حظر ارتداء النقاب في المدارس قرار لا يدعو إلى الجدل نهائيًا
منذ أن أصدر وزير التربية والتعليم طارق حجازي قرارًا بحظر ارتداء النقاب في المدارس بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد أحدث المواطنون ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي جدلًا واسعًا كعادتهم، وانقسمت الآراء بين مؤيد يرى أن القرار ييسر عملية التواصل بين الطلاب والمعلمين ومعارض في نظره أنه يمس حرية المرأة في اختيار ملابسها.
ولازال الجدل مستمر حول قرار حظر ارتداء النقاب في المدارس بين الرواد عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي معبرين عن رفضهم له باعتباره قرار تعسفي يتعارض مع حرية الفتاة، رغم أن هذا القرار وغيره من التي ذكرها وزير التربية والتعليم جاءت في مصلحة الجميع لأنها تهدف لإزالة الفوارق المادية والاجتماعية والحد من التنمر والسخرية بين الطلاب، فضلًا عن التقليل من المنافسة القائمة على التباهي والتفاخر حسب ما صرحت به الوزارة.
قرارات تتماشى مع الرغبات
في البداية علينا أن نؤكد أن الزي الشرعي المطلوب من المرأة المسلمة زي لا يصف مفاتن الجسد ولا يشف ويستر الجسم كله ماعدا الوجه والكفين لقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا”، وفي قولِه تعالى: “يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ” يعني أنَّ المرأةَ مأمورةٌ بسَترِ وَجهِها وجميعِ بدِنها عن الأجنبيِّينَ.
أما النقاب فدائمًا ما كان ارتداؤه يدور حوله خلاف بين من يرى أنه فرض ومن يرى أنه سنة ومن يؤكد بأنه ليس فرض أو سنة، ولكن أغلب آراء علماء الدين اتفقت مؤخرًا على أن ستر الوجه والكفين ليس فرضًا وإنما يدخل ضمن دائرة المباح فإذا سترت المرأة وجهها وكفيها فهو جائز وإذا اكتفت بالحجاب الشرعي فقد برِئت ذِمَّتُها وأدَّت ما عليها.
لذلك إذا انتقلنا لقرار وزير التربية والتعليم بحظر ارتداء النقاب في المدارس فنرى أنه لا يدعي نهائيًا الجدل أو أنه يحتاج لكل تلك المعارضة لأن يأتي في مصلحة الطالبة أولاً، وذلك لأن الفتاة خلال جميع مراحلها الدراسية في حاجة للتواصل الدائم مع المعلم في المدرسة أو مع الدكتور في الجامعة.. فكيف سيتعرف عليها أو أن يميزها عن غيرها من المنتقبات إذا كانت فتاة مجتهدة وناجحة في دراستها.
غير أن النقاب في زمننا هذا يخفي هوية من يرتديه فلا يعني إذا رأينا فتاة ترتدي النقاب أنها ملتزمة ومتدنية وتتسم بعشرات الصفات الحميدة.. فكثيرًا ما تتنكر اللصوص بالنقاب وتكرر واقعة انتحال فتاة شخصية طالبة لدخول الامتحانات بدلًا منها وغيرها من الواقع السيئة التي يخفيها النقاب وكل هذا جاء بفعل تلويث أفعال الناس لسمعته.. بالتالي فإن ارتداء النقاب للفتاة دائماً ما يضعها في محل شك.
بالإضافة إلى هذا فإنه يخلق مجال لسخرية والتنمر بين الطلبة والطالبات، كما أنه من الممكن أن يجعل الفتيات المنتقبات يجتمعن مع بعضهن ويكونن جماعة تفصل التواصل مع باقي الطالبات كما حدث من قبل.. وعلى هذا جاءت قرارات وزير التربية والتعليم لتمنع وقوع مشكلات عديدة كهذه وتتماشى مع رغبات المعلمين والعديد من الأشخاص.
اقرأ أيضًا.. العالم الكامل وراء النقاب والمنتقبات