ناقدو حفلات التخرج.. لوموا أنفسكم أولاً
منذ أكثر من أسبوع وتحديدًا وقت أن خرجت الفتاة النوبية شادن التي رقصت على المسرح وهي في طريقها لاستلام الشهادة زاد الحديث على فعلها وأمثال ما يقوم به الطلاب بل وحفلات التخرج بوجه عام بشكل مبالغ فيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
في الحقيقة لا أرى اختلاف على حفلات التخرج فهي ليست وليدة اليوم بل يحتفل بها الطلاب منذ عشرات السنوات بمناسبة الإنتهاء من مراحلهم الدراسية، إلا أن الجدل يدور حول تطور مظاهر الاحتفال بها الذي شهد تغييرًا عبر الوقت وأصبحت بدلاً من أن تقام في الجامعة أغلبها يقام في المسارح والقاعات، ومعها يوضع برنامج للطلاب يوضح نظام الحفلة من تشغيل أغاني وتكريم على المسرح وتصوير وما إلى ذلك..
ولعل ما كان يقع أمامي من تعلقيات وآراء كانت جمعيها معارضة لما يقوم به الطلاب وقت تخرجهم وأعني الرقص وبالأخص للفتيات أثناء استلمهم الشهادة أو أسفل المسرح مع زملائهم كمثل ما حدث قريبًا باعتبار أنها أولاً فتاة ومن العيب أن ترقص على المسرح وتتمايل مع زملائها أمام الكاميرات والحاضرين، وثانياً عدم احترام برقصهم هذا أستاذ الجامعة الذي يجلس ليسلمها الشهادة، فالوقوف أمامه له احترامه وتقديره.
ولكن دعونا نفكر بشكل منطقي فالموضوع يجبرني على طرح سؤال وهو هل الطفل إذا تعلم ترتيب غرفته منذ صغره أو تناول الملعكة لأكل المكرونة مثلاً بطريقة جيدة التعلم سيشب على الإهمال وعدم التنظيم؟..
هنا أشبه هذا الموقف بما يدور حوله الخلاف.. العيب ليس على الطلاب بل في التعلم ذاته لا التفوه وإلقاء بعض الكلام على الطلاب أو إضافته في مادة غير مضافة للمجموع النهائي الذي يذاكرها أغلب الطلاب في ليلة الامتحان.
بطبعنا ماهرون في التحدث واستعادة القيم والأصول والتربية.. ونحن لا نحاسب ولا نرى أنفسنا أولاً.. لا تلوموا الطلاب بل لوموا أنفسكم.. واستعيدوا طريقة التعلم المعرضة للإهمال من قبل العديد من المعلمين الذي كل همه في الحصة أن يلقي الدرس على الطلاب وعينه على المعاد الذي سينتهي فيه الشهر للحصول على المرتب دون أن يعلم كيف يلقيه.. دون أن يعلم كيف يحبب الطالب في الحديث الذي يقوله.. دون أن يعرف كيف يتواصل بشكل جيد مع الطالب بعيداً عن أساليب العنف التي لا تخلوا منها المدارس..
اقرأ أيضًا.. المنح الأجنبية.. ومكاتب الدراسة التي تبيع الهواء للطلاب بالدولار