همتك نعدل الكفة
597   مشاهدة  

عربية الدفا .. قصة مبادرة الأكل والابتسامة وإطعام الخير في الشرقية

عربية الدفا


برهن مشروع عربية الدفا في الشرقية على معاني المعروف والنية الطيبة وحب الخير للغير، فهي مشاعر ومعاني اجتمعت في مبادرة أقل ما توصف بأنها جميلة تبعث على الحب والاطمئنان بأن الخير لا يزال موجودًا لم تمحه العادات السيئة أو تطمس معالمه مظاهر السوء.

اقرأ أيضًا 
رمسيس الثاني يعلق على نقل تمثاله في عربة قمامة بالشرقية

من يتعاطف مع من لا مأوى أو طعام لهم لا يستحق بالطبع سوى الإشادة والشد على يديه بأن يُكمل طريقًا يرجوه الجميع.

نواة فكرة مشروع عربية الدفا

عربية الدفا
عربية الدفا

قبل نحو ست سنوات، وبينما أغلق الجميع أبوابه وتدثر بالبطاطين والأغطية من برد شتاء يناير، كانت هناك تجول بسيارتها بين الشوارع تبحث عمن منعته الظروف من الاحتماء من البرد وقرصاته؛ إذ حملت داخل السيارة عشرات العلب التي تُشبه في شاكلتها تلك التي تستخدمها محلات “الكشري”، لكن ما تحويه العلب كان “عدس”، تلك الوجبة التي عرفها المصريون قبل آلاف السنين واتفقوا فيما بينهم على أنه كلما حضر الطقس البارد فلا مناص من اللجوء للعدس.

العمل في عربية الدفا
العمل في عربية الدفا

أوقفت السيدة سيارتها فجأة بعدما لمحت أحد “المنشودين” لغايتها من الباعة ومن ساقتهم الظروف ليكونوا فريسةً للفقر والحوجة وبرد الشتاء، وأخذت في التوزيع؛ علبة ورغيف خبز لكل بائع أو متشرد أو أي إنسان ساقته الظروف للجلوس والانتظار بالطرقات.

أسرة القائمين على عربية الدفا
أسرة القائمين على عربية الدفا

تكررت الجولات وبدأت “طنط سامية” تضُم فريقها من أسرتها وأصدقاء أبنائها وزوجاتهم وأصدقائهم، في بادرة عرفت طريقها سريعًا إلى قلوب أهل الخير ورواد مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تدشين مجموعة آنذاك عبر “فيس بوك” أخذت تكبر ويزداد عدد أعضائها شيئًا فشيئًا، حتى استقر الجميع على اسم “مطبخ التكية” ليكون بمثابة العنوان للخير وجهوده وبابًا لإطعام كل محتاجٍ أو مغترب.

مطبخ عربية الدفا

من داخل المطبخ
من داخل المطبخ

قدمَّ المطبخ وجباته لأهل الشارع والطلاب المغتربين ممن منعتهم الظروف من الأكل المنزلي، بالإضافة إلى عدد ليس بالقليل من الحالات التي تستحق المساعدة وتأمل في تناول وجبة لا تُسعفها الظروف أو القدرة على إعدادها، وبين كل هذا كان الخير يزداد وبكثرة؛ فالمتبرعون وأهل “التكية” وأصحابها حصلوا على مكان فسيح يضُم بين جنباته مطبخًا ومخزنًا للطعام من البقوليات والسلع الغذائية، ويومًا بعد الآخر عرفت المبادرة طريقها للانتشار وأقبل الجميع عليها يود المساعدة ويُساهم بما يستطيع من أغذية أو سلع.

مرحلة 2020 

إقرأ أيضا
ملابس الشتاء
مطعم سيارة الدفا
مطعم سيارة الدفا

استمرت الفكرة كما هي عليه، لكن بداية العام الجاري شهدت المنحنى التصاعدي الأبرز في الفكرة وشهرتها؛ إذ أطلق الفريق مبادرة جديدة باسم “عربية الدفا” تعمل على إعداد وتجهيز علب العدس والخبز وحزمة من “البصل” إن وجدت، وتوزيعها على المحتاجين، الذين اتسعت دائرتهم لتشمل أولئك الموجودين بأقسام الاستقبال بالمستشفيات المركزية والعامة من مرضى ومرافقين، في رحلة تتسع فيما بعد لتشمل الطرقات والمناطق النائية بالقرى والمراكز والمدن.

سيارة عربية الدفا
سيارة عربية الدفا

السيارة سيارة أحدهم خصصها للمبادرة وفترتها الليلية، والتجهيزات والطعام والمخزن والمطبخ جميعها تبرعات من أصحاب المبادرة ومن تنازلوا عن وقتهم وجهدهم لأجل الخير وإضفاء البسمة على وجوه من أفقدتهم إياها الظروف والبرد.

فريق عربية الدفا
فريق عربية الدفا

وضمَّ الفريق كذلك “ميس مروة” مدرسة اللغة الإنجليزية بمحافظة الإسماعيلية، والتي خصصت واقتطعت أوقاتًا كثيرة أسبوعية لأجل إعداد وجبات من تلك التي تُقدمها المطاعم، على أن يوفرها مطبخ “التكية” للطلاب المغتربين بالمجان، فيما كان نجلها الطفل “مازن” ذو العشر سنوات، أصغر المشاركين ممن يساهمون في تجهيز الخبز وغلق علب “العدس” قبل وضعها في “عربية الدفا”، والتي تنطلق بصورة يومية بقيادة “كريم فودة” صاحب مكتب الديكور، الذي خصص وقته وجزء كبير من حياته للخير ومبادرته.






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان