكرًا وعملاً طريقًا لها؛ هو نفسه وضع برنامج العلم والإيمان الذي اتخذ شعار دولة العلم والإيمان الذي أرساه السادات ليكون هو عنوان البرنامج.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال