آرسين لوبين .. حكاية اللص الذي دوخ فرنسا عام ٢٠١٨
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
“أنت مستشاري الفني”
رضوان فايد محادثا المخرج العالمي مايكل مان عند لقاءه في مهرجان فني في باريس
طفل من أصل جزائري من مواليد عام ١٩٧٢ كان يهرب من الفقر وصراعات عصابات الشوارع في أزقة الحي – الذي تسكنه الأغلبية الجزائرية المهاجرة – إلى السينما، يتسلل إليها ويقضي الساعات في عالمها حالما بالغد.
لم يمنعه التسرب من التعليم في منتصف الثمانينات من تطوير ذاته عبر القراءة ومشاهدة السينما، كان يرى نفسه مختلفا فكان عليه أن يقدم نفسه بصورة مختلفة، يتحدث بتهذيب ويراعي كل قواعد الاتيكيت حتى عندما قرر تنفيذ عمليته الكبرى الأولى في ٩٨ .
“أستوحيت عمليتي الأولى لسرقة البنك من فيلم Heat”
رضوان فايد متحدثا عن سرقته الكبرى الأولى
تعود رضوان أن يقتحم السينما دون أن يدفع تذكرتها وفي نهاية مراهقته كان يقتحم محال البقالة الصغيرة، لكن في ٩٨ قرر أن يسرق بنكا ونجح لكن تم القبض عليه بعد وقوع أحد شركائه ليقضي داخل السجن ١١ عاما فر خلالها مرتين وأعادته الشرطة قبل أن يخرج بنظام عقابي يسمح بالإفراج المشروط للمجرمين الذين عبروا برنامج تأهيلي.
خرج رضوان هذه المرة وفي يده كتابا خطه في السجن، ليتحول خلال عامين لنجم عقب نشر مذكراته حول الطفولة الصعبة للمهاجر الجزائري في باريس وخلال استضافته في القنوات الفضائية كان حريصا على أن يؤكد في كل لقاء أنه تاب عن السرقة تماما ولن يعود لها.
“لابد من الحذر معه دائما، ففكرة الفرار لا تغادر ذهنه أبدا، على الرغم من سلوكه، فهو مؤدب جدا، ولكنه يخفي ما يخطط له”.
حارس سجن فايد متحدثا عنه
لم يتخل رضوان فايد أبدا عن عصابته المسلحة التي بدأت معه عام ١٩٩٠ كما لم يتخلى عن عشقه للمثل آل باتشينو واللص آرسين لوبين، لهذا يحيا حياته على طريقة أفلام الحركة الأمريكية، ويصرف أمواله على عصابته وولده الوحيد وكذلك بعض فقراء الحي الذي نشأ فيه.
عاد للسجن عام ٢٠١١ لمخالفته شروط الإفراج بلقاء رجال عصابته دوريا، ليفر من السجن عام ٢٠١٣
خلال نصف ساعة من سجن ليل سكيدان بعدما أخذ أربعة من حراسه رهائن ودروعاً بشرية. وفجر خمس أبواب قبل أن يصل إلى سيارة كانت تنتظره. واستمر هروبه بضعة أسابيع.
عاد بعدها ليواجه حكما جديدا لجريمة ارتكبها عام ٢٠١٠ ولم يتم الكشف عنها سوى في ٢٠١٣ ليضاف له ١٨ عاما بتهم التخطيط لسرقة، قتلت فيها الشرطية أوريلي فوكيه.
ثم يحصل على حكم أخر بالسجن المؤبد عام ٢٠١٧ لقضايا سرقة مسلحة أخرى.
اللص الكاتب آرسين لوبين
اسم شهرة رضوان في الشرطة الفرنسية
وفي صباح أحد الايام ذهب رجل من عصابته القديمة ومعه ابنه، إلى ناد للطيران، في منطقة فونتني تريزينيي، من أجل أخذ دروس للمرة الأولى.
وقال الطيار، ستيفان بي للإذاعة الفرنسية إنه التقى الشخصين مرة أو مرتين من قبل، ولكنه لاحظ أنهما يعرفان الكثير عنه وعن الطائرة، وطلبا طائرة مروحية بعينها، وتم رفض طلبهما لأنها غير مناسبة للمبتدئين، ولكنهما أخذا رهينة وتعرضت عائلته للتهديد الفوري من طرف رجال أخرين في الوقت ذاته.
وتوجهت الطائرة إلى حقل لأخذ شريك ثالث، وطلب من ستيفان بي أن ينفذ الأوامر تحت التهديد السلاح.
وكان فايد في بهو الانتظار بسجن “سود فرانسيليان” مع أخيه عندما حطت الطائرة في ساحة السجن، الذي لم يكن مجهزا بنظام مضاد للطائرات.
وفي منتصف النهار استعمل رجال العصابة قنابل دخان لدى اقتحام السجن، بينما بقى بعضهم مع الطيار أمام الطائرة في الخارج.
وبعد إقلاعهم توجهت الطائرة بهم إلى منطقة جونيس، وتركوا الطائرة هناك، واستقلوا سيارة كانت تنتظرهم عثر عليها محترقة. وعثر على سيارة أخرى استقلوها محترقة في منطقة واز، شمالي باريس.
ووصفت بلوبيت العملية بأنه “فرار استعراضي” يشبه ما كان يفعله آرسين لوبين ، وقالت إن المجموعة ربما استعملت طيارات بلا طيار لمراقبة السجن.
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال