همتك نعدل الكفة
782   مشاهدة  

شادية وقصة حب داخل أغلى خطاب.. عن حبيبها الذي استشهد في حرب 48

شادية
  • محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.

    كاتب نجم جديد



داخل أحد عقارات طوسون باشا على أرض شارع شبرا، خرج طفل صغير من شرفة منزلهم أو ربما كانت مجرد نافذة، علق رقبته لساعاتٍ ناظرًا لأعلى في انتظار خروج حبيبته ابنة الـ 13 ربيعًا، تلك التي تشبه الملائكة في ابتسامتها الصافية، لكنها لم تسكن السماء، بل سكنت الدور الخامس من العقار نفسه، الطفلة كانت تُدعى فاطمة أحمد شاكر أو دلوعة السينما المصرية شادية .

قصة حب طفولية تبدأ سريعًا وتنتهي سريعًا؛ لم تعرف الاكتمال كمعظم قصص حب الطفولة التي نعرفها جميعًا، ومن الذي لا يحب شادية؟

الحب الأول

الحب الأول في حياة شادية كما روت هي في حوار نشرته روز اليوسف 1976، جاء بعد أربعة أعوام من عمر الـ 13، ذلك الرقم الذي شهد أيضًا مشاركتها بأولى أفلامها “أزهار وأشواك”.

تبدأ القصة داخل حفل زواج أحد أبناء الجيران، فمن بين الحضور جميعهم تقع عينا شادية على شاب أسمر وسيم ينظر إليها في إعجاب شديد، تشعر أن نظراته تخترق قلبها وتبادله نفس النظرات. تُوحي لسيدة بجوارها أن تطلب منها الغناء، تقف الفتاة وتغني لأم كلثوم “غلبت أصالح روحي” لتُبهر الجميع بصوت عذب يحمل من الحياة وخفة الظل الكثير.

بمجرد أن ينتهي الحفل يأتي الشاب إليها ويعبر عن إعجابه بها وبفنها، ثم يرحل من دون أن تعلم أي معلومة عنه ولو اسمه.

“نظراته اخترقت قلبي.. لم نتكلم كثيرًا وافترقنا سريعًا ولم أعرف طعم النوم في هذا اليوم فصورته لم تفارق خيالي… رحل دون أن أعلم هل سألتقيه مرة أخرى أم لا”.

تمر الأيام ويأتيها أول خطاب منه، يعرفها بنفسه؛ طالب في السنة الأخيرة بالكلية الحربية، من أبناء الصعيد، وتتوالى الخطابات التي يعبر فيه عن حبه لها منذ أن رأها في الحفل، ويطلب مقابلتها في القاهرة.

توافق شادية على مقابلة الشاب التي أعجبت هي الأخرى به وبوسامته -كما وصفت- وتقرر أن تعيد إليه كافة الخطابات التي أرسلها إليها عن طريق بريد صديقتها، فيظن أنها لا تبادله نفس المشاعر، حتى توضح له أنه مجرد إجراء لحمايتها من غضب أسرتها.

“كانت مشاعري نحوه قوية جدًا.. كنت شاردة دائمًا ومرتبكة وطال صمتي”.

أيام أخرى تمر وشرود الفتاة التي ستصبح معبودة الجماهير يزداد، حتى يرسل الشاب الأسمر خطابًا إلى والدها يطلب فيه الزواج منها، ويطالبها باعتزال الفن الأمر الذي رفضت بسببه الزواج من رجالٍ كثيرين، لكن على غير المتوقع وافقت هذه المرة على الابتعاد عن الفن فقط لتكون مع حبيبها.

“كنت أحضر له الكلمات وأنساها بمجرد أن نلتقي.. أريد أن أعيش معه ولو داخل كوخ.. أن أكون دائمًا بجواره حتى لو سيحرمني الأمر من تحقيق أكبر آمالي الفنية التي بدأت الاقتراب”.

إقرأ أيضا
شادية

شادية ووداع مؤلم

في أثناء حرب 1948 جاء حبيب شادية الأول ليودعها قبل أن يذهب لميدان القتال في حرب فلسطين 1948، ظلت ابنة الـ 17 عامًا تبكي حبيبها وكأنها لن تراه مرة أخرى، وبالفعل استشهد حبيبها الأول.

لفترة ليست بقليلة ظلت الكوابيس تطاردها كلما نامت؛ ترى وجه حبيبها وجسده ملطخ بالدماء، تلعن الخونة أصحاب صفقة السلاح الفاسدة؛ لأنهم أرسلوا حبيبها إلى الحرب، تلعنهم كلما مرت بجوار قصر عابدين.

كلما اشتاقت إلى صوته تشغل شريطًا صوتيًا يجمع بينهما -سجلته له قبل رحيله- لم يساعدها على اجتياز هذه المحنة التي تركت أثرًا لا يُنسى في حياتها، سوى دعم أسرتها والانشغال بالفن.

“تحول صدر أمي إلى بحرٍ من الدموع.. دموعي الحزينة على حبيبي.. تحطمت أحلامي شعرت أن قلبي يتمزق وينزف دمًا. . لقد قتلوا حبيبي وذهب ضحية للخيانة والصفقة الفاسدة”.

الكاتب

  • شادية محمد الموجي

    محمد الموجي ممثل وكاتب مصري، تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل بعدد من المؤسسات الإعلامية بينهم قناة أون تي في ووكالة أونا للأنباء وموقع إكسترا نيوز وموقع كسرة والمولد، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج.

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان