تحريم الفنون .. بين نجومية الشيخ الشعرواي وعادل إمام

عادل إمام والشيخ متولي الشعراوي نجمان من ألمع النجوم على المستوى العربي والمصري.فالأول ممثل كوميدي والآخر أحد الدعاة المشهورين، تجمع بينهما جاذبية كبيرة تجمع الملايين حولهما، فلكل منهم أسلوبه التمثيلي الذي يخاطبان به الجماهير

نقل الرئيس الراحل محمد أنور السادات الشيخ الشعرواي من العمل الإداري في الأزهر إلي العمل كوزير للاوقاف في الحكومة التي وافقت على اتفاقية كامب ديفيد، ومن بعدها ظل على يمين الحكومة حتى وهو خارجها، كما ساعدته على الشهرة الحلقة التلفزيونية الأسبوعية التي يقيمها وتُباع إلى دول عربية عديدة، فأصبح أيضًا من المليونيرات عصر إنفتاح السادات

وببساطته وأسلوبه الذي يقترب به من العامة استطاع ان يسحب البساط من تحت أقدام الجماعات الدينية في تلك الفترة

في عام 1988 تقريبًا، حلت قضية الفن حلال أم حرام؟ على سطح الحياة المصرية، وأعلنت بعض الجماعات الإسلامية بعض الفتاوي التي تعتبر الموسيقى صوت الشيطان والمسرح رجس والغناء عورة والفنون التشكيلية من الوثنية بالإضافة إلى ان الادب غواية الكافرين

وفي الصعيد تصاعدت الأحداث واقتحمت الجماعات الإسلامية المركز الثقافي في احدى قرى اسيوط ومنعوا الدولة من تمثيل احدى المسرحيات. وقام الكتاب المصريون والفنانون بحملة شعبية عبروا فيها بآرائهم فقط عن رفضهم لتلك الممارسات

لكن الفنان عادل إمام فاجىء الجميع، وأعلن من خلال جريدة المصور (29/4/1988) انه قرر عرض مسرحية (ميراث الريح) بقرية كودية الاسلام، التي منعت فيها الجماعات الإسلامية العرض المسرحي، وكانت المسرحية تعرض صراعًا بين استاذ يشرح نظرية التطور لداروين وبين بعض الطلاب المتعصبين، كما أعلن انه يريد أن يقدم عرضًا مشابهًا في جامعة أسيوط، يشاركه فيه الطلاب

وظهر الشيخ متولي الشعراوي وسط كل هذا الضجيج، ليعلن عن موقفه بمشاهدة عرض مسرحي (دماء على أستار الكعبة)، بالإضافة إلى إدلائه بتصريحات لجريدة أخبار اليوم (23/4/1988)  حول الرقص، واعتبره ليس فنًا، وهو ما إلا اهتزازات في الجسم بشكل خاص، وهو ما يثير الغرائز. كما قال ان رقص البالية اسوأ من الرقص الشرقي، والاسوأ منهما مراقصة الرجال للنساء، وعندما سُأل عن السينما قال: عندما اشاهد سيدة متزوجة بالفعل ولها اولاد في الحقيقة ثم اشاهدها وهم يعقدون لها على شخص آخر..ايه ده..ايه ده؟ ثم قال: هؤلاء الذين يبحثون في الغناء فارغون، ولو انهم عرفهم لهم ربًا وعاشوا معه بالفكر فقط لأغناهم عن فراغ يريدون ان يشغلوه

إقرأ أيضا

قصة صراع أصحاب المخابز مع صناع فيلم الفرن “حُوِّلت القضية للمحكمة”