موسيقار الأجيال (20) ألحان محمد عبدالوهاب لغيره من المطربين والمطربات
-
أحمد كريم
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
أهلا بكم أعزائي القراء في الحلقة العشرين من قصة موسيقار الأجيال النابغة محمد عبدالوهاب، وكنا قد انتهينا في اللقاء السابق عند إسهامه في ميدان المعزوفة الموسيقية، وفي هذه الحلقة سنتحدث عن ألحان محمد عبد الوهاب لغيره من المطربين والمطربات الذين عاصروه.
ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب لغيره من المطربين والمطربات
لم يقصر الأستاذ محمد عبد الوهاب ألحانه وفكره الموسيقي العميق على نفسه فقط، بل قدم العديد من الألحان الخالده للكثير من المطربين والمطربات الذين عاصروه، فاستفادوا كل الاستفادة من ألحانه وخبرته تماما كما استفادوا من غنائه ومنهجه في التجديد والتطوير الموسيقي في ميادين القوالب الغنائية المختلفة، فقد تربت أصوات كثيرة من أهل الغناء في مصر بل والوطن العربي كله على أنغام الموسيقار محمد عبد الوهاب وألحانه وغنى من ألحانه العديد من المطربين والمطربات منهم: محمد عبد المطلب وفاطمة سري ونجاة علي ورجاء عبده وليلي مراد وليلى حلمي وعبد الغني السيد وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وشادية وصباح ووديع الصافي وشهرزاد ونور الهدى وسعد عبد الوهاب ووردة الجزائرية وفيروز وياسمين الخيام وسوزان عطية ومحمد ثروت وتوفيق فريد وغيرهم، كذلك تعانق فن وفكر الأستاذ محمد عبد الوهاب مع فن كوكب الشرق ام كلثوم في فبراير من العام 1964م في رائعتهما انت عمري وتوالت بعدها الروائع التي سنتحدث عنها بعد قليل.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تبنى محمد عبد الوهاب العديد من الأصوات وأخرجها للنور وساعدها على أن تشق طريقا في مجال الفن، ومن الأصوات التي تبناها الأستاذ محمد عبد الوهاب وقدمها بنفسه للمستمعين محمد أمين ورؤوف ذهني، كذلك قدم جلال حرب في فيلم الحب الأول، ليس ذلك فحسب، فمن قبل ذلك الوقت بكثير كان مجرد التعاون والعمل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب بمثابة ختم جودة وجواز مرور إلى مجتمع أهل الفن من المطربين والممثلين.
حول هذا المعنى يقول الأستاذ كمال النجمي في كتابه مطربون ومستمعون:
إن منتجي الأفلام السينمائية الغنائية كانوا في أول عهد السينما في مصر لا يفكرون إلا في محمد عبد الوهاب وأم كلثوم كأبطال لأفلامهم دون التفكير في غيرهم، إلا أن ظهور نجاة علي مع محمد عبد الوهاب في فيلم دموع الحب سنة 1935م، هيأ لها الظهور بعد ذلك في أفلام أخرى، فظهرت مع المطرب عبد الغني السيد في فيلم شيء من لا شيء، ثم ظهرت المطربة ليلى مراد مع محمد عبد الوهاب في فيلم يحيا الحب سنة 1938م ولاقت نجاحا كبيرا، وبذلك انضمت إلى مجموعة المطربين والمطربات المعتمدين لدى منتجي الأفلام الغنائية وشركائهم، كذلك عندما ظهرت المطربة رجاء عبده مع محمد عبد الوهاب في فيلم ممنوع الحب وغنت معه ومن ألحانه وعرفتها الجماهير انضمت هي الأخرى إلى تلك المجموعة الثمينة، وفيلم تلو الآخر ولحن تلو الآخر أصبحت أفلام الموسيقار محمد عبد الوهاب الغنائية معهدا لتخريج المطربات وإعطائهن شهادات تفتح لهن أبواب العمل.
أما الدكتور فيكتور سحاب فقد علق على هذه المسألة قائلا:
في الواقع كانت ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب في السينما وخارجها بمثابة جواز مرور إلى الشهرة في كل مراحل حياة الموسيقار الكبير، فكان المطرب أو المطربة إذا لحن له محمد عبد الوهاب بلغ ذروة شهرته، إلا أنها كانت شهرة مرهونه بتلحينه، فقد كانت تلك الشهرة تنكفيء حالما يكف محمد عبد الوهاب عن التلحين له أو لها في معظم الحالات، وهذا كان حال نجاة علي ورجاء عبده ومحمد أمين وجلال حرب ونور الهدى وعبد الغني السيد وسعد عبد الوهاب على وجه الخصوص، وتلك كانت إلى حد كبير حال ليلى مراد وصباح ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد، إذ بلغت شهرتهن الذروة في أغنيات لحنها لهن الموسيقار محمد عبد الوهاب، ثم انطفئت شهرتهن بعد ذلك في ألحان غيره، لذلك كان لا بد للفنان من أن تكون له شخصية فنية فذة وقوية حتى ينجو من حكم ما يمكن أن نسميه بالاحتكار الفني مثل كوكب الشرق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد المطلب.
بعد أن توقف الموسيقار محمد عبد الوهاب عن الغناء بعد عام 1962م، صرف كل جهده واهتمامه إلى التلحين للمطربين والمطربات الذين عاصروه وعلى وجه الخصوص كوكب الشرق أم كلثوم ومن بعدها الفنانة وردة الجزائرية وغيرهما على ما سيأتي، على أن ربط فكرة التلحين بذلك التوقيت إنما لتوضيح فكرة تفرغ محمد عبد الوهاب لمهمة التلحين لغيرة بعد توقفه عن الغناء، لأن محمد عبد الوهاب فعلها قبل ذلك بكثير سنة 1927م عندما لحن أوبرا كليوباترا.
وفيما يلي بيانا بألحان الأستاذ محمد عبد والوهاب لغيره من المطربين والمطربات، وسنذكر كل ألحانه لأم كلثوم باعتبارها عشرة أعمال فقط، وباقي المطربين سنذكر بعض ألحانهم فقط:
ألحان محمد عبد الوهاب لأم كلثوم:
لحن الأستاذ محمد عبد الوهاب عشرة أغنيات لكوكب الشرق أم كلثوم هي:
انت عمري سنة 1964م، إنت الحب سنة 1965م، أمل حياتي سنة 1966م، فكروني سنة 1966م، هذه ليلتي سنة 1968م، دارت الأيام سنة 1970م، أغدا ألقاك سنة 1971م، ليلة حب سنة 1972م، وأغنيتين وطنيتين هما: على باب مصر سنة 1964م، وأصبح عندي الآن بندقية سنة 1969م.
ألحان محمد عبد الوهاب لعبد الحليم حافظ:
غنى المرحوم عبد الحليم حافظ من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب أغنيات كثيرة نذكر منها: توبة، إيه ذنبي إيه، أنا لك على طول ، عشانك يا قمر، أهواك واتمنى لو أنساك، ظلموه، عقبالك يوم ميلادك، يا قلبي يا خالي، فوق الشوك، قل لي حاجة، فاتت جنبنا، الله يا بلادنا الله، يا حبايب بالسلامة.
ألحان محمد عبد الوهاب لليلي مراد:
علاوة على ما غنته ليلى مراد من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلمي يحيا الحب، وغزل البنات، غنت كذلك من ألحانه، حيران في دنيا الخيال، ياللي غيابك حيرني، يا ليل سكونك حنان، الشاغل والمشغول، دوس عالدنيا، اسكتش اللي يقدر على قلبي، يا سامعين صوتي.
ألحان محمد عبد الوهاب لنور الهدى:
إضافة إلى أغنيات فيلم لست ملاكا غنت نور الهدى من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب واحدة من أجمل ما غنت في حياتها وهي أغنية الدنيا ساعة وصال سنة 1945م، وقولوا لشاكي الهوى سنة 1953م، ودور إن كان فؤادك الذي قلنا في الحلقات السابقة أن محمد عبد الوهاب كان قد سجله ولكنه فُقد.
أما صباح فقد غنت من ألحانه:
يا ورد يا زرع إيدي، حبيتك يا اسمك ايه، كانوا ياخدوا نور عيوني، من سحر عيونك ياه، سنة حلوة يا جميل، عالضيعة، كرم الهوى، كل ما بشوفك، جاري أنا جاري
أما نجاة الصغيرة فقد غنت من ألحانه:
دلوقت أو بعدين، أما غريبة، آه بحبه، شكل تاني، القريب منك بعيد، عاليادي، إلا انت، آه لو تعرف، مرسال الهوى، دبنا يا حبايبنا، متى ستعرف.
أما فايزه أحمد فقد غنت من ألحانه:
حمال الأسية، بريئة بريئة، وأغنية ست الحبايب التي أحبتها كل الأجيال وباتت أيقونة في الغناء العربي، تهجرني بحكاية، خاف الله، تراهني، بصراحة.
أما وردة الجزائرية فقد غنت من ألحانة:
خد قلي وعيوني وروحي، اسأل دموع عنيا، لولا الملامة، في يوم وليلة، أنده عليك، بعمري كله حبيتك، لبنان الحب، ومصر الحبيبة.
اقرأ أيضًا
حلقات سلسلة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب
وعلاوة على ما سبق من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فإنه يضاف لمحمد عبد الوهاب إسهامه في الأغنية العربية في لبنان، كلحنه الوحيد للمرحوم وديع الصافي عندك بحرية يا ريس سنة 1973م، وألحانه الثلاث لفيروز” سهار سنة 1960، وسكن الليل سنة 1967م، ومر بي يا واعدا سنة 1968م.
وإلى هنا أعزائي القراء نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة على أن نكمل مسيرة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في لقاءات قادمة إن شاء الله، دمتم في سعادة وسرور.
الكاتب
-
أحمد كريم
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال