“التجارب على الحيوانات” المؤيدين: وسيلة هامة.. والمعارضين: استخدموا التكنولوجيا
أصبح البحث شيئًا أساسيًا فى حياة البشرية خاصة فى ظل ظهور أمراض جديدة وانتشار الأوبئة، ولذلك يلجأ الأطباء والباحثين لعملية التجارب على الحيوانات بهدف اكتشاف عقاقير جديدة لعلاج الإنسان من تلك الأمراض.
اقرأ أيضًا
الحيوانات في الحرب العالمية الأولى “مالم تذكره أسوشيتد برس عن مصر”
مما جعل هذا الموضوع قضية جدلية فى الوسط العلمى ومنظمات وهيئات حماية الحيوانات، ما بين مؤيدًا للتجارب على الحيوانات لما لها من فوائد كثيرة للإنسان، وبين معارضًا لها لأنها تتسبب فى قتل الملايين من الحيوانات سنويًا بالإضافة إلى إهدراها الكثير من الأموال بلا فائدة –من وجهة نظرهم-.
اقرأ أيضًا
كيف ترى الحيوانات العالم من حولها؟ تكنولوجيا جديدة
الأمر الذى جعل الكثير ممن يهتمون بحماية الحيوان يدعون إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة والتطور العلمى لبحث سبل جديدة يمكن استخدامها فى عملية التجارب العلمية دون الحاجة لإنهاء حياة الملايين من الحيوانات.
اقرأ أيضًا
حيوانات شكلت التاريخ بجانب البشر.. حكاية “الوز” الذي أنقذ روما من الغزو العسكري
ذكر العديد من الخبراء والمتخصصين فى كثير من الأبحاث إيجابيات وسلبيات التجارب على الحيوانات للوقوف على حقيقة الأمر، فى حين أن البعض منهم قد توصلوا إلى وسائل متطورة يستطيع من خلالها الباحثون لتجربة العقاقير الطبية والوقوف على مدى نجاحها من عدمه فى علاج الإنسان دون الحاجة إلى قتل الحيوانات.
إيجابيات التجارب على الحيوانات
ذكر العلماء والباحثون حسب موقع « ProCon» العديد من الإيجابيات التى تعود بالنفع على الإنسان والبشرية نذكر منها: أنها تسهم في اكتشاف العديد من العقاقير الطبية التي تنقذ حياة الكثير من البشر ففى خلال الـ100 عام الأخيرة، وقد اعتمدت الاكتشافات الطبية على التجارب على الحيوانات في مرحلة من مراحلها على الأقل، فالأنسولين الذي أنقذ حياة الملايين من مرضى السكري لم يكن ممكناً لولا التجارب التي تضمنت استئصال البنكرياس من الكلاب، كما أن تجارب لقاح شلل الأطفال على الحيوانات ساهم في تخفيض عدد الإصابات السنوية من 350,000 عام 1988 إلى 223 فقط بحلول عام 2012.
لا يوجد بديل حقيقي لتجربة العقاقير الطبية على أنظمة حية بأجساد مكتملة، لأن الأنظمة الحيوية للبشر والحيوانات تعتبر شديدة التعقيد، وهذا الأمر يجعل التجارب على خلايا معزولة في المختبرات غير كافٍ لأنه لا يمكن محاكاة طريقة تصرف أنظمة الجسم المتعددة؛ مثل الأنظمة الهضمية والعصبية والحركية، تجاه المتغيرات أو طريقة تفاعلها مع الأدوية كأجساد كاملة لا كخلايا معزولة فقط.
معظم التجارب على الحيوانات في كثير من البلدان المتقدمة تكون منظمة وخاضعه لقوانين تحمي الحيوانات من إساءة التعامل أو القسوة الغير مبررة وغيرها من التصرفات التي من شأنها الإساءة إلى الحيوانات التي يتم إجراء التجارب عليها.
أعضاء الحيوانات مشابهة لحد كبير إلى الإنسان فمثلا الشمبانزي يتشارك بـ99% من حمضه النووي مع البشر، بينما تتشابه الفئران معنا جينياً بنسبة 98%، هذا التشابه الكبير بيننا وبين هذه الحيوانات يجعل تأثير العقاقير والأمراض علينا متشابهاً إلى حد بعيد.
سلبيات التجارب على الحيوانات
حسب ما ذكره العلماء والباحثون فى موقعProCon : إنها لا تعطي توقعات دقيقة للنتائج على البشر، فإن 94% من العقارات التي تنجح بالاختبارات على الحيوانات تفشل عند تجربتها على البشر، فقد فشل نحو 100 عقار للنوبات القلبية و85 لمرض نقص المناعة المكتسب، بالرغم من نجاحها تحقيقها في الاختبارات على الحيوانات.
كما إنها مكلفة للغاية وتهدر الكثير من الأموال وتكاليفها غالباً ما تكون ضعفي تكلفة نظيرتها المجربة على خلايا معزولة.
وأحيانًا تعطي نتائج مضللة تمنع استخدام أدوية محتملة على البشر فهناك الكثير منها يمكن للبشر استخدامها بشكل آمن تماماً بينما تتسبب بمشاكل خطيرة للحيوانات الخاضعة للتجارب.
والتجارب على الحيوانات قاسية لأنها قد تتضمن الحرمان من الطعام والماء، بالإضافة لاصطناع الحروق والجروح والإصابة بالأمراض لدراسة تأثيرها والتعافي منها.
بدائل التجارب على الحيوانات
توصل عدد من العلماء والباحثين إلى بدائل جيدة تسمح باستخدام أساليب متطورة لتقليل التجارب على الحيوانات منها: زراعة الخلايا بحيث يأخذ الباحثون عينة من جسم الإنسان أو الحيوان ومن ثم زراعته في المختبر ويوفروا لها البيئة للنمو لتعمل كأنها في جسم الإنسان.
وبعض الباحثين يستخدموا المحاكاة على الحاسب الآلي للتعرف على تأثير المواد السامة ذات المدى البعيد.
وقد اكتشف بعض العلماء آلة روبوت باستطاعتها فحص آلاف من العينات الكميائية خلال يوم واحد حيث أن هذه الآلة تستطيع توفير 20 او 30 سنة من البحث والتجارب على الحيوانات وبدقة وفاعلية أكثر مما يوفر الوقت والمجهود والتكاليف.
التجارب على الحيوانات فى الشريعة الإسلامية
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إنه لا يجوز شرعًا اللجوء إلى تشريح الحيوانات الحية بغرض الدراسة إلا عند عدم توافر أي وسيلة أخرى أو عند عسر اللجوء إليها؛ لأن الشريعة نهت عن الاعتداء على الحيوان بغير سبب؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا عَجَّ -أيْ رَفَعَ صَوْتَهُ- إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ يَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّ فُلَانًا قَتَلَنِي عَبَثًا وَلَمْ يَقْتُلْنِي لِمَنْفَعَةٍ» رواه النسائي.
أضاف فى فتوى رسمية له على موقع دار الافتاء المصرية، أنه إذا قلنا بالجواز عند الضرورة إلى ذلك فإنه لا بد من الرحمة بالحيوان محل التجربة؛ فإذا تعين استعمال الحيوان بما يقتضي جرحه أو قتله مثلًا فيجب أن يتم تخديره حتى لا يتألم، ما لم يكن مُحتاجًا إلى عدم تخديره لدراسة جهازه العصبي مثلًا، وأن يسارع إلى قتله بشكل رحيم بعد الانتهاء من التجربة إذا لم يمكن علاجه؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الله كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأحْسِنُوا الذَّبْحَ» رواه مسلم، وتكون الأولوية عند إجراء التجارب على الحيوانات التي أذن الشارع في قتلها.