الماء يغلي أسرع على قمة جبل إيفرست

التسلق إلى قمة جبل إيفرست هو واحد من أكثر المساعي شراسة التي قام بها البشر. للقيام بمحاولة مناسبة لتسلق الجبل يتطلب على الأقل سنة من التدريب وبعد ذلك بمجرد أن تكون على الجبل يستغرق شهرين للوصول إلى القمة. نظرًا للنفقات والطاقة التي تستثمر عادة للوصول إلى القمة، المتسلق لا يمكن أن يكون مصدومًا بسبب الرغبة في كوب ساخن من الشاي أو القهوة لإعطائهم الطاقة التي يحتاجونها لإعادتهم إلى معسكر القاعدة.

لكن إذا بقى متسلق الجبال على القمة (وهو ما لا يوصى به) فإن حاول إعداد مشروب ساخن سوف يجد شيئًا غريبًا. المياه سوف تغلي أسرع مما كان متوقعًا. ولو احضر معه معهم مقياس الحرارة، لرأى أنه بدلًا من غليان الماء عند درجة حرارة 100 درجة مئوية فإن الماء يغلي عند 70 درجة فقط.

بشكل مبسط الغليان هو عندما يتغير أي سائل من سائل إلى غاز لكن دعونا نتعمق في هذا الأمر قليلًا. هناك متغيران يؤثران على نقطة غليان السائل: ضغط البخار والضغط الجوي.

ضغط البخار هو مثل الضغط الداخلي للسائل الذي يتبخر. لأن جزيئات الماء تنجذب بقوة لبعضها البعض فإنها لا تريد بشكل خاص أن تتبخر وبالتالي الماء لديه ضغط بخار منخفض. الضغط الجوي هو حرفيًا وزن كل الهواء فوقنا. هذا الوزن يضغط جزيئات السائل مما يجعل من الأصعب على الجزيئات النشطة أن تتحول من سائل إلى غاز.

الحرارة تزيد ضغط البخار في السائل. إذا تم تسخين سائل إلى النقطة التي يكون فيها ضغط البخار هو نفس الضغط الجوي، تبدأ الجزيئات المبخرة في تشكيل فقاعات وتطفو على السطح. هذا هو الغلي.

الضغط على جبل إيفرست هو حوالي ثلث الضغط على مستوى سطح البحر وبالتالي فإن درجة الحرارة اللازمة لغلي أي سائل هو أقل مما قد يكون عليه في الشاطئ. لسوء الحظ لمتحمسين الشاي أو القهوة هناك، لن تكونوا قادرين على شرب مشروبكم. واحدة من خصائص غليان السوائل هي أنها تحافظ على درجة حرارة ثابتة نسبيًا كما أن 70 درجة ليست ساخنة بما فيه الكفاية لشرب القهوة أو الشاي.

الارتفاع يمثل جميع أنواع المشاكل التي ينبغي لأي عاطش على ارتفاع عال أن يكون على علم بها. تتوسع الغازات أكثر، لذا يميل العيش والكعك إلى الارتفاع أكثر مما هي عليه عادة. ولأن السوائل تتبخر عند درجات حرارة أقل، فإن الوصفات على ارتفاعات عالية تحتاج إلى المزيد في الوصفة لمنع التجفيف المفرط.

إقرأ أيضا

عندما كاد إلفيس أن يسبب ضربة شمس لطاقمه محاولًا إثبات أن لديه قوى خارقة

كما تحصل أشياء غريبة حقًا على الكواكب الأخرى. على المريخ، الضغط الجوي هو حوالي أربع مرات أقل من ذلك على ايفرست. الماء هناك سوف يغلي عند 4- درجات مئوية لكن مع متوسط درجة الحرارة 63- درجة سوف تغلي فقط في الأيام الحارة حقًا. الضغط الجوي على الزهرة، من ناحية أخرى، هو أكثر من 90 مرة من الضغط الجوي على الأرض. الماء على الزهرة سيغلي عند 300 درجة تقريبًا لكن مع متوسط درجة الحرارة 464 درجة، الماء سيتبخر قبل أن تشربه.