عن قصص التبني المؤلمة.. بأي ذنب رُميت؟
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
التبني وكفالة الأطفال تغيرت نظرة المجتمع له بالفترة الأخيرة، وتخيلنا بعدما حقق مسلسل ليه لا؟ شعبية كبيرة وأثر بالإيجاب على زيادة عدد حالات الكفالة والاحتضان بالمنزل أن هذا التأثير سيستمر صعودًا بالإيجاب فقط .
مع الأسف الشديد ككل شيء نفرح من أجله نتفاجىء مع موجة التغيير الإيجابي بقصص صادمة، كهذه القصة التي انتشرت بشكل واسع بموقع تويتر وروتها سيدة تعمل بإحدى دور الأيتام.
وبدأت القصة _على لسان السيدة_ بأن هناك أسرة ما قررت تبني إحدى الأطفال من دار الأيتام وتربت معهم حتى بلغت من العمر ثلاثة سنوات.
وفاجئت هذه الأسرة الدار بقرار غير متوقع بالمرة، وهو إرجاع هذه الطفلة لدار الأيتام من جديد بحجة أن الأم حامل ولن تستطيع تربية الطفلة مع طفلها المنتظر!!!
لم تفكر الأسرة في حال هذه الطفلة المسكينة بعدما وجدت بابا وماما وبيت ينعم بالجو الأسري الطبيعي الذي هو حقها بالنهاية بعدما تخلت عنها أسرتها الأولى ثم تخلت عنها أسرتها بالتبني دون أن تهتز لهم شعرة واحدة .
ومن الواضح أن القصص التي تدور حول إرجاع الأطفال بعد تبينهم أصبحت كثيرة، حيث كشفت نفس السيدة عن طفل آخر قامت أسرة بإرجاعه مرة أخرى لدار الأيتام بعدما تم نفس السن تقريبًا.
ملخص اللي حصل عشان الأشكال الوسخه اللي متخيلة ان الكفالة شئ بسيط واللي بيتأثروا بالمسلسلات ولما يشوفوا الواقع يظلموا اطفال بريئه الناس اللي رجعت البنت دي ميقلوش في وجهة نظري اجراما عن اللي ارتكب غلط ونتج عنه طفل وتخلي عنه ورموه في دار أيتام! pic.twitter.com/P8vAKxLbOd
— Stayhome🇵🇸 (@Nightmareescap) August 19, 2021
ثلاث سنوات هو العمر الذي تم فيه التخلي عن الطفل هو الآخر بعد تبنيه.
ثلاث سنوات يستطيع الطفل نطق كلمة بابا وماما ويعرف أن له بيت يضمه ويحتضنه ويعيش فيه بأمان ولكن يتم سلب منه هذا الأمان بمنتهى السهولة فقط لأن الأسرة غيرت رأيها!
وكانت حجة هذه الأسرة أن الطفل يعاني من مشكلات صحية، فيما قالت السيدة التي تعمل بالدار بالفيديو أن مشكلاته يمكن أن تحل بعملية جراحية وليست حجة لاستبدال طفل أو إرجاعه.
ليه لا؟ من هذا السؤال أخذت السيدة ندى قرار تبنيها للرضيعة وداد
كل طفل بوجه عام معرضًا لأن يصاب بأمراض أو يخضع لعمليات، أو أن تحمل أمه في طفل آخر، ولكن يقال له أن الطفل القادم هو أخوك أو أختك.
يقال له كل الأمور تُحل طالما نحن بجانبك سوف نوفر لك الرعاية الصحية اللازمة. يُقال له هنا بيتك لأننا كبار بما يكفي كي نكون مسؤولين عن قرارتنا خاصة لو متعلقة بروح طفل لا حول له ولا قوة.
اتفضلوا جزء كمان من الفيديو عشان بس تعرفوا ان الناس محتاجة تأهيل نفسي البشرية بقت اوسخ مما نتخيل أسرة عايزة تستبدل طفل بعد التبني واكتشفوا وهو عنده ٣ سنين انه عيان عايزين يستبدلوه!!!! اه زي ما حضرتك سمعت عايزين يستبدلوه!!!!!! pic.twitter.com/AxQvKZNotL
— Stayhome🇵🇸 (@Nightmareescap) August 19, 2021
ولكن يبدو أن الأمور لا تسير مع بعض الأسر التي تقوم باحتضان الأطفال بهذا الشكل،فهناك بعض الأسر تظن أن عملية التبني ما هي إلا لعبة للتجربة.
هناك أسر لا تدرس قرارها بشكل كافٍ إلى الحد الذي يجعلها تغير رأيها أو تطلب استبدال الطفل كأنه قطعة من الملابس أو قطعة من الشطرنج تحركها كيفما تشاء.
لا نعرف حتى الآن ماذا ستكون ردود الأفعال حو ل هذه القصص وهذا الفيديو من وزارة التضامن الاجتماعي، فلابد من وضع قوانين تحمي الأيتام بعد قرار الاحتضان وتطبق.
وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء خاصة لو لم ترحمهم من البداية البطن التي حملتهم تسعة أشعر فلا داعي أن نزيد أوجاعًا على أوجاعهم.
شروط التبني
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال