همتك نعدل الكفة
60   مشاهدة  

عن قصة إرسال الأطفال عبر البريد قديمًا

إرسال الأطفال عبر البريد


في شهر يناير من العام 1913، اعتمد مركز البريد الأمريكي خدمة الطرود البريدية، ليسمح بذلك نقل الأشياء التي لا يتجاوز وزنها الـ 4 أرطال وذلك مقابل ثمن بخس، نتيجة الأسعار الباهظة التي كانت تتطلبها شركات الخاصة بنقل الطرود من منطقة لأخرى.

ولكن المواطنين في أمريكا تلاعبوا بتلك الخدمة وقاموا باستغلالها على أكمل وجه، وذلك عبر قيامهم إرسال العديد من الأشياء الغربية عبر البريد كالبيض والدجاج والإسمنت والحديد، وغيرها لدرجة أن الأمر وصل إلى حد نقل الأطفال عبر البريد وذلك توفيرًا لتذكرة القطار والتي كانت باهظة بالنسبة لثمن البريد.

كانت بداية نقل الأطفال عبر البريد، بعد فترة قصيرة من اعتماد تلك الخدمة، ففي ولاية أوهايو الأميركية والتي شهدت أول عملية إرسال للأطفال عبر البريد، حيث قرر زوجان على إرسال ابنهما الذي يبلغ وزنه 11 رطلًا نحو منزل جدته على بعد ميل واحد مقابل 15 سنتا كثمن للطوابع البريدية، ونحو 50 دولارا كتأمين.

إرسال الأطفال عبر البريد
إرسال الأطفال عبر البريد

بعد نجاح تلك العملية، نقلت العديد من الصحف الأمريكية هذا الخبر الفريد، ما دفع العديد من المواطنين الأمريكيين بالقيام بتلك الخطوة وذلك نظرًا لسرعة البريد في نقل الأطفال لتشهد ولاية بنسلفانيا ثاني عملية إرسال للأطفال تكلفت حينها 45 سنتًا وتكفل بها ساعي البريد جيمس بيرلي.

ومع تعدد حالات إرسال الأطفال، كانت حادثة الطفلة ماي بييرستورف هى أشهر قصة لإرسال الأطفال عبر البريد عرفتها الولايات المتحدة الأميركية، ففي العام 1914 قامت إحدى العائلات في ولاية إيداهو بإرسال ابنتها “ماي” البالغة ستة سنوات إلى منزل جدتها وذلك على بعد 73 ميلًا مقابل طوابع بريدية بلغ ثمنها 53 سنتًا ألصقت إلى معطفها ومن أجل نقل الفتاة بسرعة اعتمد ساعي البريد على القطار.

بعد تلك العملية انتشرت تلك الظاهرة كالنار في الهشيم حيث أصبح الكثير من الأمريكيين يفكرون في إتخاذ تكل الخطوة ليأمر على الفور المشرفون على البريد الأميركي بوقف عمليات إرسال البشر عبر الطرود البريدية.

ولم تكن انتشار قصة “ماي” سبب في إصدار أمر بوقف عمليات إرسال البشر عبر الطرود البريدية فقط بل كانت سببًا في إلهام قصة ماي بييرستورف الكاتب الأميركي Michael O. Tunnell والذي لم يتردد في تحويلها إلى رواية للأطفال.

إرسال الأطفال عبر البريد
إرسال الأطفال عبر البريد

وعلى الرغم من صدور قرار وقف عمليات إرسال البشر عبر الطرود البريدية إلا أن الكثير من الأمريكيين واصلوا القيام بتلك الخدمة ففي العام 1915، أقدمت امرأة من ولاية فلوريدا على إرسال ابنتها البالغة من العمر ست سنوات عبر البريد نحو منزل والدها بولاية فرجينيا مقابل ما قيمته 15 سنتا فقط من الطوابع البريدية.

إقرأ أيضا
المسجد الأقصى

ليصبح عام 1915 هو أخر عام يشهد عملية نقل الأطفال وذلك بعد قيام عائلة من ولاية كنتاكي على إرسال الطفلة مود سميث ذات الثلاث سنوات نحو منزل والدتها المريضة على بعد 40 ميلًا.

إقرأ أيضًا.. عندما سقطت كرة النار من السماء في كيكسبرج

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان