يا ولاد يا ولاد .. تعالوا تعالوا، فرغت الحدوتة

في أول يوم رمضان استيقظنا على خبر وفاة أبلة فضيلة، هذا الاسم بالنسبة لأطفال أجيال الستينات والسبعينات والثمانينات وحتى التسعينات اسم مميز، تلك الأجيال التي ارتبطت بالراديو وبرامجه، وكان برنامج الأطفال الأشهر هو برنامج أبلة فضيلة، وصوتها موجود بين ثنايا وجداننا، فعندما يذكر اسم أبلة فضيلة على الفور تسمع صوتها وهي تستهل البرنامج بنداء “أصدقائي”، فينتبه الجميع ونستمع إلى حدوتة أبلة فضيلة وإلى الأغنية التي تلي الحدوتة.

ويوم الجمعة تختلف الحلقة حيث تستضيف ضيف مع الأطفال يسألونه ويجيب على جميع اسئلتهم واستفساراتهم، وفي الغالب يكون صحفي او كاتب أو عالم او فنان ومن مكاسب البرنامج أن ضيوفه كانوا من علامات المجتمع، فأذكر أنني سمعت صوت نجيب محفوظ في البرنامج، وعرفت الاسم من البرنامج، كم كان بسيط وصوت ابتسامته لا يفارقه وهو يتحدث مع الأطفال ولم يتخلى عن بساطته وجديته في نفس الوقت مع أسئلة الأطفال، فكان يجيب بمنتهى الجدية والحقيقية وأيضًا بمنتهى البساطة.

واستضافت كثير من رموز من المجتمع وأسماء كبيرة مثل أنيس منصور ومحمد عبد الوهاب، وكامل الشناوي، والدكتور فاروق الباز، وعبد الحليم حافظ، وغيرهم من رموز المجتمع والمشاهير.

وكانت أبلة فضيلة الصوت الحاني الودود الذي ننتظره كل صباح لنذهب إلى بلاد جديدة، وأزمنة مختلفة ونصاحب أبطال حكايتها، ونعيش معهم أزماتهم ونحزن معهم ونسعد بالنهاية السعيدة لهم، ونشعر بالانتصار عندما يأخذ المسيء جزاءه، وصاحب الحق يعود له حقه.

أعلنت الخبر ابنة أبلة فضيلة السيدة ريم على وسائل التواصل الاجتماعي وكتبت أن أمها توفيت وأعلنت أن صلاة الجنازة ستقام يوم الجمعة في مسجد عثمان في مدينة بريكينج بكندا، وعندما أعلن الخبر سادت حالة من الحزن الشديد وتوالت كلمات التعزية، واتفق الجميع على مدى تأثير أبلة فضيلة في وجدان الجميع، وكيف كانت عامل مشترك في تربيتنا وتهذيبنا وصنع خيالنا، ودعى لها كل من كتب عنها بالرحمة وتمنى لها كل الخير لأنها لم تقدم سوى كل الخير.

بدأت أبلة فضيلة عملها الإذاعي عام 1952، وتتلمذت على يد بابا شارو وبدأت تولي برامج الأطفال عام 1959 بعد انتقال بابا شارو إلى التليفزيون، ومن وقتها بدأ صوت أبلة فضيلة يظهر ويجمع الأطفال بنداء الأشهر “أصدقائي”

وكانت اخت ثالثة لشقيقتين هما الفنانة محسنة توفيق والسيدة تماضر توفيق، كان من زملاء الدراسة لها الفنانة فاتن حمامة، وأسامة الباز، ورئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقي والذي قالت إنه كان التلميذ النجيب الذي يتنبأ بأسئلة في الامتحان، وكان ينبهنا لأن نركز عليها، ومن العجيب كانت تأتي مثل توقعه تمامًا.

إقرأ أيضا

ذهاب بلا عودة.. عن مأسي أهالي السودان

رحم الله أبلة فضيلة، وجعل عملها وكل ما قدمته لنا في ميزان حسناتها.