همتك نعدل الكفة
635   مشاهدة  

“مدفع رمضان نموذجًا” حين تكون الصدفة بطلة الأحداث في التاريخ

مدفع رمضان
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



على الرغم من اختلاف الثقافات بين الأجيال و صراعات التطور المستمر بين  آليات التواصل والإخبار، لكن مدفع رمضان يدلل على أن هناك موروثات تحمل في طيها ملامح الزمن بكل تفاصيله الراسخة في النفوس العابرة خلال الأزمنة  التالية.

اقرأ أيضًا 
هذا التقرير سيجعلك تدمع شجنًا أو تبتسم ارتياحًا “شريط حياتك سيمر هنا”

مدفع رمضان يمثل على أنه من الإرث القديم الذي لا زال حتى الآن يرتبط ارتباطًا نفسيًا بأجواء الشهر الكريم، ويظل الصائمون يترقبون وقت إطلاق دانته ولا يشعرون بفرحه الإفطار إلا به.

عندما تكون الصدفة قادرة على تكوين العادات وتسطير التاريخ

مدفع رمضان

تحديد أصل وبداية ذلك الموروث المصري يصعب التوصل إليه لتعدد الروايات لهذا الرمز الرمضاني الشهير، وما يذكر أن هناك ثلاث رويات ذكرت في كتب التاريخ تحكى قصه بداية مدفع شهر رمضان.

مسجد خوشقدم
مسجد خوشقدم

طبقا للرواية المذكورة في كتب التاريخ فإن بداية مدفع رمضان كانت عن طريق صدفة بحتة حدثت فى عصر دوله المماليك «الشراكسة» وبالتحديد في عهد الوالي المملوكي خوشقدم، حيث تلقى هدية من ألمانيا سنة 1465 م وكانت عبارة عن مدفع.

ما حدث أنه مع غروب شمس اليوم الأول من شهر رمضان سمع المصريون دوي دانة المدفع التي نتجت عن تجربة الوالي المملوكي، فظن المصريون أنها طريقة جديدة للإعلان عن موعد الإفطار من الوالى فاستحسنوا هذا التقليد الجديد.

محمد علي باشا
محمد علي باشا

أما الرواية الثانية فلا تختلف كثيرًا عن سابقتها، لكنها حدثت في عصر مؤسس مصر الحديثة محمد علي باشا، وتقول القصة أن الباشا أراد تجربة أحد المدافع القادمة من ألمانيا وكان موعد تجربتها في وقت غروب أول يوم من شهر رمضان وقرر استمراره بعد أن لقي القبول لدى المصريين.

إقرأ أيضا
حسن الصباح وقتل ابنه
الخديوي إسماعيل
الخديوي إسماعيل

بينما الرواية الثالثة فتعد من أشهرهم على الإطلاق واتفقت ضمنيًا مع فكرة الصدفة البحتة التي قادت المصريين لمعرفة مدفع رمضان ودارت احداثها كالآتي، أنه في عصر الخديوى إسماعيل ساق القدر جنوده ليصادف موعد تنظيف المدافع الحربية الموجودة في القلعة قبيل وقت الغروب في شهر رمضان فانطلقت منه قذيفة بالخطأ مقترنًا مع وقت الافطار وحين سمع المصريون الصوت اعتقدوا أن هذا تقليدًا حكوميًا جديد قرره الخديوي، وبعد أن استحسن الناس هذا الإعلام أعجبت فاطمة نجلة الخديوي إسماعيل بهذا وبعد أن انتهت من التفكير في كيفية تحويل تلك الصدفة القدرية إلى طقس رمضاني أصدرت أوامر بأن يكون بمصر طلقتين يوميًا في رمضان من المدفع إحداهما وقت الإفطار والأخرى وقت الإمساك.

ومنذ ذلك الوقت ارتبط المدفع بابنة الخديوى اسماعيل فأطلق عليه الناس مدفع الحاجة فاطمة ،وكانت القاهرة هي أول مدينة يطلق فيها مدفع رمضان، ولم يغير الزمن استخدام المدفع فقد استخدم صوته في الإذاعة بعد تأسيسها عام 1934 ونفس الشيء بالنسبة للتلفزيون عام 1960 م.

الكاتب

  • مدفع رمضان وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان